الومضة 1: بإجراء صيغة العقد وقبول ميثاق الزواج، فإنّ الفتاة والشاب اللَّذين كانا أجنبيين بالأمس يصبحان اليوم زوجاً وزوجة. تأتلف أسرة جديدة، وتنمو خلية جديدة في جسد المجتمع الإنساني.
الومضة 2: إنّ الزوج والزوجة متساويان ومتناظران في الجوهر الإنساني والروح الإلهية في نظر الخالق الحكيم، وسهم كل منهما من الحقيقة البشرية هو بنفس المقدار، إلاّ أن الحكمة الإلهية وضعت هذا الجوهر الملكوتي في صدفين أرضيين متفاوتين، وبناءين متمايزين ومحتاجين إلى بعضهما.
الومضة 3: هذه الزوجية هي القانون الشامل والسنَّة الجامعة والجميلة التي تحكم على خلق هذا العالم، والزواج هو أحد أروع علامات جمال معمار الوجود، يعني اتصال عمودين لتشييد بناء الأُسرة، واتصال كفّتين لإعداد ميزان الحياة الإنسانية.
الومضة 4: كنا نشاهد أحياناً الرجل يعتبر المرأة مخلوقاً من الدرجة الثانية، إلاّ أنه لا يوجد مخلوق من الدرجة الثانية، فكلاهما متماثلان ولكل منهما حق المساواة في أمور الحياة، إلاّ في الموارد التي فرَّق الله تعالى فيها بين الرجل والمرأة، والتي هي لمصلحة معينة وليست بنفع الرجل وبضرر المرأة، فلابد أن يعيشا في البيت مثل شريكين ورفيقين.
الومضة 5: الإسلام يعتبر الرجل قوّاماً والمرأة ريحانة، وليس هذا تجرّؤاً على الرجل ولا على المرأة، ولا تضييعاً لحق المرأة، ولا تضييعاً لحق الرجل، بل الرؤية الصحيحة لطبيعة كل منهما.
الومضة 6: إنّ ميزانهما متساوٍ، أي عندما نضع الجنس اللَّطيف الجميل ومانح السكينة والجمال المعنوي لمحيط الحياة في كفة، ونضع صاحب الإدارة والعمل والمعتمد والمتحرك وملاذ المرأة في الكفّة الأخرى للميزان، تتساوى هاتان الكفتان، ليس ذاك راجحاً على هذا، ولا هذا راجحاً على ذاك.
الومضة 7: يتبع البعض مسلكاً خاطئاً، وليس هذا خاصاً بالنساء، فبعض الرجال أيضاً يقولون: تعالوا لنتبادل ما في كفّتي الميزان، نبدل دور المرأة والرجل، وإذا فعلنا ذلك ما هي النتيجة؟ لن نجني سوى الخطأ وإتلاف البستان الذي بُني على الجمال والإحسان، لا نحصد شيئاً غير ذلك، تنقطع المنافع المطلوبة منهما، وتنتشر اللامبالاة في محيط الأُسرة، ويفقد تودُّد كل من الرجل والمرأة إلى الآخر، وتضيع كلُّ تلك المحبة والعشق الذي هو أساس كل شيء.
الومضة 8: قد يحدث أحياناً أن يأخذ الرجل دور المرأة في البيت، وتصبح المرأة هي الحاكم المطلق تتأمّر على الرجل، إفعل هذا ولا تفعل ذلك، والرجل يسلم لها خانعاً، رجل كهذا لا يصلح ملاذاً للمرأة، فهي بحاجة إلى ملاذ قوي وأحياناً يجبر الرجل المرأة على أشياء من قبيل التبضُّع للمنزل والتعامل مع المراجعين، لماذا؟ لأنه مشغول وليس لديه وقت، فالملاك هو عدم وجود الوقت الكافي، فيقول: الآن يجب أن أذهب إلى الدائرة، يجب أن أذهب إلى العمل، فعلى الزوجة أن تقوم بهذه الأعمال، أي يوكل الأعمال الثقيلة والمملّة إلى الزوجة، وطبعاً يمكن أن تنشغل بها بضعة أيام إلاّ أنه ليس عملها.
* من كلام الإمام الخامنئي (حفظه المولى)