من الواجبات التربويّة للأبوين تجاه الأبناء

قيم هذا المقال
(0 صوت)
من الواجبات التربويّة للأبوين تجاه الأبناء

 يحتاج الأبناء في مراحلهم الأولى إلى رعاية ومتابعة حثيثة من الآباء. فتشكل البنية الأخلاقية والسلوكية عند الأبناء يعتمد في أغلبه على هذه الفترة الأولى الحساسة من أعمارهم. والعوامل التربوية، التي تساهم في تشكيل هذه البنية والتي سيكون لها الأثر في تحديد مسار الأبناء ومستقبلهم، كثيرة. ولكننا نشير إلى إثنين منها في هذه المقالة المقتضبة:
 
1 - حسن اختيار المعلّمين والمربّين:
ينبغي للأهل أن يراعوا الدّقّة في انتخاب المدرسة والمعلّمين والمربّين لأولادهم، وأن يكونوا على علاقة متينة ولصيقة مع المدرسة والمعلّمين والمربّين أثناء تواجد أولادهم في المدرسة. بالإضافة إلى التنسيق مع الهيئة التعليمية والتربوية بشكلٍ تامّ في إيصال المفاهيم الإسلاميّة والتربية الدينيّة لأولادهم. والسعي لإزالة أيّ تعارض وتضاد بين المدرسة والبيت؛ لناحية التربية الدينية.
 
2 - المساعدة في اختيار الأصدقاء:
إنّ الأصدقاء والرفاق هم قدوةٌ سلوكيّة وتربويّة لأبنائنا. إذ يرغب الفتيان والفتيات بنحو طبيعيّ في إقامة علاقات صداقة، ويحبّون أن يتّخذوا من هم في سنّهم أصدقاء لهم، وأن يعمّقوا أواصر الصداقة معهم، ولكن لبراءتهم، ولغلبة انفعالاتهم؛ وعدم الالتفات إلى مصالحهم؛ فإنّه من الممكن أن تشتبه عليهم الأمور في انتخاب الأصدقاء، فينتقون أفراداً غير مناسبين لمعاشرتهم. من هنا، تكمن وظيفة الوالدين في أنْ يساعدوا الأبناء، وأن يوضّحوا لهم خطر رفقاء السوء، والأضرار الناجمة عن مصادقتهم، وأن يحذّروهم بأسلوب منطقيّ واستدلالي ومحبِّ من معاشرة الأفراد غير الصالحين والإفراط في بعض الصداقات.

وقد وردت العديد من الروايات التي تحثّ على اختيار الصديق الجيّد، وترك أصدقاء السوء. روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "انظر إلى كلّ من لا يفيدك منفعة في دينك؛ فلا تعتدنّ به، ولا ترغبن في صحبته؛ فإنّ كلّ ما سوى الله تبارك وتعالى مضمحل وخيم عاقبته"[1]؛ ليؤكّد أنّ الصحبة الحقيقية هي الصحبة التي تتّجه نحو الله تعالى.

وممّا لا شكّ فيه أنّ زيارة الوالدين للعوائل المتديّنة والخلوقة والملتزمة بالأحكام الشرعيّة، واصطحاب الأولاد إلى المساجد والمحافل ذات الطابع الدينيّ والتربوي، وأمثال ذلك، يساعد بنحو غير مباشر على أن يجد الأولاد أصدقاء مناسبين لهم.
 
* المصدر: التربية الاسرية - بتصرّف

 

[1]  بحار الانوار،ج71، ص191.

قراءة 1620 مرة