وكانت القضية شكوى زوج من زوجته التي كان يحبها وبسبب بعض الروائح المنفرة من جسدها فتر حبه ناحيتها.
وأظن أن هذه معلومة صحيحة ومشكلة هامة ينبغي أن يلتفت إليها الأزواج باستمرار لأنها عامل أساسي في نفور المشاعر وبرود العلاقة الحميمة بينهما، خصوصاً إذا لم تكن هناك مصارحة بين الطرفين فيكبت الشريك المنزعج هذا الضيق في نفسه خشية أن يجرح مشاعر الآخر فتتراكم المشاعر السلبية مع مرور الأيام إلى غضب يتنفس عبر خلافات هامشية وجوهر المشكلة كامن في هذا السر الدفين، فكما أن الرائحة الزكية هي سبب لاستجلاب العاطفة وإذكاء الشوق بين الزوجين، يحدث العكس الرائحة الكريهة في أي جزء من جسد الشريك عامل هدم للحب، إذ لا يتقبل الشريك كلمات شريكه مهما كانت معسولة ورقيقة طالما كان مصدرها فم كريه الرائحة، أو جسد منسق التقاطيع ورائحة العرق تشوه جماله، وتبعث في نفس الآخر حالة قرف، هذه قضية حساسة جداً يأنف الزوج أن يذكرها أمام القاضي الذي يسأله عن سبب رغبته في الانفصال عن زوجته والتي قد تكون جميلة، مثقفة، مؤدبة، متدينة لكنها غير نظيفة تحسّن من منظرها الخارجي وتهمل أهم جانب ينعش إحساس الرجل وقلبه.
ولهذا يفتعل الزوج أسباب واهية وغير مقنعة للانفصال، وكثير من الزوجات تنفر من زوج تفوح من فمه رائحة الدخان المقيتة أو يتكاسل عن الاستحمام اليومي أو ربما يترك أظافره لفترة طويلة دون أن يقلمها..
هذه حالات واقعية حدثت في مجتمعنا فكم من جميلة فاقت في حسنها العباد وهجرها الزوج إلى امرأة أقل منها جمالاً أو رجل وسيم وثري وصاحب مركز فترت عواطف زوجته ناحيته وهو لا يعرف السبب.
فلينتبه الأزواج إلى هذا الأمر ويعالجوا الحالات المرضية التي قد تسبب بعض الروائح المنفرة.