يكتشف في عالم الشباب بين الحين والآخر عجزٌ واضح في التركيز في الكثير من القضايا المهمة في الحياة الاجتماعية، وقد تكون ظاهرة عامة تواكب نموالشاب، منذ طفولته وحتى في أيام كبره.
كم من المرات تمت معاتبة الطفل على الكسل والخمول في المدرسة وفي البيت!! وحتى في الكبر وبعد الزواج، فكم من حالات مشابهة مرت على الشاب كتلك التي كانت تعترضه في طفولته! كنسيان احتياجات المنزل أوانجاز عمل ما أوموعد مهم في حياة الأسرة..
كما نعلم أن 30 إلى 50% من الأطفال اليوم يعانون من قلة الانتباه والتركيز، وتستمر معهم هذه الحالة إلى أمد طويل حتى عمر الشباب وبدرجات مختلفة. وتقل تدريجياً حالات الانفعال والعصبية عند الشباب مع التقدم في السنوات لكن الانتباه والحذر يبقى حاضراً لديهم حتى أمد بعيد سواء بنشاط زائد أو بدونه..
وفي كل الأحوال يجب أن يتلقى الشباب في هذه الحالات العلاج اللازم سواء العلاج النفسي أوالعضوي..
وتكاد تكون هذه الظاهرة المرضية عامة بين معظم الشباب في أوربا، ولا يستثنى من ذلك الولايات المتحدة، حيث عرف في السنوات الثلاث الأخيرة عدد لا بأس به من حالات المعاناة من القلاقل النفسية وقلة الانتباه والتركيز لدى الشباب، ويتلقى هؤلاء المساعدة الصحية من العلاج النفسي والعضوي.
وقد وجدت هذه الحقيقة في كندا حيث أكتشف الدكتور أنجلو فالو وهو طبيب نفسي حالات عدة من هذا المرض، وأعلن في وقت لاحق أن العديد من الأشخاص في مقاطعة كيبيك يعانون من هذا العجز في الانتباه، وبحسب دراسات أجراها بنفسه على شريحة من المجتمع بينت له أن 10% من الأشخاص يعانون من هذا المرض.
واكتشف كم أن معاناة هؤلاء كبيرة. وتزداد معاناة هذه الشريحة التي تجاه هذه الظاهرة التي تشبه إلى حد كبير الحالات المرضية، وعندما يجد أحدهم ابنه يعاني من نفس المتاعب، يلجأ إلى المركز الصحي ويطلب المساعدة للخروج من هذه الأزمة الصحية.
وليس من السهل إطلاقاً اعتراف الشاب بالصعوبات التي تعترض مسيرة حياته والمعاناة التي يجدها جراء فقدان التركيز والانتباه العصبيين، لكن هذه الظاهرة تبقى مرحلة أولية في التغيير الذي يتطلب إجراؤه للخروج من هذه الأزمة، لاسيما عندما يكبر الشاب ويبني أسرة ويجد أن طفله يسير على خطاه في هذا المجال.
ويجعله يبحث عن مكامن الضعف لديه وعن مسببات هذه المعاناة، وربما تأخذ من الوقت الشيء الكثير. كذلك عندما نتعرض لعدد كبير من الخسائر في العمل وفي العلاقات الاجتماعية والودية جراء هذا المرض فنبدأ السؤال عن ماذا يجري لنا وما هي المسببات.
ولعل النصيحة تكمن في تغذية هذا الجانب من تفكير المرء بقراءة المزيد من الكتب حول ظاهرة الانتباه والتركيز والمطالعة ومتابعة البرامج التلفزيونية المتعلقة بهذه الظاهرة النفسية للتعرف عليها بشكل واضح، كما يستطيع الشاب أن يسأل زملاءه عن الحالات التي يكشف فيها ضعف تركيزه لكي يبدوله المزيد من الملاحظات والانتقادات على سلوكه، ليستطيع في النهاية تقويمه وإيجاد الحلول لمشاكله النفسية والاجتماعية الخاصة بهذه الظاهرة المرضية.