شُبهات و تساؤلات حول المرأة(23)

قيم هذا المقال
(0 صوت)
شُبهات و تساؤلات حول المرأة(23)

رفع أعداء الإسلام شعار المطالبة بحرية المرأة، وعدم تقييدها بقيد، فتمارس رغباتها وشؤونها، وأهواءها كيف تشاء وقد سعوا جاهدين بغزوهم الثقافي - تحت شعار الديمقراطية - لبلادنا وفتياتنا في إقناع المجتمعات بأنّ الدين الإسلامي يسلب الحرية، ويقيد المرأة في ممارسة ما تشاء، ومع الأسف فقد اقتنع الكثيرون بهذه النظرية، وانطلت عليهم الحيلة.

* * * * *

وللجواب عن ذلك نقول:

من الطبيعي وقبل كل شيء أن نسأل ما هي الحرية؟ فإن تحديد المفهوم بشكل واضح سيقطع الطريق على رفع الشعارات البراقة بظاهرها، والفارغة أو المتناقضة في مضامينها.

الحرية هي فتح الخيارات أمام الإنسان وتعريفه بها، وكشف حقائقها أمامه ليختار بعد ذلك ما رأى فيه مصلحة، هذه هي الحرية.

فليست الحرية هي (اللا أبالية) التي قد يشتبه على الكثيرين من الشباب ، ويوهمون أنفسهم أنهم أحرار، فاللاأبالية هي في الحقيقة التيه والضياع، وليست من الحرية في شيء.

إن التحرر الحقيقي والذي يجب أن تسلط عليه الأضواء هو خلع كل قيود الفساد والجهل والضلال، فإن الفساد هو الذي يمنع المرأة من التحرر، وكذلك الانسياق وراء الشهوات هو الذي يجعل المرأة أسيرة، ويسجنها في قفص الهوى والشيطان في أعواد أسموها الحرية والديمقراطية، أما إذا حرّرت نفسها من هذا  الضلال والفساد، وفكت أسرها من هيمنة الهوى وحبائل الشيطان، ورجعت إلى عقلها، والتجأت إلى ربها وإقامة حكمه على نفسها فهذه هي الحرية، لذا فالسفور هو استعباد الهوى وتأله الفتن فتصبح المرأة أسيرة هواها، لا أنها عند ذلك تتحرر، وأما الحجاب فهو قمع للهوى وتخلٍ عن الفتن والالتجاء إلى الله تعالى وكسر قيود الدنيا، فهذه الحرية التي لابد وأن تتنعم بها المرأة، وبعد هذا فلها مزاولة نشاطها وممارسة أعمالها، وتقرر مصيرها دون أن يضغط عليها أحدٌ، ودون أن تراجع أحداً، وفي هذا الصدد يقول الإمام الراحل الخميني: Sفيما يخص المرأة، لم يعارض الإسلام حريتها أبداً، بل على العكس عارض الإسلام تحول المرأة إلى سلعة، وأعاد إليها عزها وشرفها ومكانتها.. هي حرة في اختيار مصيرها ونشاطها، بيد أن نظام الشاه كان يسعى دون حريتها من خلال إغراقها في أمور مخالفة للأخلاق. والإسلام يرفض ذلك بشدة، لقد صادر النظام البائد حرية المرأة مثلما صادر حرية الرجل، ونحن نحاول تحرير المرأة من الفساد الذي أوقوعها فيه([1])R.

وهذا المعنى أكدته روايات أهل البيت (عليه السلام) ، قال علي (عليه السلام): «من ترك الشهوات كان حرَّاً([2])».

وقال الصادق (عليه السلام): «إن صاحب الدين رفض الشهوات فصار حرّاًً»([3])، وفي تعبير عظيم، لمولى الموحدين الإمام علي (عليه السلام) قال:« من قام بشرائط العبودية أهل للعتق، ومن قصّر عن أحكام الحرية أعيد إلى الرق» ([4]).

هذا، ولو كان مقصود أولئك من المطالبة بحرية المرأة، أن تحصل على حقوقها، فلا يوجد نظام من قريب أو بعيد ضمِنَ حقوقها، ورعاها كالإسلام، كما بيّنا ذلك فيما تقدم في بعض العناوين السابقة، فراجع.

 

 

[1] ـ المرأة في فكر الإمام الخميني: 57.

[2] ـ من لا يحضره الفقيه 3: 5، باب اتقاء الحكومة.

[3] ـ أمالي المفيد 52: 14.

[4] ـ غرر الحكم: ح8529.

قراءة 1263 مرة