شُبهات وتساؤلات حول المرأة(22)

قيم هذا المقال
(0 صوت)
شُبهات وتساؤلات حول المرأة(22)

لقد خطّ الغرب ومن تبعهم طريقاً لإخراج المرأة من حجابها وعفتها وحيائها، فدعاها إلى السفور والتبرج تحت شعار الانفتاح والحرية، والتطور والحضارة، ولم يكن ذلك منهم إلا لدحض الإسلام والعبودية، عن ساحة المجتمع.

وفيما يلي توضيح عام لهذه المفردات والمفاهيم الإسلامية التي تتعلق بعفة المرأة، من الحجاب والتزين والحياء والأسئلة والشبهات الواردة حولها:

* * * * *

1- المرأة والحجاب

لا يشك أحد من المسلمين بأنَّ الحجاب فرض على المرأة، ويعتبر ذلك من الأحكام البديهية التي توارثها المسلمون جيلاً بعد جيل، وقد استدل على وجوبه بالأدلة الثلاثة من الكتاب الكريم والسنة الشريفة والإجماع.

أما الكتاب، فقد استدل على وجوب الحجاب بآيتين: الآية الأولى، قوله تعالى: (يَا أَيّهَا النّبِيّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنّ مِن جَلاَبِيبِهِنّ ذَلِكَ أَدْنَىَ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رّحِيماً)([1]).

وهي واضحة الدلالة على وجوب الحجاب، لأن الله تعالى يأمر نبيّه أن يأمر النساء به، فإن معنى (يدنين) يبالغن في التستر بالجلباب، فلا تظهر جيوبهن ولا صدورهن ولا شيء من مفاتنهن للناظرين.([2])

الآية الثانية قوله تعالى: (وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَىَ جُيُوبِهِنّ...)([3]).

ففي هذه الآية الكريمة موقعان للاستدلال على وجوب التستر:

الموقع الأول: قوله تعالى (وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا)، فإن الزينة في المرأة منها ما هو موضوع ومجعول على البدن، أعني زينة إضافية، ومنها ما هو ذاتي في المرأة، وفي أصل خلقتها، والآية نهت عن إبداء الزينة بقول مطلق، أي سواء أذاتية كانت أم عرضية، خَلقية أم إضافية، وواضح ـ لا أقل على مستوى الفهم العرفي ـ  أن الشعر من الزينة، والمفاتن البدنية من الزينة.

ثم استثنت الآية الزينة الظاهرية، وهي جزء من الجسد يرتبط كشفه وإبداؤه بالحياة العملية في المجتمع، كالوجه والكفّان كما جاء في الروايات وأيضاً الزينة الظاهرية التي تتزين بها المرأة كالحناءة والخاتم والثياب كالعباءة والجلباب والخُمُر، وهذان النوعان من الزينة في المرأة قد عبر عنهما في الآية ما ظهر منهما بما جرت العادة على ظهوره، أو الأصل فيه الظهور ولذا جوَّز الشارع إبداءه أمام الناظر الأجنبي. ([4])

الموقع الثاني: قوله تبارك وتعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَىَ جُيُوبِهِنّ)([5])، فهي تدل على لزوم الستر والحجاب، فإن الخُمُر ما تتخمر به المرأة وتجعله على رأسها، فأمر المولى تعالى إسداله على الصدر، لكي لا ينكشف ملتقى الثديين للرجال؛ مثلما كانت تفعله المرأة في بداية الدعوة في الإسلام ([6]).

وأما السنة، فهناك روايات كثيرة، نذكر بعضها:

ما رواه عبد الله بن جعفر عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد قال: سمعت جعفراً وقد سئل عمّا تظهر المرأة من زينتها؟ قال: (الوجه والكفين)([7])، وهي تكشف عن أن الجائز للمرأة إظهار الوجه والكفين من جسدها، ومنها ما رواه الكليني بسنده عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا إبراهيم(عليه السلام) عن الجارية التي لم تدرك، متى ينبغي لها أن تغطي رأسها ممن ليس بينها وبينه محرم؟ ومتى يجب عليها أن تقنِّع رأسها للصلاة؟ قال(عليه السلام): «تغطي رأسها حتى تحرم عليها الصلاة»([8])، والمعنى أن وجوب ستر رأسها عن الناظر الأجنبي في الزمن الذي تحرم عليها الصلاة مكشوفة الرأس، وقد أفتى الفقهاء بأنه يحرم عليها ذلك إذا أكملت تسع سنين، ومنها ما رواه علي بن جعفر أيضاً بإسناد إلى الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) قال: «سألته عن الرجل ما يصلح أن ينظر عليه من المرأة التي لا تحل له؟ قال: الوجه والكف وموضع السوار»([9])، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كنت قاعداً في البقيع مع رسول الله(ص)  في يوم دجن([10]) ومطر، إذ مرّت امرأة على حمار، فهوت يد الحمار في رهدة، فسقطت المرأة، فأعرض النبي(ص)  بوجهه، قالوا: يا رسول الله، إنها متسرولة، قال(ص): اللهم اغفر للمتسرولات ـ ثلاثاً ـ، يا أيّها النساء، اتخذوا السراويلات فإنّها من أستر ثيابكم، وحصّنوا بها نساءكم إذا خرجن»([11]) إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة الكاشفة بجلاء عن وجوب التستر على المرأة.

وأما إجماع علماء الإسلام بالنسبة لوجوب الحجاب، فواضح للعيان، حيث اتفق المسلمون بمختلف مشاربهم ومآربهم، وعلى مر العصور على وجوب الستر على المرأة، وإن اختلفوا في شيء فإنّما هو في لزوم ستر الوجه والكفين وإلى نصف الذراع، أما سواهما فلا شك في لزوم ستره عندهم.

هذا كله من حيث الحكم الشرعي، وأما من حيث الأسباب والعلل الداعية للحجاب، والصورة الحقيقية له، فهي ترجع إلى عوامل متعددة، بعضها ذو جانب نفسي، والآخر ذو جانب أسري، وبعضها ذو بعد اجتماعي، وآخر يرتبط برفع مستوى المرأة واحترامها، والحيلولة دون ابتذالها، كما عبّر الشهيد مرتضى مطهري (رض)؛ فإنّه قد ذكر هذه العلل والأسباب للحجاب، ونحن سنذكرها باختصار فنقول:

أـ التوازن النفسي

من الواضح أن الغريزة الجنسية من أشد الغرائز التهاباً وأنشطها في الإنسان، فروحه مؤهلة للإثارة بشكل كبير، قد تصل في بعض الأحيان إلى درجة الطغيان، ويفقد بعدها الإنسان توازنه، ويدخل في أمراض نفسية واضطرابات روحية كبيرة، ومن هنا قال علماء النفس: إنّ الغريزة الجنسية غير قابلة للإشباع، وإن الإنسان كلما استجاب لها ازداد هيجانها وثورانها كالنار، بل المخفف لها والموجب لاعتدالها وتوازنها هو الحد من نشاطها، وعدم تلبية جميع رغباتها لتصل إلى حالة الاعتدال.

وفي هذه الحالة كان من المهم عدم إثارة دفائن هذه الغريزة وثورانها، ففرض الحجاب للمرأة حالة وقاية عن الاستثارة بها، وإثارتها وإيقادها للغريزة الخامدة.

ب ـ إحكام الرابطة الأسرية

لا شك في أن كل أمر يؤدي إلى إحكام العلاقة الأسرية، ويفضي إلى خلق روح المودة الصميمية بين الزوجين هو أمر نافع للأسرة، ويجب بذل أكبر ما يمكن من جهد لتحقيقه، وعلى العكس تماماً، كل أمر يؤدي إلى إضعاف العلاقة بين الزوجين وإخماد جذوة الحب بينهما، أمر مضر بالحياة الأسرية، وتجب محاربته والإسلام دائماً يدعو إلى تعميق الروابط الأسرية وتدعيمها، والمنع من حلّها وتفكيكها في نصوص وأحاديث كثيرة، ومن الواضح أن اختصاص المتع واللذات الجنسية في محيط الأسرة، وتحت ظل الزواج المشروع يعمّق العلاقة بين الزوجين، ويؤدي إلى تلاحمهما بشكل كبير، وعلى العكس تماماً لو جاز للمرأة أن تخرج من دون ستر وحجاب لاستطاع الرجل إشباع غرائزه، والمتع الجنسية من حالات التكشف المبذولة أمام ناظريه، وقد يصادف متعاً غير متوفرة في زوجته فيؤدي ذلك إلى الشقاق، والخلاف وتفكك الرابطة الأسرية.

جـ ـ التماسك الاجتماعي

يقولون: إن الحجاب يؤدي إلى تعطيل نصف الطاقات الاجتماعية، وإن الحجاب يؤدي إلى تعطيل قوى المرأة وحبس استعداداتها.

ولكن نقول: إن الحجاب ليس سجناً للمرأة، وحرمانها من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وليس هناك في الإسلام شيء من هذا القبيل، فالإسلام لا يقول: على المرأة ألاّ تخرج من دارها، ولا يمنع حقها في العمل والتعليم، فالإسلام لا يريد إطلاقاً أن تكون المرأة عضواً عاطلاً وكلاً، فستر البدن ـ باستثناء الوجه والكفين ـ لا يحول دون أي نشاط ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي، بل على العكس تماماً إن خروج المرأة لممارسة أعمالها ونشاطاتها مع الحجاب يوجب تماسك المجتمع وتنظيمه، لأنه بذلك يحفظ المرأة من الإثارة، ومن أن يتعرض لها بأذى، ومن أن تشيع الغريزة الشهوانية والابتذال والميوعة في المجتمع.

دـ رفعة المرأة واحترامها

إن وضع حاجز وحدّ بين المرأة نفسها والرجل من جملة الوسائل التي تستفيد منها المرأة لحفظ مقامها أمام الرجل، لقد حث الإسلام المرأة على الاستفادة من هذه الوسيلة، خصوصاً تأكيده أنه كلما تحركت المرأة بشكل أكثر وقاراً وعفةً، وامتنعت من عرض نفسها أمام الرجل، ازداد احترامها لديه.

وقد أشار تعالى إلى أن الحجاب علامة على عفاف المرأة وعزتها على الرجال، وبالتالي لا يقعن مورداً لأذى الطائشين، قال تعالى ـ بعد توصيته المرأة بالستر ـ: (ذَلِكَ أَدْنَىَ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ)([12]). حيث إن الحجاب يستر محاسن المرأة ومفاتنها، ويحيطها بهالة من الحصانة والمنعة، تقيها تلصص الغواة والداعرين وتحرشاتهم الإجرامية العابثة، لصون النساء وكرامتهن، فالحجاب جعل لحفظ وصيانة المرأة، وهو يضمن بقاء الأسرة والمجتمع وسلامتهما من جهات متعددة، فكرية وخلقية وأمنية، وهذه الفوائد العديدة المذكورة وغيرها جعلت الحجاب ضرورة من ضروريات الإسلام.

وعلى المرأة أن تعلم أن الحجاب لا يرتبط بها وبحقوقها فقط، حتى تتخلى عنه، وهو لا يرتبط أيضاً بالرجل والزوج كي يقول إني أسمح لزوجتي وابنتي ألاّ تتحجب، بل الحجاب حق اجتماعي، لأن حرمة المرأة تُعتبر من حقوق المجتمع، لذا يجب على الكل، وبالأخص المرأة أن تحافظ على هذا الحق في نفسها، وعلى هذا الأساس، أوجب الإسلام الحجاب عليها وأصبح حكماً إلهياً وقانوناً شرعياً، وليس لأحد التنازل عنه.

هذا، وإنَّ الحجاب ليس مانعاً من طلب العلم والعمل الاجتماعي والسياسي وغير ذلك، ولا ينافي حرية المرأة أيضاً، لأنَّ المرأة إنما التزمت بالحجاب، لأنها عرفت فوائده واقتنعت به، واعتقدت بأنه من أحكام الله وتجب المحافظة عليه والعمل به، وتعرفت إلى المضرّات الخلقية، والاجتماعية للسفور والتبرّج فتجنبته.

2ـ المرأة والتزين

اهتم الإسلام بأمر التجمل والتزين، ونادى به بين المؤمنين، قال تعالى: (قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللهِ الّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ)([13])، وقال تعالى: (يَابَنِيَ آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ)([14])، بل ورد تأكيده بالنسبة للمرأة، إلى الزوجة لزوجها، ولكن لا يعني ذلك أن يباح التزين للمرأة، فللمرأة أن تتزين وتتجمل بالمقدار الذي لا تثير معه دفائن الغريزة عند الرجل، بإبداء مفاتنها وإظهار محاسنها، فإن هذا من شأنه إشاعة الفساد والفاحشة في المجتمع، وهذا ما يسعى الإسلام كنظام متكامل إلى تجنّب المجتمع منه، قال تعالى: (وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا).([15]).

إنّ خروج المرأة بزينتها الطاغية إلى الشارع يوجب إثارة غريزة الرجل، ويوجب اضطرابات نفسية في أفراد المجتمع.

والعقل السليم يعتبر صيانة المجتمع من الفساد والانحطاط، وسعادة ورفاه أفراده والحفاظ على التوازن النفسي الغريزي بينهم أمر مهم وخروج المرأة متبرجةً بحجة الحرية ينافي كل ذلك، ويحطم القيم الإنسانية والدينية في المجتمع.

هذا والإسلام يعطي معنىً أعمق للتزين، ويا حبذا لو تطلع كل فرد لتحقيقه، وهو التزين بالإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: (وَلَـَكِنّ اللهَ حَبّبَ إِلَيْكُمُ الأِيمَانَ وَزَيّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)([16])، وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): «الزينة بحسن الصواب لا بحسن الثياب»([17])، وقال(عليه السلام): «زينة البواطن أجمل من زينة الظواهر»([18]).

3- المرأة والحياء

الحياء والعفة كمال للإنسان يصونه من التبذل والحقارة والخفة، للرجل والمرأة، وهما من أهم فضائل المرأة، ومن كياستها أن تتجلبب بثوب العفة والحياء، ذلك الذي خلقه الله فيها وجعله في طبيعتها، وأضفاه على شخصيتها، قال رسول الله(ص): «الحياء عشرة أجزاء فتسعة في المرأة وواحد في الرجال»([19])، ولا يشك أحد في أن جمال المرأة في حيائها، وزينتها في تسترها به، ولذا أبرز المولى تبارك وتعالى هذه الصفة كأجمل ما ظهر في بنت شعيب(عليه السلام) عندما جاءت إلى موسى(عليه السلام) تدعوه ليجزيه شعيب(عليه السلام) أجر السقاية، (فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَآءٍ)([20])، لقد تجلببت بجلباب الحياء إلى أن طفى الحياء على مشيتها، وبدا على ملامح شخصيتها.

وللحياء آثار عظيمة، ومآثر بليغة، وثمار طيبة، وإليك بعضها:

1ـ إن الحياء مانع من فعل القبيح، ومانع من الوقوع في المعاصي والآثام، فقد قال علي(عليه السلام): «الحياء يصدّ عن فعل القبيح»([21]).

2- إن الحياء مولد للعفة، فبمقدار ما تتمتع المرأة بالحياء تزداد عفتها، فقد جاء عن علي(عليه السلام)  أنه قال: «سبب العفة الحياء»([22])، وقال(عليه السلام): «على قدر الحياء تكون العفة»([23]).

3ـ قد أولى النبي(ص)  الحياء اهتماماً، حتى أكثر من تعديد آثاره وبواعثه، ففي حديث جامع عن آثاره يقول(ص): «أما الحياء فيتشعب منه اللين والرأفة والمراقبة لله في السر والعلانية، والسلامة واجتناب الشر، والبشاشة والسماحة والظفر، وحسن الثناء على المرء في الناس، فهذا ما أصاب العاقل بالحياء، فطوبى لمن قبل نصيحة الله وخاف فضيحته»([24]).

 

 

[1] ـ الأحزاب: 59.

[2] ـ الميزان 16: 338.

[3] ـ النور: 31.

[4] ـ الكشاف 3: 61، النسفي 3: 1131.

[5]ـ النور: 31.

[6]ـ الكشاف 3: 62 – 63.

[7]ـ قرب الإسناد: 40.

[8]ـ الكافي 5: 533 ح2.

[9] ـ قرب الإسناد: 227.

[10] ـ دجِن: مظلم.

[11] ـ تنبيه الخواطر 2: 78.

[12] ـ الأحزاب: 59.

[13] ـ   الأعراف: 32.

[14] ـ  الأعراف: 31.

[15] ـ النور: 31.

[16] ـ الحجرات: 7.

[17] ـ  غرر الحكم: ح9965

[18] ـ  غرر الحكم: ح5338

[19] ـ  كنزل العمال: 5769.

[20] ـ القصص: 25.

[21] ـ  غرر الحكم: ح5454.

[22] ـ  غرر الحكم: ح5444.

[23] ـ  غرر الحكم: ح5414

[24] ـ  تحف العقول: 15.

قراءة 1617 مرة