السيّد حيدر الجلالي
الزواج هو عملية العيش المشترك بين شخصين (الرجل والمرأة) وأمرٌ لابد منها؛ وذلك لأجل بقاء الأجيال واستمرار جنس البشر، وتكامل كل من الجنسين بوجود الجنس الآخر،
كما يقول الله عزّ وجلّ: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا )،(1) ولابد من ملاحظة معايير لتشكيل هذه العلاقة الزوجية؛ لكي ينتج الثمر (أي الأولاد) الطيّب ولا الثمر الخبيث، وقد نشير إلى بعض هذه المعايير، وهي:
الإيمان
إنّ رعاية الإيمان تؤمّن سعادة الأسرة، وهي أعلى معايير الزواج، فورد في الذكر الحكيم: ( وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ )،(2) فالإيمان أصلٌ لابد منه لإيجاد العلاقة بين الزوجين.
الكفاءة
من المعايير أيضاً هي الكفاءة ، كما قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): (أنْكِحُوا الأكْفّاءَ، وَأنكِحُوا مِنْهُمْ، وَإختارُوا لِنُطَفِكُمْ)،(3) فيقصد الرسول (صلى الله عليه وآله) بأنّ الكفاءة هي المساواة للزوجين في حَسَبِهما وديانتهما ونَسَبهما وبَيْتِهما وما شابه ذلك من الأمور المادية والمعنوية.
كذلك الأخلاق هو أحد معايير الزواج، بل هو أحد معايير الشخص المُسلم، بل نرتقي، ونقول بأنّه أحد معايير الإنسان؛ لتمييز الطيّب من الخبيث، فعلى الزوجين أن يهتمّا بالسلوك الحسن والتعامل الجيّد مع الطرف الآخر كما عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنّه قال: (سَعیدَةٌ سَعیدَةٌ إمرَأَةٌ تُكرِمُ زَوجَها وَلا تُؤذیهِ وَتُطیعُهُ في جَمیعِ أحوالِهِ)(4).
أمّا من الأمور المهمة هي سعي كلٌّ من الزوجين لخدمة حياتهم؛ وذلك للوصول إلى الهدف السامي ألا وهو تشكيل العائلة السعيدة التي تخدم المجتمع أولاً وتخدم العائلة ثانياً، فيقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في شأن الرجل: (الكَادُّ على عَيَلِه كَالمُجَاهِد فِي سبِيِلِ الله)،(5) وقال في شأن المرأة كذلك: (جِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّل ).(6)
) سورة الروم: 21.
2) سورة البقرة: 221.
3) الكافي، ج5، ص332، ح3.
4) بحار الأنوار، ج100، ص253، ح55.
5) مستدرك الوسائل، ج13، ص55.
6) الخصال، ص586.