تمتدّ مَرحلة الطفولة منذ الميلاد وحتى بداية مَرحلة المُراهقة أي حتى سن الثانية عشر، تتسارع فيها العمليّة النمائية عند الطفل في جميع مجالاتها، فهي مرحلة حسّاسة تتبلور فيها شخصية الطفل ومهاراته. إنّ للأسرة الدور الأكبر في التكوين السليم للطفل، وتقديم المثيرات البنَّاءة مع التوجيه المُناسب، بالإضافة إلى توفير الألعاب التعليميّة التي تُنمّي كافة جوانب الطفل الجسمية والعقلية، وبالتالي تَهيئة الطفل للخروج بقدرٍ عالٍ من القُدرات والمهارات إلى المراحل العمريّة المُتقدّمة ليكونَ بذلك فرداً مُنتجاً وسويّاً.[١] مراحل الطفولة وتطوير مهاراتها قُسِّمت مرحلة الطفولة إلى أربع مراحل، وكان الغرض من هذا التقسيم معرفة الخصائص النمائية لكل مرحلة والمُشكلات المتوقّع حدوثها، بالإضافة إلى ضرورة الإلمام بطرق التربية والتعليم المتدرّجة والمناسبة، التي تُساعد على تنمية مهارات الطفل وقدراته في مُختلف مجالاتها العقليّة والانفعالية والجسمية الحركية والاجتماعيّة، وكان هذا التقسيم كالآتي:[٢] مرحلة الرضاعة: منذ الولادة وحتّى عمر السنتين. مرحلة الطفولة المبكرة: من سن السنتين وحتى ستّ سنوات. مرحلة الطفولة المتوسطة: من ست سنوات وحتى تسع سنوات. مرحلة الطفولة المتأخرة: من سن تسع سنوات وحتى سن الثانية عشر. مرحلة الرضاعة ينمو الطفل في هذه المرحلة بشكل سريع، ويكتسب الكثير من المَهارات الحركيّة كالمشي، والحبو، والوقوف، والجلوس، وتبعاً لذلك فيجب على الوالدين توفير بعض الألعاب التي تُصدر الأصوات وذات الألون الزاهية والمُختلفة، فيُطوّر الطفل قدرته على إمساك الأشياء وتحريكها وتقليبها بين يديه، بالإضافة إلى الكتب المصنوعة من الفلّين أو الكرتون المقوى، ومن المُمكن أن تروي الأم القصص بطريقة التلوين الصوتي مع اختلاف نبرات الصوت؛ فكلّ ذلك يجذب انتباه الطفل ويستدعي انتباهه، فسماع الطفل لصوت أمّه يساعده على تعلّم اللغة المَنطوقة والتعبيريّة، كما توجد هناك الكثير من الأنشطة التي يُمكن تقديمها للطفل لتقوية مَهاراته وتطويرها.[٣] مرحلة الطفولة المبكرة تظهر في هذه المرحلة أهميّة تَنمية المَهارات الحركيّة ومهارات التآزر البصري الحركي، بالإضافة إلى المهارات اللغويّة والإدراكية، وتتمّ تنمية هذه المهارات بعدّة طرق وأنشطة تُمارسها الأم في المَنزل أو المعلّمة في المدرسة؛ وذلك بعرض المهارة وتَدريب الطّفل عليها ليَصل إلى مرحلة إتقانها، أمّا هذه الأنشطة فتكون إمّا باللعب بالمشابك وتَصنيف ألوانها، وتطوير حاسة اللمس بعرض عدد من خامات الأقمشة أو الأسطح المُختلفة والتفريق بين الناعمة والخشنة وغيرها، والربط بين أكثر من مهارة في نفس النشاط؛ كأن يُميّز الطفل بأن الكرت الأصفر خشن الملمس والكرت الأحمر ناعم الملمس للمساعدة في تطوير القدرة على التفريق بين الأشياء، كما أنّ تقديم الألعاب التي تحتوي على الحركة أو اللعب بالرمل تدفع بالطفل لاستعمال إمكانيّاته الابتكاريّة وقدراته التخيليّة.[٤] مرحلة الطفولة الوسطى يحدث في هذه المرحلة الخروج الفعلي للطفل إلى المدرسة ومسؤولياتها وواجباتها، واتّساع البيئة الاجتماعية، واتساع دائرة الاستقلال عن الوالدين، كما يتعلّم الطفل المهارات الحركيّة اللازمة للمشاركة بالأنشطة العامة والألعاب الجماعية، بالإضافة إلى بداية اكتساب الطفل في هذه المرحلة القِيم والمعايير الخارجية التي تُشكّل بنية شخصيّته الاجتماعية، وتتمّ تنمية مهارات الطفل بإشراكه ببعض الأعمال المنزلية التي تُناسب قدراته الجسمية، وتوفير مكعّبات الفك والتركيب وصلصال اللعب والبازل المناسب، كما يجب على الطفل القيام بمهاراته الاستقلالية بمفرده كارتداء ملابسه ووضعها في مكانها، وتناول طعامه وحده، والاستحمام، وربط الحذاء. يجب أيضاً تعليم الطفل في هذه المرحلة على الكتابة وتحسين خطه، ومحاولة إتاحة الفرصة له لحلّ مشكلاته من دون تدخّل أحد، كما من الممكن تنمية مهارات الطفل اللغوية بتشجيعه على التلاوة الصحيحة للقرآن.[٥][٦] مرحلة الطفولة المتأخرة يسعى الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة إلى زيادة توكيده لاستقلاليّته وتكيّفه الاجتماعي، كما يُكوّن الصداقات والعلاقات خارج نطاق الأسرة، ويَتآلف الطفل مع الجماعات، ويُمكنه الانطواء تحت ظلّها، كما يترسّخ مفهوم الأخلاق والضمير، واكتمال التوجه الذاتي نحو الذات والجماعة، بالإضافة إلى مُمارسة الطفل الكثير من الأنشطة الجسمية على نطاق أوسع وبنشاط أكبر من المَراحل السابقة، فيجب تعليم الفرد اللعب المحكَم الذي يَسير حسب قوانين مُعيّنة يضبطها الحكم، وتشجيع العمل الجماعي وتحقيق التوافق مع الأقران، وتشجيع الطفل في توظيف اللغة المنطوقة في الأداء التمثيلي وانتحال الأدوار، ومساعدة الطفل على إتقان الألعاب الشائعة بين أقرانه وتشجيعه على مُمارستها والاستمتاع بها.[٧] إرشادات عامة في تعليم المهارات للأطفال يجب على الأهل والمُربّيين الأخذ بعين الاعتبار بعض الملاحظات والطّرق والأساليب أثناء تَعليم الطفل مهارة ما، وهي كالآتي: [٤][٨] التشجيع والتحفيز المستمر للطفل، بالإضافة إلى التعزيز اللفظي والثناء على الطفل عند نجاحه، وتجاهل التجارب الفاشلة له، وحثّه على الاستمرار حتى النجاح. القدوة الحسنة والبنَّاءة؛ فالطفل يُراقب من حوله من المُعلّمين والأهل الأقران ممّن يُتقنون مهارة مُعيّنة، فهو يتعلّم بالمُلاحظة والتقليد. تقديم المهارة المناسبة لعمر الطفل وقدراته الجسميّة والعقلية، وتقديم اللعبة أو النشاط المُناسب لتجنّب تعرّض الطفل للفشل المستمر والإحساس بالإحباط، ومراعاة الفروقات الفردية. عدم إجبار الطفل على المُشاركة في نشاطٍ مُعيّن إذا كان لا يَرغب بذلك. مُراقبة الطفل أثناء لعبه وحده أو مع أقرانه في الألعاب الجماعية، وتَحديد السلوكيّات التي تنقصه، أو السلوكيّات السلبية ومُحاولة تعديلها في وقتٍ آخر.
كيفية تنمية مهارات الطفل
نشرت في
الأسرة