لم يعد الكتاب صديق الأطفال، مع انتشار تطبيقات الهاتف وألعاب الفيديو ووسائل الترفيه والمعرفة المختلفة، وباتت القراءة هواية غير مفضلة لدى الأجيال الجديدة، إذ كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الأطفال يقرؤون في الوقت الراهن بمعدل أقل مقارنة بالسابق، كما قل كذلك استمتاعهم بما يقرؤون، وهو أدنى مستوى منذ عام 2013.
وذكرت الدراسة، التي نشرت نتائجها صحيفة غارديان البريطانية، أن الربع فقط ممن هم دون 18 عاما يقرؤون يوميا، وأن 53% فقط قالوا إنهم يستمتعون بالقراءة (كثيرا) أو (كثيرا نوعا ما).
وأكدت الدراسة التي ستنشرها المؤسسة البريطانية لمحو الأمية، أنه بالنسبة للعام السابق 2019 فإن 26% فقط من الأطفال دون سن 18 عاما كانوا يقرؤون يوميا، وأن هذه النسبة هي الأدنى منذ أن بدأت المؤسسة الخيرية البريطانية في دراسة عادات القراءة لدى الأطفال عام 2005.
ناقوس الخطر
ووفقا للشاعر والروائي البريطاني مايكل روزن -الحائز على جائزة أدب الأطفال- فإن نتائج هذه الدراسة يجب أن تكون بمثابة إنذار، خاصة للحكومة، "حيث إنه لدينا العديد من الدراسات التي تفيد بأن الأطفال الذين يستمتعون بالقراءة هم الأقدر وعلى نطاق واسع على الاستفادة مما يقدمه لهم التعليم".
وأوضح روزن أن الإلقاء باللائمة في هذا القصور على الآباء أو الأطفال أو المدرسين لن يؤدي إلى حل للمشكلة، مضيفا أن تحسين مستويات القراءة بحاجة إلى دعم حكومي كامل في شكل ميزانيات، ومجهودات أخرى لدعم المدارس والمجتمع في هذا الخصوص.
وبحسب الدراسة، فإن ثمة فجوة واضحة بين الجنسين عندما يتعلق الأمر بالقراءة من أجل المتعة، فقد أظهرت الدراسة أن أقل من نصف الأولاد (47%) كانوا من القراء الأكثر حماسا، مقارنة بـ(60%) في أوساط الفتيات.
وقد أفاد ثلث الأطفال الذين شملتهم الدراسة بأنهم يعانون في سبيل الحصول على كتب تتناول موضوعات توافق اهتماماتهم.
وجاءت نتائج الدراسة قبل أيام قليلة من الاحتفال بيوم الكتاب في المملكة المتحدة وإيرلندا، وهو فعالية خيرية تقام سنويا، وسوف تدعو هذا العام القراء من جميع الأعمار إلى "مشاركة مليون قصة" من خلال القراءة وبصوت عال، أو الاستماع إلى قصة لمدة عشر دقائق يوميا مع الأصدقاء والعائلة.
وتقول كيسي تشادرتون الرئيس التنفيذي لفعالية اليوم العالمي للكتاب، إن هذا النشاط يمكن أن يحول طفلا مترددا في القراءة إلى طفل يقرأ من أجل المتعة.
القراءة تشكل نمو طفلك
يرى المختصون أن كل دقيقة تستهلك في القراءة للطفل أو مساعدته في القراءة بنفسه، تساهم في نموه العقلي واتساع مداركه، إذ تساهم القراءة اليومية في التالي:
1- تمارين معقدة للدماغ
القراءة مهمة أكثر تعقيدا للعقل البشري من مشاهدة التلفزيون، إذ تساهم في تنمية النمو العقلي للطفل.
2- زيادة التركيز
تعزز القراءة من تركيز الطفل، إذ تتطلب الجلوس في هدوء لفهم ما يقرأ، فهي هواية مناسبة لتدريب الأطفال الذين يعانون من تشتت الانتباه.
3- ثقافات مختلفة
ربما يستطيع الطفل أن يرى العالم من خلال الإنترنت، ولكن التعرف إلى الثقافات المختلفة من خلال الكتب له متعة خاصة لا تنسى بمرور الوقت.
4- المهارات اللغوية
تحسن القراءة اليومية من المهارات اللغوية لدى الطفل، فهو يتعلم كلمات جديدة لا شعوريا، ويكتسب المعلومات وكيفية هيكلة الجمل واستخدام الكلمات ببراعة، تحدثا وكتابة.
5- تطور الخيال
تترجم أدمغتنا الوصف الذي نقرؤه عن الأشخاص والأماكن والأشياء والأحداث إلى صور، ومن ثم فإن القراء تعمق وتطور ضروب الخيال والإبداع لدى الطفل.
وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للغة من خلال القراءة -في مرحلة ما قبل المدرسة- يحققون تميزا أكاديميا لدى التحاقهم بالمدرسة.