ليلى علي
زوجك لا يستطيع أن يرفع يده عن وحدة التحكم لجهاز "بي أس فور" على سبيل المثال، ورغم أنه لا يجد ذلك مشكلة كبيرة، فإنك تلاحظين ابتعاده عنك وتخاذله في بعض الأمور الهامة التي كان يجب القيام بها، أنت متأكدة الآن أن تمسكه بألعاب الفيديو أصبح عائقا في سبيل عيش الحياة الزوجية الحقيقية.
هل تشكين أحيانا أنه ربما لا ينبغي أن تجعلي من الأمر مشكلة كبيرة، في الواقع، تعترف منظمة الصحة العالمية رسميا "باضطراب الألعاب" كحالة من مشاكل الصحة العقلية.
يقول ستيفن سنايدر، أستاذ الطب النفسي بكلية إيكان للطب في مقال له على موقع كيو دي تي، يعيش معظم الناس هذه الأيام في عالمين، العالم الحقيقي وعالم الإنترنت، وهذا له آثار خطيرة على العلاقات الزوجية في القرن الحادي والعشرين.
ومن أكثر الطرق شيوعا التي يعيشها الناس على الإنترنت هي ألعاب الفيديو، حتى أن صناعة ألعاب الفيديو تحقق أموالا أكثر من صناعة الأفلام والموسيقى مجتمعتين.
لكن قبل أن تدقي بمطرقة على جهاز "إكس بوكس" الخاص بزوجك رغبة منك في تحطيمه والانتهاء من المشاكل التي يتسبب فيها، جربي خمس طرق لمعالجة المشكلة وفقا للكاتبة ليندسي تشامبيون في مقال لها على موقع بيور واو.
1- سبب الهوس
اكتشفي سبب هوسه، بالنسبة لك أنت، من السهل استبعاد ألعاب الفيديو باعتبارها مضيعة للوقت ولأنها بلا معنى، ولكن وفقا لدراسة أجراها قسم علم النفس بجامعة ميسوري، كولومبيا، يلعب معظم الناس ألعاب الفيديو لثلاثة أسباب، الهرب من الحياة اليومية، واعتبارها منفذا اجتماعيا للعب مع الأصدقاء، سواء كان ذلك عن بعد أو في المكان نفسه، والسبب الثالث هو الوصول إلى شعور الانتصار الذي يعمل من خلال تسجيل نقاط المكافآت في الدماغ.
تقول تشامبيون، بمجرد أن تدركي أن زوجك يلتصق بألعاب الفيديو للسبب نفسه الذي يجعلك تمارسين التسوق بنهم على سبيل المثال، وهو أنه يساعد على فك الضغط والاسترخاء بعد العمل كلما زادت قدرتك على التعاطف معه.
2- الاعتراف
الاعتراف بأن ألعاب الفيديو هواية وليست عدوا، إذا كنت تستطيعين التفكير في اللعب الذي يمارسه زوجك كهواية وليس كعادة مزعجة عليك التعامل معها، سيكون من الأسهل التحدث مع زوجك عن المشكلة بشكل موضوعي، ومن غير المرجح أن يشعر بأنه يتعرض للضغط أو الهجوم وأنه مضطر للدفاع عن نفسه لممارسة أمر لا يرضيك ويصيبك بالجنون.
3- النقاش
النقاش بعد انتهاء اللعب، نحن نعلم أنه من المغري التعبير عن آرائك بمجرد أن يبدأ زوجك اللعب. تقفين أمامه بوجهك المتجهم قائلة "هل يجب عليك فعل ذلك الآن؟" أو "أحتاج منك أن تقوم ببعض المساعدة في المنزل" أو "هل ستنتهي يوما من هذه اللعبة التي أدمنتها؟".
تؤكد تشامبيون أن هذا الأسلوب سيؤذي أكثر مما ينفع، وتنصح بأنه بدلا من ذلك، على الزوجة أن تنتظر حتى وقت لاحق، عندما ينتهي زوجها من اللعب، وحينما تكون أكثر هدوءا وبلا غضب يتلبسها، في هذه الحالة يمكن إجراء محادثة هادئة وجها لوجه وأن تعبر لزوجها بشكل عملي عن سبب انزعاجها وعن حاجتها لبعض الوقت الذي يقضيه في اللعب.
4- حل وسط
اقتراح حل وسط، طلب التوقف تماما عن لعب ألعاب الفيديو ليس طلبا مقبولا بشكل عام. وبدلا من ذلك، أوصلي مشاعرك إلى زوجك على أن تحددي بوضوح ما يمكن أن يساعدك على الشعور بالتحسن وتطلبيه من زوجك. كأن تقولي له "أعرف أنك تحب اللعب بعد العمل، لكن عندما أحضر العشاء أحتاج منك أن تجلس مع الأطفال هم بحاجة إلى قضاء بعض الوقت معك. أعلم أنك متعب وترغب في الاسترخاء، لكنني عملت طوال اليوم أيضا، دعنا ننتهي ومن ثم نستريح سويا".
5- اللجوء للمساعدة
معرفة متى يجب اللجوء إلى المساعدة المتخصصة، إذا انحرف زوجك بممارسة لعبة فيديو بشكل عادي ومقبول إلى شكل من أشكال الإدمان، كأن يظل مستيقظا طوال الليل ليلعب، ولم يعد يهتم بعمله، أو لا يغادر المنزل مطلقا في عطلات نهاية الأسبوع، فقد حان الوقت للحصول على بعض الدعم.
بمجرد أن يكون لديك فكرة واضحة عن الفرق بين العادات الصحية وغير الصحية، يمكنك الحصول على الاستشارة المطلوبة حتى تستعيدي زوجك مرة أخرى.
زوجك في خطر
كيف تعرفين أن زوجك أصبحت علاقته بألعاب الفيديو تقترب من الخطر؟
وفقا لموقع "جيم كويترز"، فإنه يمكن ملاحظة أن العلاقة بألعاب الفيديو أصبحت مشكلة خطيرة حينما ينطبق عليها تسعة معايير لاضطراب ألعاب الإنترنت، التي حددتها جمعية علم النفس الأميركية "أي بي أي"، وهي:
- أعراض الانسحاب مثل الحزن والقلق والانفعال عندما لا يستطيع زوجك ممارسة اللعب.
- الحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت في الألعاب لإشباع الرغبة.
- محاولات فاشلة لتقليل أو إنهاء اللعب.
- التخلي عن الأنشطة الأخرى، أو فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة في السابق، بسبب الألعاب.
- الاستمرار في اللعب رغم المشاكل التي يسببها.
- خداع أفراد الأسرة أو غيرهم بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه في اللعب.
- استخدام الألعاب لتخفيف الحالة المزاجية السلبية، مثل الشعور بالذنب أو اليأس.
- قد يتعرض للخطر أو يفقد وظيفته أو علاقته بالآخرين بسبب الألعاب.
ويؤكد سنايدر أنه لا توجد أية إرشادات مؤكدة بعد ليتخلص الشخص من إدمان ألعاب الفيديو، نظرا لكونه يمثل مشكلة جديدة نسبيا. ولكن هناك برامج متوفرة على الإنترنت يسهل الرجوع إليها لمساعدة الأزواج على التخلص من التعلق الشديد بألعاب الفيديو.