هناك أسباب كثيرة لوقوع النزاعات بين الأزواج، ولكن يمكن أن نجمعها في أربعة عناوين رئيسيَّة:
1- عدم الالتزام بالشرع المقدس: لقد وضع الله تعالى القوانين لتنظيم العلاقة الزوجية وجعلها على أفضل وجه بشكل يؤمن الحياة الزوجية السعيدة والموفقة، وعندما يتخلى الإنسان عن هذه الحدود الشرعية ويتجاوزها فإنه سيهدد الحياة الزوجية برمتها، من هنا كان لا بد من التعرف على الحقوق الزوجية وآداب العلاقة مع الزوج حتى تحصّل الحصانة التي تحمي بنيان الأسرة من التصدع.
2- الأخطاء: إن سوء التقدير الناشى عن الجهل بالطرف المقابل وخصوصياته وما يحب ويكره، أو عدم القدرة على الانسجام رغم المعرفة بالميول والخصوصيات، قد يتسبب أيضاً بالتشنج والوقوع بالأخطاء، فيشكل خطراً على الحياة الزوجية، لذلك فإن معرفة الطرف الآخر قد يساعد على تفهم التصرفات والمسلكية بشكل يساعد على الانسجام.
3- عدم الواقعية: إن التصورات الخاطئة أو الخيالية عن الحياة والمستقبل من المشاكل التي تعترض الأزواج، فإذا كان الشاب والفتاة يعيشان في عالم من الأحلام الوردية ويتصوران بأن المستقبل سيكون جنّة وارفة الظلال كما في القصص والروايات، ولكن وبعد أن يلجا دنياهما الجديدة، فيبحثان عن تلك الجنّة الموعودة فلا يعثرا عليها، فيلقي كل منهما اللوم على الآخر محمّلاً إياه مسؤولية ذلك، ويبدأ بذلك فصل النزاع المرير الذي يُفقد الحياة طعمها ومعناها، فكلٌ يتهم الآخر بالخداع، وكل منهما يلقي بالتبعة على شريكه، في حين أن بعض الأماني والآمال تبلغ من الخيال بحيث لا يمكن أن تحقق على أرض الواقع.
4- رتابة الحياة: من الأمور التي تساعد على الخلاف رتابة الحياة، والتي تحدث بعد فترة طويلة من البرنامج اليومي المتكرر، مما يُشعِرُ الزوجين بالملل، فيتفرغان لانتقاد بعضهما، وتظهر الخلافات، ولهذا ينبغي على الزوجين التجدد لبعضهما والظهور بصورة لافتة للنظر، وهذا ما يوصي به ديننا الحنيف، ومنه التجدد والتجمل من خلالِ اللباسِ والمظهرِ، وقد ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها" ([1]).
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام: "... وإظهار العشق له بالخلابة، والهيئة الحسنة لها في عينه"([2]).
كيف نتوقى فشل الزواج؟
إنّ من أهم الأمور التي تجعل الرجل والمرأة يتفاديا الفشل في العلاقة الزوجية:
أ- حسن الاختيار، قبل الزواج من الشريك للآخر، واعتماد المعايير التي ذكرناها في ذلك.
ب- حسن العشرة في الحياة الزوجية من الرجل للمرأة، وحسن التبعل للمرأة، وهو من خلال اعتبار كل من الزوجة والزوج للآخر نعمة من الله تعالى عليه، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه عز وجل خيراً له من زوجة صالحة"([3])، والنعمة عادة محل ابتلاء واختبار إما أن يحسن الإنسان فيها وإما أن يسيء، والنعمة لا تنفع ولا تستمر نافعة إلا إذا تعامل الإنسان معها بإيجابية وأدى ما عليه من واجبات للآخر، وإلا سيخسر كلا الطرفان إن أساءا المعاملة مع هذه النعمة الإلهية.
ج- أداء الحقوق الإلهية المتوجبة على كلا الزوجين للآخر.
د- تحصين العلاقة من التدخلات الخارجية، ومن التأثر السلبي بالمحيط.
فبمراعاة هذه الأمور يمكن الحفاظ على العلاقة الزوجية وجعلها سكنا ومستراحا ومحلا لتكامل الرجل والمرأة على حد سواء.
الزواج الناجح، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1185.
([2]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1185.
([3]) ميزان الحكمة، ج2، ص1184.