المحرومون من النوم أقل جاذبية وصحة وقابلية للتواصل مع الآخرين.
ليلى علي
يشتهر محبو النوم مبكرا والاستيقاظ باكرا بكونهم أكثر بهجة من محبي النوم في وقت متأخر من الليل والاستيقاظ متأخرا في اليوم التالي، وقد تناولت دراستان حديثتان في علم الوراثة هذا الجدل القديم حول الفريقين.
أظهرت الدراستان أن الذين ينامون مبكرا ويستيقظون مبكرا تقل لديهم مخاطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 23% مقارنة بغيرهم. كما أن تغيير أوقات النوم خلال أيام العمل وأيام الإجازات قد يصيبك بمزاج سيئ.
تقول تيما إرينفيلد، الكاتبة والمحررة في مجال الصحة وعلم النفس، في مقالها على موقع سيكولوجي توداي Psychologytoday، أن من ينامون في وقت متأخر من الليل ومن يطلق عليهم "البوم الليلي" أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالذين يستيقظون مبكرا، بغض النظر عن مدة نومهم.
ورغم أن العديد من الجينات تلعب دورا في تفضيلات النوم لدينا، فإن ذلك يكون بشكل جزئي فقط، واعتمادا على التشكيلة الجينية الخاصة بكل شخص، فهي تفسر من 12 إلى 42% مما يفعله الناس. لذا فإنه حتى لو كان لديك كل الجينات التي تدفع إلى النوم في ساعات متأخرة، فإنه بناء على العلم الذي نعرفه في الوقت الحالي، لا يزال لديك خيارات أكثر للتحكم في ساعة النوم الخاصة بك.
متى يجب أن تذهب للنوم؟
في دراسة أجريت على مجموعة ضخمة مكونة من 840 ألف شخص، وجد العلماء أن أولئك الذين لديهم جينات مرتبطة بالنوم المبكر كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب.
ووجدت الدراسة أن الشخص الذي ذهب إلى الفراش العاشرة مساء واستيقظ الخامسة صباحا كان لديه خطر أقل بنسبة 23% للإصابة بالاكتئاب الشديد. على الجانب الآخر، إذا ذهبت إلى الفراش منتصف الليل واستيقظت السابعة صباحا، فإن خطر إصابتك بالاكتئاب يرتفع بنسبة 23%، مقارنة بالشخص العادي.
النوم منتصف الليل والاستيقاظ السابعة صباحا يرفع خطر إصابتك بالاكتئاب بنسبة 23% (شترستوك)
سعادة مشروطة
إذا كنت تنام باكرا بالفعل وتستيقظ باكرا، فليس شرطا أن تحصل على مقدار أكبر من السعادة، ولكن إذا كنت تنام متأخرا الساعة الواحدة صباحا، وقررت الذهاب إلى الفراش الساعة 11 فإنك بالتأكيد ستقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 40%، وذلك وفقا لنتائج الدراسة.
شرط آخر كي تنعم بفوائد الاستيقاظ باكرا هو التعرض لضوء الشمس، فغالبا ما يتعرض من يستيقظون باكرا إلى ضوء الشمس خلال النهار، وهذا يؤثر على الحالة المزاجية. لذا تأكد من رؤية الشمس لأنه إذا نهضت من السرير باكرا لتجلس في غرفة مظلمة، فقد لا تلاحظ أي فائدة من الاستيقاظ مبكرا.
ساعدت دراسة أخرى صادرة في يونيو/حزيران 2021، بالاعتماد على البيانات الجينية لـ 85 ألف شخص، في إثبات أن البقاء على نفس الجدول الزمني في جميع أيام الأسبوع كان مرتبطا بانخفاض فرصة الإصابة بالاكتئاب، حيث إن محبي النوم في وقت متأخر من الليل عادة ما يميلون إلى الاستيقاظ متأخرا أيام الإجازات مقارنة بأيام العمل. لذلك عليك الالتزام بالجدول الزمني الجديد الخاص بالنوم باكرا حتى أيام الإجازات.
ساعة إضافية من النوم توفر دفعة إيجابية قوية للمزاج (شترستوك)
مميزات ساعة من النوم الإضافي
وفقا لموقع ذا هيلثي The Healthy، فإن ساعة إضافية من النوم توفر دفعة إيجابية قوية للمزاج. ففي دراسة استقصائية أجريت مؤخرا على أكثر من 700 شخص تتراوح أعمارهم بين 17 و79 عاما، أفاد أولئك الذين حددوا أنهم استيقظوا مبكرا أنهم يشعرون بالسعادة والصحة أكثر من غيرهم.
ويعتقد الباحثون أن زيادة الشعور بالسعادة والحد من التوتر، من خلال إضافة ساعة من النوم باكرا كل ليلة، ثم الاستيقاظ مع سطوع الشمس صباح اليوم التالي، يؤدي إلى مواءمة ساعتك البيولوجية مع إيقاعها الطبيعي.
النوم باكرا يجعلك تبدو بشكل أفضل، حتى أن أفضل روتين للعناية بالبشرة صباحا لا يمكنه إخفاء الأكياس المتعبة تماما تحت عينيك من ليلة بلا نوم.
وقد وجدت دراسة سويدية حديثة أنه عندما شوهدت صور لأناس مرتاحين جيدا أو محرومين من النوم، تم تصنيف المجموعة الأخيرة على أنهم أقل جاذبية وصحة وقابلية للتواصل مع الآخرين. من ناحية أخرى، يمكن أن يضيف وقت النوم المناسب توهجا منتعشا إلى بشرتك مما يشعرك بالسعادة بالتأكيد.
المصدر : مواقع إلكترونية