حقيقة المبعث في فكر الإمام الخامنئي (9)

قيم هذا المقال
(0 صوت)

حقيقة المبعث ورسالته في فكر الإمام الخامنئي(9)

من كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة عيد المبعث النبوي السعيد 20/10/1372 (10/1/1994م)

قرن التجربة والعمل :

على الشعوب الإسلامية العودة للإسلام، وقد تفتّحت البوابات طبعاً. القرن الماضي _ أعني القرن الثالث عشر الهجري _ كان قرن هتافات المنادين بالإسلام. منذ بدايات القرن حين أصدر الميرزا الشيرازي _ مرجع التقليد الإسلامي الكبير _ تلك الفتوى الحاسمة في مواجهة الشركة الإنجليزية وأثار شعباً كاملاً، وإلى حادثة الثورة الدستورية في إيران، وإلى الحركات الإسلامية في الهند، إلى الصحوة الإسلامية في غرب العالم الإسلامي _ في الشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا _ والشخصيات الكبرى التي تحدثت، وأمثال السيد جمال الدين، وغيرهم الكثير، كان القرن تقريباً قرن هتافات وكفاح، والقرن التالي هو قرن التجربة.

القرن الحالي الذي نحن فيه هو قرن التجربة. القرن الرابع عشر الهجري كان قرن الهتافات والتوعية والإعلام، وهذا القرن الخامس عشر _ منذ بداياته _ هو قرن التجربة والعمل. نلاحظ الشعوب الإسلامية أضحت صاحبة تجارب وها هي الآن تعمل. الجمهورية الإسلامية كانت أحد النماذج، وهي النموذج الأول. لقد مررنا بالكثير من المشكلات لأننا كنا النموذج الأول.

على المسلمين التزوّد بالتجارب من هذا النموذج. الشعوب التي تروم تحقيق التحرك الإسلامي في بلدانها اليوم، بوسعهم تقديم مشاريع أشمل مما قدمه الشعب الإيراني إذا أعانهم الله وإذا تحلّوا بالهمم الكافية. ليس للمسلمين من سبيل سوى العودة للإسلام وتأسيس الحكم الإسلامي وتحقيق وتطبيق العمل الإسلامي. ينبغي عدم التفاؤل أبداً بتماشي أعداء الإسلام القدماء الحاقدين. كما ينبغي عدم عقد الآمال على حلمهم وأناتهم. لاحظوا ما الذي فعلوه بالشعب الإيراني طوال هذه السنوات الثلاث عشرة التي مضت على انتصار الثورة الإسلامية _ ونحن نحتفل هذه الأيام بالذكرى الثالثة عشرة والدخول في السنة الرابعة عشرة _ و ما الذي قالوه وكتبوه وكيف تصرفوا... هذه تجارب للشعوب الإسلامية... طبعاً، ثمة صعوبات ينبغي الصبر عليها، لكن هذه الصعوبات مقدِّمة للراحة.

الحرية، والعزة، وبلوغ النصر والثمار الطيبة لسيادة الإسلام والتحرر من قبضة القوى الظالمة له صعوباته طبعاً. ينبغي الصبر على هذه الصعوبات. في صدر الإسلام أيضاً صبروا أولاً على هذه المتاعب لمدة من الزمن، وكانت النتيجة أن أضحى المسلمون قادة العالم وقوته الوحيدة لقرون من الزمن.

ومع أن الفساد تطرق بعد ذلك لأركان الحكومات الإسلامية إلا أن ذلك البناء المحكم المرصوص الأول استطاع أن يحمل هذا العبء الثقيل لقرون من الزمن. لنصبر على المصاعب. لتقدم الشعوب المسلمة التضحيات كي تتجاوز المشكلات وتتخطى العقبات. حراب القوى العظمى تكِلُّ يوماً بعد يوم.

قراءة 2292 مرة