إرشادات ومواعظ محمدية من كلامه (ص)

قيم هذا المقال
(0 صوت)

إرشادات ومواعظ محمدية من كلامه (ص)

 

عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان مما حفظ من خطب النبى صلى الله عليه واله انه قال: ايها الناس ان لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وان لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، الا ان المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه، وبين اجل قد بقى لا يدرى ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفى الشيبة قبل الكبر، وفى الحياة قبل الممات، فوالله الذى نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب وما بعدها من دار الا الجنة أو النار1.

 

عن النبي صلى الله عليه وآله: "أيها الناس، إن أصدق الحديث كتاب الله إلى أن قال وسباب المؤمن فسوق،وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه معصية، وحرمة ماله كحرمة دمه "2.

 

ونسب له صلى الله عليه واله أنه قال: كأنّ الموت فيها على غيرنا كتب، و كأنّ الحقّ فيها على غيرنا وجب، و كأنّ الّذى نرى من الأموات سفر عمّا قليل إلينا راجعون نبوّئهم أجداثهم، و نأكل تراثهم، كأنّا مخلّدون بعدهم قد نسينا كلّ واعظة، و رمينا بكلّ جائحة طوبى لمن ذلّ فى نفسه، و طاب كسبه، و صلحت سريرته، و حسنت خليقته، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من لسانه، و وسعته السّنّة و لم ينسب إلى البدعة3.

 

روى جابر بن عبد الله، عنه صلى الله عليه واله أنه قال: "لا تجلسوا إلا عند كل عالم، يدعوكم من خمس إلى خمس: من الشك إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الرغبة إلى الرهبة، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الغش إلى النصيحة".

 

وروى معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وآله، أنه قال:

"إن من فتنة المرء أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع، ففي الكلام تمويه وزيادة، ولا يؤمن على صاحبه الخطأ، وفي الصمت سلامة وأجر.

ومن العلماء من يخزن علمه ولا يحب أن يوجد عند غيره، فهوفي الدرك الأول من النار.

ومنهم من يكون في علمه بمنزلة السلطان، إن رد عليه في شيء من علمه غضب، فهوفي الدرك الثاني من النار.

ومنهم من يجعل حديثه وغرائب علمه لأجل الشرف والبيان، ولا يرى أهل الحاجة إليه أهلاً، فهوفي الدرك الثالث من النار.

ومنهم من ينصب نفسه للفتيا، فيفتي بالخطأ تكلفاً، والله يبغض المتكلفين، وهوفي الدرك الرابع.

ومنهم من يتكلم بكلام اليهود والنصارى ليغزر علمه، فهوفي الدرك الخامس من النار.

ومنهم من يتخذ علمه تعمقاً ونبلاً وذكراً في الناس، فهوفي الدرك السادس من النار.

ومنهم من يستفزه الرياء والعجب، فإن وَعظ عنف وإن وُعظ أنف، فهوفي الدرك السابع من النار.

فعليك بالصمت فبه تغلب الشيطان، وتستوجب المغفرة والرضوان، وإياك أن تضحك من غير عجب، أوتمشي وتتكلم في غير أدب ".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "إذا اجتمع قوم يذكرون الله تعالى اعتزل الشيطان والدنيا وعنهم، فيقول الشيطان للدنيا: الا ترين ما يصنعون ؟ فتقول الدنيا: دعهم فلو قد تفرقوا أخذت باعناقهم".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "إن أفواهكم طرق القران فطيبوها بالسواك، فإن صلاة على أثر السواك، خير من خمس وسبعين صلاة بغير سواك".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "أصدق المؤمنين إيماناً أشدهم تفكراً في أمر الدنيا والآخرة، وأشد الناس فرحاً يوم القيامة، أشدهم حزناً في الدنيا".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "قال الله تعالى: وعزتي وجلالي، لا أجمع لعبدي المؤمن بين خوفين وأمنين، إذا خافني في الدنيا آمنته في الآخرة، وإذا أمني في الدنيا أخفته في الآخرة".

ومن ألزم نفسه الفكر ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً وحكمة، وإن الفكر مفاتيح أقفال الحكمة والإعتبار، وإنهما ليخرجان من قلب المؤمن عجائب المنطق في الحكمة، فتسمع له أقوال ترضاها الحكماء، ويخضع لها العلماء، وتعجب منها الفقهاء.

ولو أن محزوناً بكى في أمة، لرحم الله تلك الاُمة ببكائه. ومع ذلك يجب بسط الرجاء في رحمة الله فإنها واسعة، وربما غلب الرجاء على الخوف، وذاك ان مستقى الرجاء من بحر الرحمة، وقد سبق في قضائه وحكمته: ان رحمته سبقت غضبه.

 

وقال النبي صلى الله عليه وأله: "ما من عبد مؤمن تخرج من عينيه دموع، ولومثل رؤوس الذباب من خشية الله، إلا حرّمه الله على النار، وما من قطرة أحب إلى الله تعالى من قطرة دمع من خشية الله، وقطرة دم في سبيل الله".

 

وقال: "لا يدخل الجنة إلا رحيم" فقيل: كلنا نرحم يا رسول الله، فقال: "ليس رحمة أحدكم في خويصة أهله حتى يرحم الناس عامة".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "اطلبوا الحوائج عند رحماء أمتي تفلحوا -أو تنجحوا- فإن رحمة الله لهم، ولا تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم فتذلوا فتندموا، فإن غضب الله عليهم ".

 

وقال النبي صلى الله عليه وآله: "اللهم من رأف باُمتي ورحمهم، فاعطف عليه وارحمه".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "بذلاء أمتي لا يدخلون الجنة بكثرة صوم ولا صلاة ولكن برحمة الله، وسلامة الصدور، وسخاء النفوس، والرحمة لجميع المسلمين".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "ينبغي للمسلمين أن ينصح بعضهم بعضاً، ويرحم بعضهم بعضاً، فإنما هم كمثل العضومن الجسد، إذا اشتكى تداعى الجسد بالسهر".

 

ورأى عليه السلام أعرابياً يتكلم فطوّل، فقال له: "كم دون لسانك من حجاب ؟" فقال: شفتاي وأسناني، فقال عليه السلام: "فتثبت واقتصر، فإنّ الله تعالى يكره الانبعاق في الكلام4، فنظّر الله وجه امرئ أوجز في كلامه، اقتصر على حاجته".

 

وروي أن النبي صلى الله عليه وآله خرج على أصحابه فقال: "ارتعوا في رياض الجنة" قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ فقال: "مجالس الذكر، اغدوا وروحوا واذكروا ".

من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله تعالى، فلينظر كيف منزلة الله عنده، فإنّ الله تعالى ينزل العبد منه حيث أنزل العبد الله من نفسه.

واعلموا أن خير أعمالكم عند مليككم أزكاها وأرفعها في درجاتكم، وخير ما طلعت عليه الشمس ذكر الله سبحانه وتعالى، فإنه أخبر عن نفسه فقال: أنا جليس من ذكرني.

 

وقال صلى الله عليه واله: "إذا أحب الله تعالى عبداً نصب في قلبه نائحه من الحزن، فإن الله تعالى يحب كل قلب حزين، وإنه لا يدخل النار من بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن إلى الضرع، وإنه يجتمع غبار في سبيل إلله ودخان جهنم في منخري مؤمن أبداً، وإذا أبغض عبداً جعل، في قلبه مزماراً من الضحك، وإن الضحك يميت القلب، والله لا يحب الفرحين".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "إن ملوك الجنة كل أشعث أغبر ذي طمرين5، إذا استأذنوا لم يؤذن لهم، وإن خطبوا لم ينكحوا، وإذا قالوا لم ينصت لقولهم، ولوقسم نور واحد منهم بين أهل الأرض لوسعهم ".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "اطلبوا المعروف والفضل من رحماء اُمتي تعيشوا في أكنافهم، فالخلق كلهم عيال الله، وإن أحبهم إليه أنفعهم لخلقه، وأحسنهم صنيعاً إلى عياله، وإن الخير كثير وقليل فاعله".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "سمعت رب العزة سبحانه يقول: من أحدث ولم يتوضاً فقد جفاني، ومن أحدث وتوضاً ولم يصلّ ركعتين فقد جفاني، ومن أحدث وتوضاً وصلّى ركعتين ودعاني لدينه ودنياه بما شاء ولم أجبه فقد جفوته، ولست برب جاف".

 

وقال النبي صلى الله عليه وآله: "إن في الجنةِ منازل لاينالها العباد بأعمالهم، ليس لها علاقة من فوقها، ولا عماد من تحتها" قيل: يا رسول الله، من أهلها؟ فقال: "أهل البلايا والهموم ".

 

وقال صلى الله عليه: "هبط إليّ جبرئيل في أحسن صورة فقال: يا محمد، الحقّ يقرئك السلام ويقول لك: إنّي أوحيت إلى الدنيا أن تمرّدي وتكدّري وتضيقي وتشدّدي على أوليائي حتي يحبوا لقائي، وتيسري وتسهّلي وتطييي لأعدائي حتى يبغضوا لقائي، فإني جعلت الدنيا سجناً لأوليائي وجنّة لأعدائي".

 

وقال صلى الله عليه وآله: "إن عظيم الجزاء يكافىء عظيم البلاء، فإذا أحب الله عبداً ابتلاه بعظيم البلاء، فإن رضي فله الرضى، وإن سخط فعليه السخط، وإنّ الله إذا أحب عبداً أتحفه بواحدة من ثلاث: امّا حمى أورمد أوصداع، وإن الله ليغذي عبده المؤمن بالبلاء، كما تغذي الوالدة ولدها باللبن، وإن البلاء إلى المؤمن أسرع من السيل إلى الوهاد( أي المنخفض)، ومن ركض البراذين6، وإنه إذا نزل بلاء من السماء بدأً بالأنبياء، ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل، وإنه سبحانه وتعالى يعطي الدنيا لمن يحب ويبغض ولايعطي الآخرة إلا أهل صفوته ومحبته، وإنه يقول سبحانه وتعالى: ليحذر عبدي الذي يستبطئ رزقي أن أغضب فافتح عليه باباً من الدنيا"7.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- تفسير نور الثقلين ج6ص 86.

2- مستدرك الوسائل ج18ص152.

3- مصباح السالكين ج1ص608.

4- أي التوسّع في الكلام.

5- الطمر: الثوب الخلق "النهاية - طمر- 3: 138".

6- البرذون: الدابة، وجمعه: براذين، والبراذين من الخيل ما كان من غير نتاج العرب "لسان العرب - برذن -51:13".

7- لاحظ الأحاديث في أعلام الدين في صفات المؤمنين _ من كلام النبي(ص).

قراءة 3542 مرة