إِنَّ الإِسلام يحثّ على التعرف على أمور ثلاثة أساسية خلال حياة الإنسان ويعتبرها ذات أهميّة لمن يطلب الواقع:
1 - معرفة الكون والطبيعة:
هذه المعرفة مما يؤكد القرآن بحماس على تحصيلها يقول سبحانه: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَـاوَاتِ وَالاْرْضِ)(1).
ويقول أيضاً: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَات لاِّوْلِي الاْلْبَابِ)(2)
فلا محيص للإِنسان المتديّن عن دراسة الطبيعة والغور في أعماقها حسب معطياته وقابلياته.
2- معرفة الإِنسان نفسه:
وهي من ضروريات المعارف التي أكَّد عليها كما أكَّد على سابقتها، قال سبحانه: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيء شَهِيدٌ)(3).
وتضافرت الروايات على أهميّة معرفة النَّفس وأنَّ الإِنسان من خلال التعرف عليها وكل الطبيعة التي يعيش فيها، يعرف ربّه.
3 - معرفة التاريخ:
إِنَّ القرآن يؤكد على معرفة التاريخ بما أنه مثار العبر والعظات، يقول سبحانه: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاِّوْلِي الاْلْبَابِ)(4). ويقول سبحانه: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(5).
هذه هي الموضوعات التي يحبّذ الإِسلام على التعرّف عليها كل من يريد أنْ يلمس الحقائق ويصل إلى الواقع، فالمعرض عن هذه المعارف، محجوب عن معرفته سبحانه وسننه في الكون.
* آية الله الشيخ جعفر السبحاني – بتصرف يسير
1.سورة يونس: الآية 101.
2.سورة آل عمران: الآية 190.
3.سورة فصلت: الآية 53.
4.سورة يوسف: الآية 111.
5.سورة الأعراف: الآية 176.