عن علي بن محمد عليه السلام انه جاء إبليس إلى نوح فقال إن لك عندي يدا عظيمة فانتصحني فانى لا أخونك فتألم نوح بكلامه ومسألته، فأوحى الله إليه ان كلمه وسلمه فانى سأنطقه بحجة عليك فقال نوح صلوات الله عليه تكلم فقال إبليس إذا وجدنا ابن آدم شحيحا أو حريصا أو حسودا أو جبارا أو عجولا تلقفناه تلقف الكرة فان اجتمعت لنا هذه الأخلاق سميناه شيطانا فقال نوح ما اليد العظيمة التي صفت قال إنك دعوت الله على أهل الأرض فألحقتهم في ساعة بالنار فصرت فارغا. ولولا دعوتك لشغلت بهم دهرا طويلا.
قال إبليس لعنه الله يا نوح لك عندي يد سأعلمك خصالا قال نوح وما يدي عندك؟ قال دعوتك على قومك حتى أهلكهم الله جميعا فإياك والكبر وإياك والحرص وإياك والحسد فان الكبر هو الذي حملني على أن تركت السجود لآدم فاكفرني وجعلني شيطانا رجيما وإياك والحرص فان آدم أبيح له الجنة ونهي عن شجرة واحدة فحمله الحرص على أن اكل منها، وإياك والحسد فان ابن آدم حسد أخاه فقتله فقال نوح صلوات الله عليه متى تكون أقدر على ابن آدم قال عند الغضب.
عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لما هبط نوح عليه السلام من السفينة غرس غرسا فكان فيما غرس النخلة ثم رجع إلى أهله فجاء إبليس لعنه الله فقلعها ثم إن نوحا عليه السلام عاد إلى غرسه فوجده على حاله ووجد النخلة قد قلعت ووجد إبليس عندها فاتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره ان إبليس لعنه الله قلعها فقال نوح لإبليس ما دعاك إلى قلعها؟ فوالله ما غرست غرسا أحب إلي منهاووالله لا أدعها حتى اغرسها فقال إبليس وانا والله لا أدعها حتى أقلعها فقال اجعل لي منها نصيبا قال فجعل له منها الثلث فأبى ان يرضى فجعل له النصف فأبى ان يرضى وأبى نوح ان يزيده. فقال جبرئيل لنوح عليه السلام يا رسول الله أحسن فان منك الاحسان فعلم نوح انه قد جعل الله له عليها سلطانا فجعل نوح له الثلثين.
عن أبو عبد الله عليه السلام: فإذا اخذت عصيرا فاطبخه حتى يذهب الثلثان من نصيب الشيطان فإذا ذهب فكل واشرب حينئذ.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان إبليس نازع نوحا عليه السلام في الكرم فاتاه جبرئيل عليه السلام فقال إن له حقا فاعطه فأعطاه الثلث فلم يرض إبليس ثم أعطاه النصف فلم يرض فطرح جبرئيل نارا فأحرقت الثلثين وبقى الثلث فقال ما أحرقت النار فهو نصيبه وما بقى فهو لك يا نوح حلال.
المصادر:
کتاب قصص الانبياء للراوندي
الکافي