يقول الإمام الخميني قدس سره: "لا تلق عن كاهلك حمل المسؤولية الإنسانية التي هي خدمة الحق في صورة خدمة الخلق".
يشير الإمام الخميني قدس سره إلى أن المسؤولية الإنسانية التي ألقاها الله تعالى على كاهل الإنسان والتي ينبغي تحملها والإلتفات إليها هي خدمة الناس، فالخدمة هي محور حركة الإنسان في هذه الدنيا.
وعلينا أن لا نتخلى عن هذه المسؤولية في أي موقع كنا، قد تتغير العناوين والأسماء ولكن حقيقة الأمر سترجع إلى خدمة الناس، يقول الإمام الخميني قدس سره: "نحن مكلفون بإنقاذ المحرومين المظلومين، ومأمورون بإعانة المظلومين ومناوأة الظالمين كما ورد ذلك في وصية أمير المؤمنين عليه السلام لولديه: وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عون".
ويقول قدس سره: "يجب عليكم الان التعاون والتعاضد والتعبئة من أجل الجهاد ضد الفقر والحرمان، وتعزموا هممكم وبتأييد الله تعالى على إنقاذ الجماهير المستضعفة".
إن هذه الكلمات وهذه التوجيهات من الإمام الخميني قدس سره تحمل الروح الإسلامية الأصيلة، التي أشارت إليها كلمات من أشرف كتاب، آيات من القران الكريم تشير وتصرح بالفرق بين الإنسان الذي يقوم بالخدمة بشكل صحيح وبين الخامل الغير مفيد.
حيث يقول تعالى في القران الكريم: "وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم"[1].
وهكذا جاءت الروايات لتشير إلى هذا الأمر أيضاً.
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم ومن صالح الأعمال البر بالإخوان، والسعي في حوائجهم، ففي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان. أخبر بهذا غرر أصحابك، قال(الراوي): قلت: من غرر أصحابي جعلت فداك؟ قال: هم البررة بالاخوان، في العسر واليسر"[2].
وكيف لا نكون مكلفين بالخدمة والإحسان وفي ذلك سقوط الشيطان وفشله!
حيث في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أحسن يا إسحاق إلى أوليائي ما استطعت فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ولا أعانه إلا خمش وجه إبليس وقرح قلبه"[3].
خدمة الناس في فكر الإمام الخميني قدس سره، مركز الإمام الخميني الثقافي
[1] سورة النحل، الاية/76.
[2] الخصال للشيخ الطوسي، ص96.
[3] الكافي، ج2، ص207.