روي بسند صحيح عن أبي عبدالله (عليه السلام) انّه قال: عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع إلى أربع:
عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله عزّوجلّ: (حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكِيل)([1]) فانّي سمعت الله جلّ جلاله يقول بعقبها: (فَانَقَلُبوا بِنعَمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سُوءٌ)([2]).
وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله عزّوجلّ: (لاَ اِلهَ اِلاَّ أنتَ سُبحَانَكَ اِنّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمينَ) فانّي سمعت الله عزّوجلّ يقول بعقبها: (فَاستَجَبنَا لَهُ وَنَجَّينَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي المُؤمِنينَ)([3]).
وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله: (وَاُفَوّضُ أمري إلى اللهِ اِنّ اللهَ بَصِيرٌ بِالعِبَاد) فانّي سمعت الله جلّ وتقدّس يقول بعقبها: (فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئآتِ مِا مَكَرُوا)([4]).
وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تبارك وتعالى: (مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ اِلاَّ بِاللهِ) فإنّي سمعت الله عزّ اسمه يقول بعقبها: (اِن تَرَنِ أَنَا أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً * فَعَسى رَبِّى أَن يُؤتِينَ خَيراً مِّن جَنَّتِكَ)([5]) وعسى موجبة([6]).
وروي بأسانيد معتبرة عنه (عليه السلام) انّه قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله قد لقيت شدّة من وسوسة الصدر، وأنا رجل مدين معيل محوج، فقال له: كرر هذه الكلمات: «توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له وليّ من الذلّ وكبّره تكبيراً».
فلم يلبث أن جاءه فقال: أذهب الله عنّي وسوسة صدري، وقضى عنّي ديني، ووسّع عليّ رزقي([7]).
وروي بسند صحيح آخر عنه (عليه السلام) انّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) انّ آدم شكا إلى الله عزّوجلّ ما يلقي من حديث النفس والحزن، فنزل عليه جبرئيل فقال له: يا آدم قل «لا حول ولا قوّة الاّ بالله » فقالها، فذهب عنه الوسوسة والحزن([8]).
وروي بسند معتبر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انّه قال: من تظاهرت عليه النعم فليقل: «الحمد لله رب العالمين» ومن ألحّ عليه الفقر فليكثر من قول «لا حول ولا قوّة الاّ بالله العليّ العظيم» فانّه كنز من كنوز الجنّة، وفيه شفاء من اثنين وسبعين داء أدناها الهمّ([9]).
وروي بسند صحيح عن أبي عبدالله (عليه السلام) انّه قال: قال الله تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله) في ليلة المعراج: أعطيتك كلمتين من خزائن عرشي « لا حول ولا قوّة الاّ بالله، ولا منجا منك الاّ إليك»([10]).
وروي بسند معتبر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انّه قال: قول لا حول ولا قوة الاّ بالله، فيها شفاء من تسعة وتسعين داء أدناها الهمّ([11]).
وروي عن أبي عبدالله (عليه السلام) انّه قال: إذا حزن أحدكم أمر فليقل «لا حول ولا قوة الاّ بالله العليّ العظيم»([12]).
وفي حديث عن أبي ذر انّه قال: أوصاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أستكثر من قول «لا حول ولا قوّة الاّ بالله العليّ العظيم»([13]).
وروي بسند صحيح عن أبي عبدالله (عليه السلام) انّه قال: من قال في كلّ يوم مائة مرّة «لا حول ولا قوّة الاّ بالله» دفع الله بها عنه سبعين نوعاً من البلاء أيسرها الهمّ([14]).
وروي بسند معتبر آخر عنه (عليه السلام) انّه قال: إذا دعا الرجل فقال بعد ما دعا: «ما شاء الله لا حول ولا قوّة الاّ بالله»، [ قال الله عزّوجلّ: استبسل عبدي واستسلم لأمري ] اقضوا حاجته([15]).
وروي بسند معتبر عنه (عليه السلام) انّه قال: من قال «ما شاء الله لا حول ولا قوّة الاّ بالله» سبعين مرّة صُرف عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء أيسر ذلك الخنق، قلت: جعلت فداك وما الخنق؟ قال: لا يعتلّ بالجنون فيخنق([16]).
وروي عنه (عليه السلام) انّه قال: انّ لله ملكاً يقال له إسماعيل، ساكن في السماء الدنيا إذا قال العبد: يا أرحم الراحمين سبع مرّات، قال له إسماعيل: قد سمع الله أرحم الراحمين صوتك فسل حاجتك([17]).
وروي بسند صحيح عنه (عليه السلام) انّه قال: من قال: يا الله الله ـ عشر مرّات ـ قيل له: لبيك ما حاجتك ([18]).
وكذلك لو قال يا رب يا رب عشر مرّات.
وروي أيضاً بسند صحيح عنه (عليه السلام) انّه قال: إذا قال العبد: «يا الله يا ربي»([19]) حتى ينقطع النفس قال له الرب: سل ما حاجتك([20]).
وقال (عليه السلام): اشتكى بعض ولد أبي (عليه السلام)، فمرّ به فقال له: قل عشر مرّات «يا الله يا الله يا الله» فانّه لم يقلها أحد من المؤمنين قطّ الاّ قال له الرب تبارك وتعالى: لبيك عبدي سل حاجتك ([21]).
وروي بسند معتبر عن عليّ الرضا (عليه السلام) انّه قال: رأيت أبي (عليه السلام) في المنام فقال: يا بني إذا كنت في شدّة فأكثر من أن تقول «يا رؤوف يا رحيم»([22]).
وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله (عليه السلام) انّه قال لبعض أصحابه: ألا أعلّمك اسم الله الأعظم؟ قال: اقرأ (الحمد لله، وقل هو الله، وآية الكرسي، وانّا أنزلناه) ثم استقبل القبلة فادع بما أحببت([23]).
وروي بسند معتبر عن الرضا (عليه السلام) انّه قال: بسم الله الأكبر «يا حيّ يا قيوم»([24]).
وفي رواية أخرى عن عليّ بن الحسين (عليه السلام) انّ هذا الدعاء مشتمل على الاسم الأعظم:
«يا الله يا الله يا الله، وحدك لا شريك لك، أنت المنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والاكرام، وذو الأسماء العظام، وذو العزّ الذي لا يرام، والهكم اله واحد، لا اله الاّ هو الرحمن الرحيم، وصلّى الله على محمد وآله أجمعين»([25]).
وروي بسند معتبر عن سكين بن عمار انّه قال: كنت نائماً بمكة فأتاني آت في منامي فقال لي: قم فإنّ تحت الميزاب رجلاً يدعو الله باسمه الأعظم، ففزعت ونمت، فناداني ثانية بمثل ذلك، ففزعت ثم نمت، فلما كان في الثالثة قال: قم يا فلان بن فلان فإنّ هذا فلان بن فلان يسمّيه باسمه واسم أبيه وهو العبد الصالح تحت الميزاب يدعو الله باسمه.
فقال: قمت واغتسلت ثم دخلت الحجر، فاذا رجل قد ألقى ثوبه على رأسه وهو ساجد، فجلست خلفه فسمعته يقول:
«يا نور يا قدوس [ ثلاثاً ]، يا حيّ يا قيّوم [ ثلاثاً ]، يا حيّ لا يموت [ ثلاثاً ]، يا حيّ حين لا حيّ [ ثلاثاً ]، يا حيّ لا اله الاّ أنت [ ثلاثاً ]، أسألك بلا اله الاّ أنت [ ثلاثاً ]، أسألك بسم الله الرحمن الرحيم العزيز المتين ثلاثاً».
قال سكين: فلم يزل يردّد هذه الكلمات حتى حفظتها...([26]).
وروي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) انّه قال: ما من مؤمن قال هذه الكلمات سبعين مرّة الاّ وأنا ضامن له في دنياه وفي آخرته، فأما في دنياه فتتلقاه الملائكة ببشارة عند الموت، وأما في الآخرة فإنّ له بكلّ كلمة منها بيتاً في الجنة، يقول «يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين»([27]).
عين الحياة ، العلامة المجلسي
([1]) آل عمران: 173.
([2]) آل عمران: 174.
([3]) الأنبياء: 88.
([4]) غافر: 45.
([5]) الكهف: 40.
([6]) الخصال: 218 ح 43 باب 4 ـ أمالي الصدوق: 15 ح 2 مجلس 2 ـ عنهما البحار 93: 184 ح 1 باب 4.
([7]) الكافي 2: 555 ح 3 باب الدعاء للدين.
([8]) البحار 93: 186 ح 5 باب 4 ـ عن أمالي الصدوق.
([9]) البحار 93: 186 ح 6 باب 4 ـ عن أمالي الصدوق.
([10]) البحار 93: 186 ح 7 باب 4 ـ عن تفسير القمي.
([11]) البحار 93: 187 ح 8 باب 4 ـ عن قرب الاسناد.
([12]) البحار 93: 188 ح 13 باب 4 ـ عن أمالي الطوسي.
([13]) البحار 93: 187 ح 9 باب 4.
([14]) البحار 93: 188: 16 باب 4 ـ عن ثواب الأعمال.
([15]) الكافي 2: 521 ح 1.
([16]) الكافي 2: 521 ح 2.
([17]) محاسبة النفس لعليّ ابن طاووس: 62 باب 5 ـ عنه البحار 93: 234 ضمن حديث 6 باب 12.
([18]) الكافي 2: 519 ح 1.
([19]) جاء في المتن الفارسي (يا ربّي الله) ولم نجده.
([20]) البحار 93: 233 ح 3 باب 12 ـ عن المحاسن.
([21]) قرب الاسناد: 1 ح 2 ـ عنه البحار 93: 233 ح 1 باب 12.
([22]) البحار 93: 272 ح 2 باب 13 ـ عن مهج الدعوات.
([23]) البحار 93: 223 ضمن حديث 1 باب 11 ـ عن مهج الدعوات.
([24]) البحار 93: 223 ضمن حديث 1 باب 11 ـ عن مهج الدعوات.
([25]) راجع البحار 93: 227 ـ ضمن حديث 1 باب 11 ـ عن مهج الدعوات.
([26]) راجع البحار 93: 228، ضمن حديث 1 باب 11 ـ عن مهج الدعوات.
([27]) قرب الاسناد: 2 ح 5 ـ عنه البحار 95: 350 ح 1باب 129.