صدى الولاية - العدد 211 - ذو القعدة 1441هـ

قيم هذا المقال
(0 صوت)
صدى الولاية - العدد 211 - ذو القعدة 1441هـ

لقد صنع الإمام (قده) أكبر التحوّلات في عصره وزمانه في مجالات متعدّدة، وفي ساحات متنوعة وكثيرة.
لقد أدخل الإمام الفقه في مجال بناء النظام؛ إذ كان الفقه بعيداً عن هذه المسائل.
ما قام به الإمام دفع الرؤساء الأمريكيّين أنفسهم إلى القول: «إنّ الخمينيّ أذلّنا». هكذا كان الوضع فعلاً.
إذا أنعم الله على شعبٍ ما بنعمة، وهذا الشعب لم يتحرّك بصورة صحيحة، ولم يعمل بنحو صحيح، سيسلب الله هذه النعمة منه.

 
 
التحول فی خطاب القائد
بسم الله الرحمن الرحيم

التحوّل والاندفاع من أبرز مميّزات سماحة الإمام (قده)
الميزة الأهمّ والأبرز من مميّزات الإمام العظيم (قده)، وهي طلب التحوّل والاندفاع نحو التحوّل.
كان الإمام، ومن صميم روحه، إنساناً طالباً للتحوّل وصانعاً له أيضاً. فهو لم يكن دورُه مجرّد معلّم وأستاذ ومدرّس، بل كان دورَ مسؤولٍ في ميدان العمليّات ودورَ قائدٍ بالمعنى الحقيقي. لقد صنع الإمام (قده) أكبر التحوّلات في عصره وزمانه في مجالات متعدّدة، وفي ساحات متنوعة وكثيرة.

1- روحيّة طلب التحوّل منذ الشباب: إنّ روحيّة طلب التحوّل عند هذا العظيم كانت لديه منذ زمن منذ مرحلة الشباب. ومؤشّرٌ على هذا، تلك الملاحظات والكتابات التي دوّنها في شبابه -في الثلاثينيات من عمره تقريباً-. في تلك الكتابة، يذكر الآية الشريفة: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى﴾(سبأ: 46)، التي تدعو عموم الناس إلى القيام لله. كان لديه روحيّة كهذه. ولقد طبّق هذه الروحيّة، ولقد خلق تحوّلاً؛ بدءاً من إيجاد التحوّل الروحيّ لدى مجموعة من طلّاب العلوم الدينيّة الشباب في قمّ وصولاً إلى إيجاد التحوّل الواسع لدى عموم الشعب الإيرانيّ.

2- من الخمول والخضوع إلى روحيّة المطالبة
في أيّام شبابنا، في المرحلة التي بدأت فيها هذه النهضة، كان الشعب الإيرانيّ شعباً لا علاقة له أبداً بالقضايا الأساسيّة لمصيره. كان الناس خاضعين، كانوا خاملين، لا إرادة ولا تأثير لهم في حياتهم الشخصيّة. هذه الحالة من الحركة الميدانية، والنزول إلى الميدان، والمطالبة، تلك المطالبة بأشياء عظيمة ومهمّة، لم تكن موجودة سابقاً لدى شعبنا وأعرافه على الإطلاق. هذا ما أوجده الإمام. لقد حوّل هذا الشعب الساكن الخاضع إلى شعب مُطالب؛ تلك الخطابات الحماسيّة والعاصفة للإمام، الكلمات ذات البيان الهادر للإمام، هزّت الشعب إلى درجة أنّه أصبح شعباً مُطالباً

3- التحوّل في نظرة الناس، وخلق العزّة والثقة الوطنيّة بالنفس
كان لدى الشعب الإيرانيّ نظرة احتقار لنفسه وشعور بالدونيّة؛ أي إنّه لم يكن ليخطر في ذهن أحد أبداً، أن يتمكّن هذا الشعب من التغلب على إرادة ومشيئة القوى العظمى... ليس القوى العالميّة فقط، بل حتّى إرادة القوى الداخليّة، حتى إرادة المسؤول الفلانيّ -لنفترض- دائرة أمن أو شرطة، لم يكن ليخطر في أذهان الناس على الإطلاق أنّهم قادرون على التغلب على ذوي الإرادات الشرّيرة والخطيرة.

كانوا يشعرون بالدونيّة، ولم يشعروا بالقدرة. بدّل الإمام هذا إلى شعور بالعزّة، شعور بالثقة بالنفس، الناس الذين يعتقدون أنّ الحكم الاستبداديّ شيء طبيعيّ في ذلك الوقت، حوّلهم إلى ناس يحدّدون نوع نظام حكمهم بأنفسهم. كان أحد شعارات الناس في الثورة: أولاً النظام الإسلاميّ، ثم الحكومة الإسلاميّة، ثم الجمهورية الإسلاميّة. الشعب نفسه كان المحدِّد والمطالِب. ولاحقاً، في الانتخابات المختلفة، تم تعيين شخص الحاكم والمسؤولين عن مختلف أقسام الدولة على يد الناس.

4- التحوّل في نوع مطالبات الناس
كانت مطالب الناس قبل الثورة -على سبيل المثال- تعبيد هذا الطريق في الحيّ، أو تخطيط هذا الشارع بهذا الشكل، كانت المطالبات بهذا المستوى! بدّل الإمام ذلك إلى المطالبة بالاستقلال والحريّة، وبالـمُثل العليا العظيمة، كشعار «لا شرقيّة ولا غربيّة».

5- التحوّل في نظرة الناس إلى الدين
التحوّل الآخر الذي أوجده الإمام، كان التحوّل في النظرة إلى الدين، حيث كان الناس يعتبرون الدين وسيلة فقط للأمور الشخصيّة، والمسائل العباديّة، والأحوال الشخصيّة على أكبر تقدير، ولمسائل الصلاة والصوم، أو الواجبات الماليّة والزواج والطلاق، في هذه الحدود فقط. لكنّ الإمام قدّم الدين رسالةَ بناء النظام والحضارة والمجتمع والإنسان وأهداف كهذه؛ وتحوّلت نظرة الناس إلى الدين بشكل كامل.

6- التحوّل في النظرة إلى المستقبل، وبناء حضارة إسلاميّة جديدة
في ذلك الزمن الذي انطلقت فيه النهضة ونزل الإمام إلى الميدان،لم يكن المستقبل يُرى في أنظار الناس، ولم يكونوا يملكون أفقاً ومستقبلاً واضحاً أمام أعينهم؛ تبدّل هذا إلى أفق بناء حضارة إسلاميّة جديدة؛ إلى بناء اتّحاد إسلاميّ عظيم، وتأسيس الأمّة الإسلاميّة.

7- التحوّل في المباني المعرفيّة التطبيقيّة، ودخول الفقه الى ساحة بناء النظام
لقد أدخل الإمام الفقه في مجال بناء النظام؛ إذ كان الفقه بعيداً عن هذه المسائل. بالطبع، كانت قضيّة ولاية الفقيه موجودة وتُطرح بين الفقهاء منذ ألف سنة، لكن بما أنّه لم يكن هناك أمل في أن تتحقّق ولاية الفقيه، لم يتمّ التعرض أبداً إلى تفاصيلها. أدخل الإمام هذا الأمر في المسائل الأصليّة والفقهيّة؛ الأمر الذي أتاح للفقه فرصة كبيرة، بحيث يطلق يد الفقه بما يمكنه التصرّف في القضايا المتنوّعة.

8- التأكيد على التعبّد المترافق مع النظرة التجديديّة إلى الفقه
تحوّل آخر في النظرة إلى الدين والقضايا الدينيّة هو الإصرار على التعبّد المترافق مع النظرة التجديديّة؛ أي إنّ الإمام كان فقيها مجدِّداً، كان عالم دين مجدِّداً؛ كان ينظر إلى الأشياء بعين التجديد؛ وفي الوقت نفسه كان ملتزماً بالتعبّد بکلّ قوّة وشدّة. لقد جاء الإمام ووقف بقوّة عند قضيّة التعبّد، مع وجود تلك الرؤية التجديديّة للمسائل الفقهيّة، والقضايا الإسلاميّة، والقضايا الدينيّة، وما شابه ذلك. على سبيل المثال التأكيد العجيب الذي كان لديه بشأن مجالس العزاء ومراسم الحداد، وما إلى ذلك؛ ذلك كلّه يشير إلى التزامه وتعبّده العظيم.

9- التحوّل في النظرة إلى جيل الشباب والثقة به
وثِق الإمام بفكر الشباب وعمله؛ كان هذا تحوّلاً بكلّ ما للكلمة من معنى. خذوا على سبيل المثال، «حرس الثورة الإسلاميّة» الذي تمّ تشكيله: لقد تقبّل الإمام للشباب في سنّ العشرين ونيّف أن يكونوا على رأس الحرس، ومعظم هؤلاء كانوا من الشباب الذين تصل أعمارهم إلى الثلاثين كحدّ أقصى مثلاً. كانوا بقيادة «حرس الثورة الإسلاميّة»، وقادة فرق وفيالق. هؤلاء جميعهم من الشباب الذين أُوكلت إليهم مهمّات كبرى. وهكذا الحال في المسائل القضائيّة، وفي مجالات أخرى أيضاً، كانت لدى الإمام ثقة عجيبة بالشباب الذين كانوا موضع رضاه واعتماده. كان يُوكِلُ الأعمال الى الشباب، وكان يثق بتفكير الشباب وعملهم.

10- النزعة الشبابيّة بالتزامن مع الثقة بالكهول وذوي التجارب
كان سماحته لا ينكر طاقات غير الشباب، ولا يخرج المسنّين من الساحة؛ فهو (قده) اعتمد على الشباب بصفتهم ذخراً للنظام، ولكونهم ثروة للنظام، واعتمد على غير الشباب على حدّ سواء أيضاً. 11- التحوّل في النظرة إلى القوى العالميّة والقوى العظمى والإيمان بالقدرة على هزيمتها
من أهمّ التحولات التي أوجدها الإمام هو التحوّل في النظرة إلى القوى العالميّة والقوى العظمى. في ذلك الوقت، لم يكن أحد يتخيّل أنّه يمكن مخالفة كلام أمريكا، والقيام بحركة معارضة لإرادة أمريكا. ما قام به الإمام دفع الرؤساء الأمريكيّين أنفسهم إلى القول: «إنّ الخمينيّ أذلّنا». هكذا كان الوضع فعلاً.
أثبت الإمام أنّه يمكن توجيه الضربات إلى القوى العظمى وهزيمتها، والمستقبل أثبت الشيء نفسه أيضاً.

12- نظرة الإمام الإلهيّة والتوحيديّة إلى هذه التحوّلات كلّها
إنّ الإمام العظيم الذي صنع هذه التحوّلات كلّها، وكان إمام التحوّل بحقّ، عدّ هذه التحوّلات كلّها من الله، ولم ينسبها إلى نفسه. وحقيقة الأمر أنّها كانت من الله؛ لا حول ولا قوّة إلّا بالله العظيم، كّل شيء وكلّ حول وقوّة من عند الله. وقد آمن الإمام بهذه بقوله تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾ (الأنفال: 17) بالمعنى الحقيقيّ للكلمة. لقد أولى سماحته الكثير من الاهتمام للتحوّل عند الشباب، وكان متعجباً دَهِشاً من هذه الواقعة. في مكان آخر، كان يقول: إنّ التحوّل الذي حدث في روحيّة الشباب أهمّ من الانتصار على نظام الطاغوت؛ لأنّ الانتصار على النظام كان انتصاراً على الطاغوت، ولكنّ هذا التحوّل الذي حدث عند الشباب هو انتصار على الشيطان، والشيطان أقوى من الطاغوت.

 
 
من توجيهات القائد (دام ظلّه)
 
1- ضرورة الصبر خلال التحوّل
إنّ التحوّل لا يحدث دُفعةً واحدة؛ لذا ينبغي تجنّب الاستعجال وقلّة الصبر. إذا تمّ تحديد الهدف والتصويب بصورة صحيحة، وتمّت الحركة بالمعنى الحقيقيّ، لا توجد مشكلة إذا وصلنا إلى هدف التحوّل في وقت متأخّر؛ إذ المهمّ في الأمر إكمال السير في الطريق، والقيام بالحركة.

2- عدم الخوف من العداوة والمخالفة شرط لإيجاد التحوّل
ثمّة شرطٌ مهمٌّ لإيجاد التحوّل، هو عدم الخوف من العدوّ والعداوات. يقول الله تعالى لرسوله: ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ (الأحزاب: 37)؛ يجب ألّا تخاف من الناس؛ يجب ألّا تخاف من كلام هذا وذاك. فأيّ فعل إيجابي، وأيّ عمل مهمّ قد يكون له عدد من المخالفين؛ والمخالف شأنه الخلاف. اليوم، ومع ظهور الفضاء الافتراضيّ، غالباً ما يكون نوع المعارضة صِدامياً وحادّاً ومؤذياً. إذا كانت هناك حركة مهمّة وصحيحة ومتقنة ومحسوبة ستنطلق، يجب على أصحابها أن يتجاهلوا هؤلاء ولا يلتفتوا إليهم.

 

 
 
القائد (دام ظله) يكشف الأعداء
 
هذه هي أخلاق أمريكا!

ما تشاهدونه في المدن والولايات الأمريكيّة هو انكشاف حقائق كان يتمّ إخفاؤها دائماً، وهي ليست أشياء جديدة. فعندما تصعد الحمأة والأوساخ الراكدة من قاع البركة إلى سطحها، فإنّها تظهر بنفسها؛ هكذا هي الحال الآن.

أن يضع شرطيٌّ بمنتهى البرودة ركبته على عنق رجل ذي بشرة سمراء ويبقيها هكذا، ويضغط عليها إلى أن يفارق الحياة -هو يتوسّل إليه، ويستغيثه، وهذا يجلس عليه ببرودة أعصاب ويضغط- وبعض رجال الشرطة الآخرون يشاهدون ذلك ولا يفعلون شيئاً... إنّه ليس شيئاً جديداً حدث حالياً؛ هذه هي الطبيعة الأمريكية. هذا ما كان يفعله الأمريكيون في أنحاء العالم حتى الآن. لقد فعلوا الشيء نفسه في أفغانستان، وفعلوا هذا نفسه في العراق، وفعلوا الشيء نفسه في سوريا، وفعلوا الشيء نفسه سابقاً مع عدد من دول العالم ومع فيتنام. هذه هي أخلاق أمريكا، وهذه هي طبيعة الدولة الأمريكية. وهي تكشف عن نفسها اليوم بهذا الشكل. أن يهتف الناس الآن: «دعونا نتنفّس» أو «لا أستطيع أن أتنفّس»، الذي صار شعار الشعب الأمريكيّ في الولايات، والمظاهرات الواسعة في مختلف المدن، في الواقع هذا هو لسان حال جميع الشعوب التي دخلت إليها أمريكا ظلماً، وفعلت بها ما فعلت.

 

 
 
من فقه الوليّ
 
1- وهب المال لأحد الأبناء
س: هل يجوز لشخص أن يهب كلّ أمواله لأحد أبنائه ويحرم الباقي منها؟
ج: إذا كان ذلك ممّا يؤدّي إلى إثارة الفتنة والخلاف بين الأبناء، فلا يجوز.

2- إتيان النوافل جالساً
يجوز إتيان النوافل جالساً حتّى في حال الاختيار، لكن الأولى حينئذٍ عدّ كلّ ركعتين من جلوس ركعةً من قيام حتّى في الوتر، فيأتي بالوتر مرّتين، كلّ مرّة ركعة.

 

 
 
من فقه الوليّ
 
رسالة شكر من الإمام الخامنئيّ (دام ظله) لطاقم ناقلات النفط المرسلة إلى فنزويلا (2020/06/08).
وجّه الإمام الخامنئيّ (دام ظله) رسالة محبّة أثنى فيها على الخطوة الجهاديّة التي قام بها قادة وعمّال ناقلات النّفط التابعة للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران التي أوصلت المشتقّات النفطيّة إلى فنزويلا.
ونصّ الرسالة هو:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أثني على جهودكم جميعاً أيّها الأعزّاء، قبطان وعمّال السفينة. لقد أنجزتم عملاً عظيماً. كانت خطوتكم خطوة جهاديّة. لقد رفعتم رأس بلدكم عالياً.
أسأل الله لكم التوفيق.

قراءة 1066 مرة