أثر الولد الصالح في الدنيا والآخرة

قيم هذا المقال
(0 صوت)
أثر الولد الصالح في الدنيا والآخرة

‏ الحاجة للولد هي حاجة فطرية لكل أب وأم، فالولد نعمة من الله تعالى، وكم من آباء وأمهات محرومون من هذه النعمة، وعندما يمن الله تعالى عليهم بالولد تملأ الفرحة كل جوانب حياتهم، فكيف إذا كان الولد صالحا مؤمنا يحمل اسم أهله ويحمل الدعوات الصالحة لهم من خلال أخلاقه ودينه، ولذا ورد في الرواية عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من سعادة الرجل الولد الصالح"([1]) . فالولد الصالح الذي يمثل تطلعات والديه ريحانة حقيقية، وعلى عكسه الولد غير الصالح الذي قد يشكل لوالديه مأساة كبيرة ويعرضهما للمهانة في الدنيا والسؤال في الآخرة، فعن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال: "ولد السوء يهدم الشرف ويشين السلف"([2]) .

 

وهناك العديد من الروايات التي تتحدث عن أهمية الولد الصالح في كلا الدارين، الدنيا والآخرة.

 

أثر الولد الصالح في الدنيا

 إن الولد بالإضافة إلى كونه قرة عين للوالدين كما عبرت الآية الكريمة (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)(الفرقان:74)، له كذلك آثار أخرى في الدنيا إن كان من الصالحين حيث إنه يكون عوناً لوالديه على متاعب الحياة ومكاره الدهر ولا سيما عند بلوغ الأهل الكبر، وإصابتهم بالعجز عن العمل، ففي الرواية عن الإمام زين العابدين عليه السلام: إن من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده، ويكون خلطاؤه صالحين، ويكون له ولد يستعين بهم([3]) .

 

 

أثر الولد الصالح في الآخرة

 إن الولد الصالح الذي ينشأ على التعاليم الإسلامية، يجرُّ الحسنات إلى أهله بعد موتهما من خلال أعماله الخيِّرة ودعائه لهما، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:"ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنّة هدى سنّها فهي يُعمل بها بعد موته أو ولد صالح يدعو له"([4]) .

 

وكما أن من سنّ‏ سنَّة حسنةً كان له أجرها، فللأهل الذين علَّموا أولادهم التعاليم الإسلامية، وحلّوهم بمحاسن الأخلاق وكريم الفعال، الأجر من خلال عمل أولادهم بهذه التعاليم. وقد ورد في رواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "مر عيسى ابن مريم عليه السلام بقبر يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو لا يعذب، فقال: يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان يعذب، ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب؟ فأوحى الله إليه أنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فلهذا غفرت له بما فعل ابنه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ميراث الله عز وجل من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده".

 

المصدر، كتاب: الولد الصـالح، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

 

([1]) ميزان الحكمة - محمدي الريشهري، ج‏4، ص‏3303.

([2])  ميزان الحكمة - محمدي الريشهري، ج‏4، ص‏3303.

([3])  وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج17، ص243.

([4])  الكافي، الشيخ الكليني، ج‏7، ص‏56.

قراءة 1492 مرة