المفاوضات النووية ونتنياهو و رائحة الشمع

قيم هذا المقال
(0 صوت)

المفاوضات النووية ونتنياهو و رائحة الشمع

في الوقت الذي ينتظر العالم اجمع سماع أخبار سارة ، قد تترشح في اية لحظة عن المفاوضات النووية الجارية بين الجمهورية الاسلامية في ايران ومجموعة ۵+۱ في جنيف ، لابعاد المنطقة عن شبح خطر داهم قد يهدد استقرارها في اية لحظة بسبب أزمة مفتعلة ، نري إسرائيل ، الوحيدة في العالم ، لا يسرها ذلك ، بل تكاد تتقطع من الغيظ وهي تري بوادر اتفاق يلوح في افق هذه المفاوضات.

غضب إسرائيل ، الذي تحول الي هستيريا ، كما هو ظاهر علي التصرفات والمواقف والتصريحات غير المألوفة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، يعود بالدرجة الاولي الي التغيير الذي طرأ علي توجهات الرئيس الامريكي في تعامله مع قضايا المنطقة وفي مقدمتها إيران.

عدم فهم قادة الكيان الصهيوني للاسباب الحقيقة وراء هذا التوجه الامريكي الجديد ، هو الذي جعل قادة الكيان وفي مقدمتهم نتنياهو ، يظهرون بهذا المظهرالمضحك ، وهم يعيدون ويكررون ذات العبارات المسرحية المحذرة من ايران وخطورتها علي المنطقة والعالم ، في الحاح طفولي ممل ، وكأن الاخرين لا يرون ما يرونه هم.

ان نتنياهو لايريد ان يفهم ، بل انه لا يفهم حقا ، انه لم يعد في جعبة امريكا ، حليفته الكبري ، من سلاح يمكن ان تستخدمه ضد ايران ، فكل ما كان لديها استخدمته علي مدي اكثر من ثلاثة عقود ، والنتيجة خروج ايران من هذه المواجهة ، لاعبا اقليميا بل ودوليا قويا ومؤثرا لايمكن تجاهله في اية تسوية في منطقة الشرق الاوسط ، وهذه حقيقة اصبحت واضحة كوضوح الشمس يعترف بها العالم اجمع وفي مقدمته امريكا التي تحاول الاقتراب من هذه القوة الاقليمية الكبري والمسؤولة للخروج من الازمات التي خلقتها للمنطقة ولشعوبها ، الا ان هذه الحقيقة الواضحة مازالت عصية علي ان تتقبلها عقلية كعقلية نتنياهو الذي ما برح يدور في ذات الدائرة التي كانت تدور فيها حليفته الكبري قبل ان تغادرها مجبرة.

العجز الواضح لاستيعاب التطورات الاقليمية والدولية ، الذي يعاني منه نتنياهو ، بان وبشكل ملفت وهو يضع للقوي الكبري التي تتفاوض معها ايران وبندية ، شروطا وخطوطا حمر، واصفا اي اتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي بانه خطأ تاريخي ، في الوقت الذي يسارع فيه وزير خارجية أمريكا جون كيري الزمن للوصول الي جنيف من اجل عدم تفويت فرصة الوصول الي اتفاق مع ايران ليكون بمثابة خارطة طريق لتسوية الازمة المفتعلة بشأن ملفها النووي.

نتنياهو العاجز عن فهم التطورات الاقليمية والدولية ، مازال يرفع عقيرته محرظا حلفاءه للابقاء علي الحظر الغربي الاحادي الجانب والظالم ضد الشعب الايراني ، وعدم الانخداع بالسياسة الايرانية !!، تلقي الرد المناسب من حلفائه وليس من ايران ، فهذا المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ، مايكل مان يؤكد إن القوي العالمية

تحرز تقدما في المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي ، فيما وصف مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية محادثات وكيلة وزارة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية ويندي شيرمان مع نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي بانها كانت محادثة جادة وجوهرية.

وفي محاولة واضحة لاستباق نتائج المفاوضات ، رغم صعوبتها ، اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في مقابلة مع محطة تلفزيون إن بي سي نيوز الخميس ، إن المجتمع الدولي قد يخفف العقوبات المفروضة علي إيران بشكل طفيف في المراحل الاولي من التفاوض علي اتفاق بشأن برنامج طهران النووي.

اخيرا ، قيل ويقال الكثير عن شخصية قادة اسرائيل ، واختلافهم الجوهري مع باقي قادة دول العالم ، فهم مجموعة من الرجال وضعوا في لحظة تاريخية ، في هذه المواقع بفضل تبني الغرب وفي مقدمته بريطانيا سابقا وامريكا لاحقا ، لكيانهم ، ولاسباب معروفة ، ويكفي ان يرفع هذا الغرب الغطاء السياسي او الاعلامي عنهم ، ولو قليلا ، حتي تطفو الطبيعة الحقيقية لهذه الشخصيات علي السطح ، فإذا هي سوقية وغبية الي درجة رهيبة ، وما رائحة الشمع الاحمر الذي خُتم به عقل نتانياهو ، التي اخذت تفوح وبشكل منفر هذه الايام ، الا دليلا علي ذلك.

بقلم: ماجد حاتمي

قراءة 1820 مرة