باحثون إسرائيليون يحذرون من أي هجوم صاروخي مستقبلي لحزب الله على حيفا، كما يرون أن نتائجه ستكون "كارثية".
حذّر باحثون إسرائيليون من توسعة معامل تكرير البترول بمنطقة خليج حيفا، واعتبروها "تهديداً لم نكن نعهده في الماضي"، بحيث ستكون هدفاً لصواريخ حزب الله، بحسب ما أفادت القناة الثانية الإسرائيلية.
وقال موقع القناة الثانية إن كل من نائب رئيس قسم البحث والتطوير السابق في "رفائيل"، ونائب مدير قسم الصواريخ ورئيس مشروع "باراك"، ونظام الدفاع الصاروخي، اجتمعوا هذا الأسبوع في نقطة تطلّ على مصافي ومعامل تكرير البترول في خليج وحيفا، وأجمعوا بحزم على أن إسرائيل ستواجه في الحرب المقبلة تحديات وتهديدات جديدة غير معهودة ولم تعرفها بالسابق.
نائب رئيس قسم الصواريخ في "رفائيل" شايك شتازبرغر قال إنه "في العام 2006 لم يكن حزب الله يملك ذلك (والقصد إمكانية تحديد الأماكن بالضبط)، وعلينا أن نفترض أن منظومة تحديد الأماكن باتت بحوزتهم، فهم يعرفون بالضبط أين معامل ومصافي التكرير، وما هي بيانات الأرصاد الجوية، لذلك سيتم استهدافها وضربها. فهذا تغيير كبير منذ ذلك الحين".
موقع القناة الثانية أشار إلى أن قرارَيْن اتخذتهما الحكومة في الأشهر الأخيرة، تسببا في قيام مدراء تنفيذيين سابقين بشنّ هجوم ضد خطة توسيع معامل ومصافي تكرير البترول، وخطة الأراضي الشمالية التي تشمل نقل خزانات الوقود إلى المساحات المفتوحة المتاخمة للمصافي، مضيفاً أن ذلك سيزيد بشكل كبير من مساحة المواد الخطرة، وسيحوّل المكان إلى منطقة لا يمكن الدفاع عنها.
وأشار تازبرغر أيضاً إلى أنه في تشرين الأول/ أكتوبر 1967، هاجم وقصف الجيش الإسرائيلي مصافي النفط في مدينة السويس، ما أدى إلى فرار عشرات الآلاف من السكان، وإغلاق سوق الطاقة المصري تماماً. ووفقاً لمسؤولين سابقين في "رفائيل"، فإنه "ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذا سينتهي بشكل مختلف في إسرائيل".
كل صاروخ سيسبب الضرر
نفتالي عميت: حيفا ليست الوحيدة التي لن تبقى
وعلّق الرئيس السابق لقسم الدفاع الصاروخي في "رفائيل" آفي وينرب على الأمر قائلاً إنه "إذا حصرنا أهدافنا، فلا توجد مساحات مفتوحة، وهذا يعني أن كل صاروخ سيسبب الضرر، وضربة واحدة ستشعل المنطقة بأكملها"، وتابع أن "حاوية الأمونيا هي هدف صغير نسبيّاً، ويمكن أن تكون تحت الحماية ميدانياً، ولكن الفرق الكبير سيكمن عند الحديث عن المخاطر من الجو والفضاء".
ويعتقد هؤلاء الباحثون، أنه حتى لو تمّ نصب العديد من المنظومات الدفاعية وبطاريات القبة الحديدية حول معامل التكرير وحاوية الأمونيا، فإنها لن توفر الحماية التامة، وسيتم استهدافها بالصواريخ، فالضرر أمر لا مفرّ منه بحسب رأيهم، وسيكون حتمياً رغم وجود المنظومات الدفاعية. ولفت الباحثون إلى أن هذا النظام الصاروخي الدفاعي، مع فرصة نجاح 90% من الاعتراض، ليس له سابقة في العالم، وهذا هو النظام مع أعلى النسب المئوية الموجودة بالنجاح باعتراض الصواريخ الهجومية والتي لا تزال لديها إخفاق وتسرّب 10%.
وفي هذا الإطار، ذكّر شتازبرغر أن "هناك آلاف الصواريخ بحوزة حزب الله"، وقال "لنأخذ بالحسبان انزلاق 10 % منها علينا، ولنتذكر 400 صاروخ كانت قد دمرت البنية التحتية للبتروكيماويات بأكملها في مدينة السويس".
ولفت شتازبرغر إلى أنه في تشرين الأول/ أكتوبر 1967، هاجم وقصف الجيش الإسرائيلي مصافي النفط في مدينة السويس، ما أدى إلى فرار عشرات الآلاف من السكان، وإغلاق سوق الطاقة المصري تماماً. ووفقاً لمسؤولين سابقين في "رفائيل"، فإنه "ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذا سينتهي بشكل مختلف في إسرائيل".
من جهته، نائب الرئيس السابق للبحث والتطوير في "رفائيل"، نفتالي عميت قال "أنظر إلى قرب المنازل في كريات آتا وكريات حاييم، ستعرف أنّ حيفا ليست الوحيدة التي لن تبقى". وأضاف " سيتم إجلاء كريات حاييم والكريوت وكريات آتا من السكان عندما يكون هناك أي حدث، فالإجلاء ليس فقط لسكان حيفا و200 ألف شخص، بل لسكان المنطقة كافة".
ولفت موقع القناة الثانية إلى أن الخبراء الثلاثة بادروا إلى تقديم عريضة وحملة تواقيع ضد مشروع توسعة معامل التكرير في خليج حيفا، ويعتزمون بذل كل ما في وسعهم لمنع إتمام المشروع، وبرروا موقفهم بالقول إن "أي ضربة من حزب الله ستكون كارثية ولم يسبق لها مثيل".
من جانبها، أشارت ليحي شاحر بيرمان من منظمة "الخضر" في حيفا إلى أنه "لا أحد يتحمل المسؤولية"، وتابعت "لا يوجد حاليّاً جهاز أمني رسمي لإسرائيل قام بفحص ودراسة استقصائية كبيرة للمخاطر ودرس الخطر ودرس تأثير الكارثة".