مع اقتراب الثاني عشر من أيار/ مايو، التاريخ الذي سيكون فيه على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يعلن ما إذا كانت واشنطن تنسحب من الاتفاق النووي.. يحاول المجتمع الدولي زيادة الضغط على البيت الأبيض والتحذير من أن إلغاء الاتفاق يمكن أن يؤدي إلى حرب إقليمية.
الضغط على ترامب يُمارس من عدة جبهات في نفس الوقت. هذا الأسبوع يزور واشنطن رسمياً الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية آنغيلا ميركل. ومن المتوقع أن يحاولا إقناع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق، وسيقترحان عليه إمكانيات عمل بديلة، مثل فرض عقوبات إضافية على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية، وفي ظل تدخّلها الفاعل في عدة نزاعات إقليمية كما في سوريا واليمن، ومثل زيادة التفتيش للمواقع النووية الإيرانية.
فرنسا وألمانيا وبريطانيا تعتقد أن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، سيؤدي في نهاية المطاف إلى انهياره ويزيد من خطر حرب إقليمية.
الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي بدأ أمس زيارته لواشنطن، قال في مقابلة مع قناة "فوكس" إنه ينوي حثّ الرئيس ترامب على عدم الانسحاب من الاتفاق النووي لأنه بحسب قوله لا يوجد اتفاق أفضل.
وقال ماكرون "ليس لدينا خيار ثانٍ". وحذر ترامب من تفاقم المواجهة مع شركائه الأوروبيين فشدد "لا يمكنك أن تخوض حرباً تجارية مع شركائك.. محاربة الجميع معقدة أكثر من اللازم.. أنت تنبري بحربٍ تجارية مع الصين، حرب تجارية مع أوروبا، حرب في سوريا وحرب في إيران – هذا لا ينفع. أنت بحاجة لحلفاء".
في إسرائيل يتابعون المجريات عن كثب، واللواء احتياط عاموس يادلين، رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، قال عنه "لم يسبق أن كان شهر أيار/ مايو خطيراً إلى هذا الحد منذ 1967 و1973. نحن لسنا قبل حرب، لكن هناك عدة أحداث يمكن أن تتطور إلى حرب، وكل الأحداث ستجري بين 12 و15أيار/ مايو. قرار الولايات المتحدة ما إذا كانت ستنسحب من الاتفاق النووي، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتفاقم الأحداث الأمنية على حدود غزة وغير ذلك".
على خلفية التوتر الإقليمي يزور إسرائيل في هذه الأيام، لأول مرة، قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف ووتل، الذي اجتمع بكبار مسؤولي المؤسسة الأمنية.
إلى افتتاح السفارة الأميركية في القدس، الولايات المتحدة تنوي إرسال وفدٍ ضخم، على ما يبدو برئاسة وزير الخزينة الأميركية ويضم أيضاً ابنة ترامب، إيفانكا، وزوجها جاريد كوشنر. قبله بيوم يصادف يوم توحيد القدس وهو يوم حساس من ناحية أمنية. وفي 14أيار/ مايو يصادف "يوم النكبة"، وفي إطاره يحضّر الفلسطينيون لمسيرة ضخمة من عشرات الآلاف من غزة ومحاولة السير باتجاه الشريط الحدودي. وفي غداة اليوم التالي، 15أو 16أيار، سيبدأ صوم رمضان، وفي 15 أيار/ مايو، سيكون أول جمعة من رمضان – وكلها مواعيد حساسة جداً.
كما لا يجوز ان ننسى الوعد الإيراني بالانتقام على الهجوم الإسرائيلي في سوريا الذي يمكن أن يحصل خلال أيار/ مايو "المخيف". وإذا لم يكن جدول الأعمال مزدحماً بما يكفي، في مطلع الشهر، في 6 أيار/ مايو، ستُجرى الانتخابات في لبنان التي ستشكّل مؤشراً على مكانة حزب الله في لبنان.