وشهد شاهد من أهلها

قيم هذا المقال
(0 صوت)

" الولايات المتحدة تتبنى سياسات معادية لحقوق الانسان وتقوم بتنفيذ اغتيالات خارج الولايات المتحدة ، كما أنها تعمل على استبدال الديمقراطيات بديكتاتوريات وتقوم باستهداف المواطنين الامريكيين بالاغتيال أو بالاعتقال الى اجل غير مسمى وتلغي القيود المتعلقة بمراقبة عمل المخابرات الخارجية وعمليات التنصت وتقييد الاتصالات الالكترونية واعتقال الافراد لمظهرهم الخارجي أو لمكان تعبدهم أو حتى بسبب هوية من يتعاملون معه ، وتصعد في هجمات الطائرات من دون طيار ( في باكستان وافغانستان ) والاحتفاظ ب 169 سجينا في معتقل غوانتانامو" . هذه الاقوال ليست لمعارض لسياسات الولايات المتحدة ، بل هي كلمات قالها الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر عن سلوك الادارة الامريكية الحالية تجاه المواطنين الامريكيين وغير الامريكيين داخل الولايات المتحدة وخارجها نقلتها صحيفة النيويورك تايمز.

وما لم يصرح به جيمي كارتر بالاسم اشار اليه بالقول ان الولايات المتحدة تعمل علي استبدال الديمقراطيات بديكتاتوريات وهذا ما نراه ونشاهده كل يوم من عداء سافر من الادارة الامريكية تجاه البلدان التي تريد ان تعيش بعيدا عن هيمنة الولايات المنتحدة وتدخلها السافر في شوونها الداخلية وخير شاهد علي ذلك ، هو ان الولايات المتحدة تحشر انفها في كل شيء وتريد ان يكون لها الكلمة الفصل في كل قضية ، سواء تعلق الامر بايران اولبنان اوسوريا اوالعراق اوالسودان اوافغانستان اوباكستان .

الولايات المتحدة من اجل الهيمنة علي العالم ومواجهة الدول المستقلة ، تعزز قواتها العسكرية في الخليج الفارسي وتعلن انها تريد مواجهة ما يسمى مخطط ايران لاغلاق مضيق هرمز وهي تقوم بفرض عقوبات اقتصادية علي ايران كما تلزم دول العالم بتطبيق عقوباتها هذه ، والا سوف تتعرض لعقوبات مضاعفة .

ما هذا الطغيان الامريكي ؟ وما هذا الاستئساد علي الاخرين من اجل فرض الطاعة علي الدول والحكومات التي لا ترغب قبول هيمنة دولة عظمى علي سائر دول العالم؟ ان سياسات الولايات المتحدة الخارجية قد فشلت فشلا ذريعا في كل دول العالم سواء في العراق او افغانستان او باكستان وان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون هي الان مسوولة عن كل ما اصاب الولايات المتحدة من هزائم ومن الافضل لها ان تستقيل من منصبها لان سياساتها واجهت الفشل الذريع كما فشلت سابقا في خوض الانتخابات الامريكية .

ان سياسات الولايات المتحدة السابقة جعلتها تتورط في حروب كثيرة لم تحصد منها سوى الخسائر المادية و الاف القتلى وعشرات الالاف من الجرحي و المعوقين والمرضي النفسيين الذين اقدم كثير منهم علي الانتحار . واليوم ، علي ساسة الولايات المتحدة ان يقرأوا تصريحات الرئيس الامريكي الاسبق وان يتدبروا ويفكروا ويبحثوا عن الاسباب التي جعلتهم يتخلون عما أسماه بدور الولايات المتحدة كنصير للاعلان العالمي لحقوق الإنسان، عليهم ان يعيدوا النظر في سياساتهم القائمة على نصرة الحكومات الديكتاتورية والتضييق علي الدول المستقلة واثارة الحروب والنزاعات في الشرق الاوسط لا من اجل نصرة الشعوب بل من اجل تعزيز الديكتاتوريات وابقاء الحكام والطغاة ضمانا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة .

ان دعم الكيان الصهيوني الغاصب ماديا وتسليحيا ومعنويا دون خجل أو حياء ، هو استهتار بحقوق الانسان الفلسطيني الذي يواجه الصلف والتعنت الاسرائيلي كل يوم . كما ان دعم الحكام المتسلطين علي رقاب شعوبهم سابقا ولاحقا سواء في العراق اوليبيا اوتونس او مصر او البحرين وصمة عار في جبين الادارة الامريكية التي تدعي نصرة حقوق الانسان . ان تصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما حول استخدام القوة العسكرية ضد ايران اذا لم تتخل عن برنامجها النووي واقدامها فرض عقوبات اقتصادية عليها ، و تعزيز قواتها في منطقة الخليج الفارسي ، هو انتهاك صارخ لحقوق الانسان ، لان اوباما يسمح لنفسه ان يتدخل في شؤون بلد مستقل ، وان يملي عليها شروطه خدمة لاسرائيل ، وهو يدرك جيدا ما مدى اثار ونتائج حروب بلاده سابقا في العراق وافغانستان .

ان فشل سياسات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط طوال عقود ،هو بسبب دعمها لزعماء اطيح بهم خلال ثورات بلادهم ، جعل شعوب المنطقة تكره كل ما يتعلق بالامريكيين .انظروا الي الشعب المصري الذي تخلص من نظام حسني مبارك ، وانتخب رئيسا جديدا ، كيف انه يكره الادارة الامريكية التي دعمت الديكتاتور طوال ثلاثة عقود واثبتت الاحداث هزيمة وفشل السياسة الامريكية في مصر . ماذا يمكن للسيدة هيلاري كلينتون ان تقول للرئيس المصري الجديد محمد مرسي حين تزور مصر ؟ هل انها سوف تعتذر للشعب المصري علي سياسات بلادها ودعمها لنظام حسني مبارك طوال عقود ، ام انها ستعامل الرئيس الجديد كما كانت تعامل الرئيس المخلوع اي انها ستطرح مطالب بلادها عليه وتطلب منه العمل بها والا فان بلادها سوف تقطع عنها دعمها المالي والعسكري.؟ هذا ما سنراه في القادم من الايام.

 

قراءة 1844 مرة