الربيع العربي يهز مصداقية التيار السلفي

قيم هذا المقال
(0 صوت)

الكثير يتساءلون هل أن فتاوى علماء الخط السلفي نابعة من نصوص دينية أم هي أوامر صادرة من جهات سياسية عليا.

من يلاحظ موقف الشيخ صالح اللحيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق وعضو هيئة كبار العلماء) حاليا من التظاهرات التي حصلت في مصر وتونس, حيث قال الشيخ حينها (إن المظاهرات من الفتن غير المحمودة شرعا لأنه يترتب عليها من المفاسد من أتلاف الأموال أو سفك الدماء, أو الترويع إلى غيره وإذا لم يحصل من هذا الشيء أبدا فأنه يحصل فيها تعطيل الناس عن القيام, بأعمالهم, وفتح متاجرهم وكل ذلك لا يجوز).

وكذلك أفتى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة السعودية بحرمة التظاهرة في مصر وتونس قال ما نصه، (مخططات مثيري المظاهرات إجرامية كاذبة لا هدف لها إلا صرب الأمة والقضاء على دينها وقيمها وأخلاقها وتفريق كلمتها وتشتيت شملها وتقسيم بلادها والسيطرة على خيراتها).

ولكن هل تحريم التظاهرات هو تحريم انتقائي فقد صدرت فتاوى للشيخ اللحيدان حيال التظاهرات في سوريا واليمن وقال الشيخ في تسجيل صوتي (على الشعب السوري أن يجد ويجتهد في مقاومة النظام السوري حتى إسقاطه ولو ذهب ثلثا الشعب السوري ليسعد الثلثان الآخران).

كما دعى اللحيدان الرئيس اليمني للتنحي وطالب الشعب اليمني بالاستمرار بالتظاهر لإسقاط رئيسه.

إن انتقائية الشيخ اللحيدان وعلماء السلفية عموما أدت إلى فقدان مصداقيتهم وأثارت الشكوك والريبة في فتاويهم.

وأدت هذه الانتقائية إلى انقسام داخل التيار السلفي العام سواء لجهة تحريم الخروج وانخراط التيار السلفي في أنظمة ما بعد الثورة كما حدث في مصر بعد أن أفتى العلماء في المدرسة السلفية بتحريم التظاهر على النظام مهما بلغ جوره أو لجهة التحريض على التظاهر ضد أنظمة أخرى.

يرى كثير من المراقبين أن التيار السلفي هو الغطاء الشرعي الذي يختفي ورائه الساسة السعوديين لتنفيذ المؤامرات الغربية والصهيونية في المنطقة وأن ما تشهده المنطقة من انعكاسات سياسية واقتصادية هي بسبب هذه السياسات الخاطئة.

فالقاعدة وهي الخط المسلح للتيار السلفي قتلت بعملياتها الإجرامية مئات الآلاف من المسلمين الضعفاء ولم نسمع يوما أنها قتلت صليبا واحدا إلا عمليات بسيطة هنا وهناك قامت بها القاعدة لذر الرماد في عيون الآخرين.

وهذا حزب النور السلفي الذي تسلق السلطة في مصر وجاء في المرتبة الثانية بالانتخابات بعد الإخوان يقول وعلى لسان يسري حماد ( أحد القياديين البارزين فيه).

قال ( نحن لا نعارض الاتفاقية الإسرائيلية المصرية. ومصر ملتزمة بالمعاهدات التي وقعتها الحكومات السابقة , ونحن نرحب بالسياح الإسرائيليين ).

هذا الكلام صدر من ابرز قيادي حزب النور السلفي, ومن حق المراقب أن يسأل السلفيين.. لماذا قتلتم السادات إذن؟

وما هو موقفكم لو صدر هذا الكلام من قيادي من حزب الله و إن الزمن لكفيل بكشف الحقائق وان سقوط الأقنعة شيئا حتميا لا مفر منه.

قراءة 1720 مرة