التوأمان.. الإرهاب التكفيري و الإرهاب الأبيض

قيم هذا المقال
(0 صوت)
التوأمان.. الإرهاب التكفيري و الإرهاب الأبيض

برر منفذ مجزرة المسجدين في نيوزيلندا ، جريمته الوحشية، بانها جاءت لوقف “الغزاة” (المهاجرين) ، و كذلك جاءت ردا على جريمة استوكهلم التي نفذها احد مؤيدي "داعش" في نيسان عام 2017 ، وذهب ضحيتها اربعة اشخاص.

بعض السياسيين والصحفيين والاعلاميين ورجال الدين وبعض النشطاء، في الغرب والبلدان الاسلامية، رغم انهم نددوا بشكل باهت بالمجزرة، الا ان تنديدهم استبطن شيئا من الاعذار للمجرم ، الذي اشاروا الى انه ، وقع تحت تاثير الجرائم التي نفذها “الدواعش” والتكفيريون في الغرب، وكذلك وقع تحت تأثير الهجرة المتزايدة للمسلمين الى الغرب.

اذا اردنا ان نحكم بموضوعية على تبريرات المجرم وكذلك تبريرات هذا البعض، يمكننا ان نقول انها تبريرات واهية، لن تغطي على العنصرية المتوحشة، القائمة على خرافة التفوق القومي، لسفاح المسجدين.

الغرب وعلى راسه امريكا هو السبب الاول والاخير وراء الهجرة من البلدان الاسلامية الى الغرب، واسباب ذلك كثيرة ومنها:

-وجود الانظمة الدكتاتورية والمستبدة والفاسدة في العالمين العربي والاسلامي، وهي انظمة، تم تأسيس اغلبها من قبل الغرب المستعمر، لحماية مصالحه غير المشروعة.

-العديد من هذه الانظمة المستبدة والدكتاتورية، وباعتراف الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي إعتبره منفذ مجزرة المسجدين، الاب الروحي له، ما كان لها ان تبقى في الحكم لاسبوعين لولا الدعم الامريكي لها.

-الحروب والنزاعات والصراعات والفتن التي اثارتها وتثيرها الانظمة الغربية وفي مقدمتها امريكا، في البلدان الاسلامية، تهدف للحفاظ على امن واستقرار الكيان الصهيوني، كما حدث ويحدث في فلسطين ولبنان وافغانستان والجزائر والصومال والعراق وليبيا وسوريا واليمن.

-محاولات الغرب للابقاء على البلدان الاسلامية في تخلف دائم بهدف تحويل مجتمعاتها الى مجتمعات استهلاكية، عبر ضرب اي محاولة للتحرر من الهيمنة والتبعية للغرب، وما عداء الغرب وعلى راسه امريكا والصهيونية العالمية للجمهورية الاسلامية في ايران على مدى الاربعين عاما الماضية ، الا نموذجا صارخا لهذه المحاولات الغربية.

اما تبرير سفاح المسجدين لجريمته، بوقوعه تحت تاثير جريمة استوكهلم، فهو تبرير في غاية الوهن، فاذا كانت “داعش” قتلت اربعة من المواطنين الغربيين في السويد، وآخرين في مدن غربية أخرى، فإن “داعش” هذه قتلت وسبت وشردت الملايين من المسلمين في منطقة الشرق الاوسط.

الجماعات التكفيرية بدءا بالقاعدة وانتهاء ب”داعش” ، هي صناعة غربية عربية رجعية صهيونية مشتركة، وبشهادة المسؤولين الغربيين وعلى راسهم وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، فالغرب ومن يدور في فلكه، مازال يعمل على اطالة عمر “داعش”، عبر مهاجمة كل الدول والقوى التي تصدت ومازالت تتصدى بجدية لخطر “داعش” ، مثل ايران وحزب الله والجيش السوري والقوى الرديفة والحشد الشعبي و..

عندما تقوم الانظمة العربية والاسلامية القائمة على دعم الغرب، بتقطيع اوصال مواطنيها وتلقي بها في الافران واحواض التيزاب، وعندما يذبح الاطفال في ظل تلك الانظمة، بقطع الزجاج من الوريد الى الوريد في وضح النهار وامام الناس، وعندما يُكفر العالم كله على منابرها كل يوم، وعندما تفرّخ مدارسها الدينية السفاحين والمهووسين، فإن مسؤولية كل ذلك تقع على عاتق الغرب، كما تقع على عاتقه مسؤولية ظهور شخصيات مثل ترامب، الذي لا يفتح فمه الا ليزرع الكراهية والضغائن ضد المسلمين في الغرب، ومثل السفاح هاريسون تارانت، الذي يذبح في وضح النهار وعلى مدى نصف ساعة وعلى الهواء مباشرة خمسين انسانا بريئا، دون ان يعترضه احد، فالجميع، خرجوا من رحم واحد هو رحم الغرب.

ماجد حاتمي / شفقنا

قراءة 1073 مرة