اكد نائب في البرلمان العراقي ان رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي يحظى بتأييد واسع من قبل ساحات التظاهر، مشيرا إلى أن أكثر من 60 نائباً في البرلمان قدموا اسمه إلى الرئيس العراقي مباشرة لتكليفه رئاسة الحكومة. هذا وأكد رئيس الوزراء المكلف ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، خلال لقاء جمعهما مساء السبت ضرورة تشكيل حكومة تتبنى الخطوات الإصلاحية.
شهد العراق تسمية محمد توفيق علاوي لمنصب رئاسة الحكومة بعد مخاض عسير انبثق عنه تكليفه من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح اثر نتاج توافق بين الكتل السياسية وفي مقدمتها الكتلتان الأكبر في البرلمان هما "الفتح" و"سائرون".
وأعلن علاوي (65 عاماً) مساء السبت عن تكليفه رسميا من قبل رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة العراقية.
وقال في فيديو نشره عبر صفحته على "فيسبوك" متوجهاً إلى الشعب العراقي: "الآن أنا موظف عندكم، وأحمل أمانة كبيرة (...) وإذا لم أحقق مطالبكم، فأنا لا أستحق هذا التكليف".
وأضاف "بعد أن كلفني رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة قبل قليل، قررت أن أتكلم معكم قبل أن أتكلم مع أي أحد، لأن سلطتي منكم".
في وقت لاحق نشرت رئاسة الجمهورية العراقية فيديو لرئيس الجمهورية مكلفاً علاوي، الذي تلا بعد ذلك كلمة تعهد فيها تنفيذ مطالب الشارع، وخصوصاً الانتخابات المبكرة.
محمد توفيق علاوي من مواليد العاصمة العراقية بغداد، عام 1954، وحاصل على بكالوريوس في هندسة العمارة من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1980.
وبدأ تاريخه مع المناصب السياسية عام 2006، عندما فاز بعضوية مجلس النواب العراقي، ثم عُين وزيرا للاتصالات في العام نفسه.
وفي عام 2008، عاد لمجلس النواب عوضا عن النائبة المتوفية عايدة عسيران. وفاز مجددا بعضوية مجلس النواب عام 2010.
وفي العام نفسه، عين علاوي وزيرا للاتصالات، قبل أن يقدم استقالته من الوزارة عام 2012.
ويأتي تكليف علاوي بعد اتفاق بين الكتل السياسية العراقية نتيجة لمحادثات شاقة بين الأحزاب والكتل البرلمانية، بعد شهرين على استقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي اثر تظاهرات شعبية طالبت بتحسين الاوضاع المعيشية وتحسين الخدمات في البلاد.
وكان برهم صالح قد قدم مهلة، للكتل البرلمانية حتى الأول من فبراير لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة خلفاً لعبد المهدي، مؤكدا أنه في حال لم يتم ذلك، فإنه "سيمارس صلاحياته الدستورية ويختاره بنفسه".
الى ذلك، هنأ رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي في اتصال هاتفي، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
أما زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، فقد نشر تغريدة قال فيها إن التكليف "خطوة جيدة ستتعزّز بالمستقبل".
وأضاف "أتمنى أن يكون تكليف رئيس الجمهورية للأخ محمد علاوي مقبولاً ومرضيّاً من الشعب، وأن يتحلوا بالصبر، ويستمرّوا على نهجهم السلمي".
ووفقاً للدستور العراقي، فإن أمام علاوي الآن شهر واحد لتشكيل حكومته ويعقب ذلك تصويت على الثقة في البرلمان.
وينص الدستور في الحالة الطبيعية على أن تسمي الكتلة البرلمانية الأكبر مرشحاً لرئاسة الوزراء في غضون 15 يوماً من الانتخابات التشريعية. ثم يكلف رئيس الجمهورية رئيس الحكومة تشكيل حكومته في غضون شهر واحد.
الى ذلك شهدت بعض المدن العراقية تظاهرات محدودة طالبت بتسمية رئيس وزراء مستقل، معتبرة أن ذلك لا ينطبق على علاوي.
وقد رفض المتظاهرون العراقيون حتى الآن عدداً من الأسماء التي تم تداولها في الآونة الأخيرة لتولي منصب رئاسة الوزراء.
وفي السياق، أكد رئيس كتلة "بيارق الخير" محمد الخالدي، الأحد، أن رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي يحظى بتأييد واسع من قبل ساحات التظاهر، مشيرا إلى أن أكثر من 60 نائباً في البرلمان قدموا اسمه إلى الرئيس العراقي مباشرة.
من جهتها، رحبت الأمم المتحدة في بيان بتسمية علاوي قائلة إنه يواجه "مهمة ضخمة هي تشكيل مجلس الوزراء بسرعة ومصادقة البرلمان للمضي قدما في إصلاحات هادفة تلبي المطالب الشعبية وتحقق العدالة والمساءلة"
وكان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، اكد خلال استقباله رئيس مجلس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، مساء اسبت، أنه "جرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة تتبنى الخطوات الإصلاحية وتضع برنامجا حكوميا واقعيا يلبي طموحات الشعب العراقي".
ويرى مراقبون للشأن العراقي ان نجاح علاوي في تشكيل حكومة جديدة في مهلة شهر ونيلها ثقة البرلمان يعتبر خطوة مهمة باتجاه تهدئة الاوضاع في العراق والبدء بتنفيذ الاصلاحات وتلبية مطالب الشارع المتمثلة بإجراء انتخابات مبكرة خلال المرحلة القادمة وتحسين الاوضاع المعيشية لإنهاء الازمة وايصال العراق الى بر الامان.