فقد شنت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية هجوما واسعا بالصواريخ والطائرات المسيرة على مطار ابوظبي ومنشآت حيوية فيها في عملية سميت باعصار اليمن وذلك ردا على امعان الامارات في الاجرام ضد ابناء الشعب اليمني العزل والمشاركة في ارتكاب جرائم حرب وابادة ضده.
ولم يكن الهجوم الصاروخي اليمني على الامارات هو الاول من نوعه فقد شنت الوحدات الصاروخية اليمنية قبل 4 أعوام ايضا هجوما بالصواريخ المجنحة على منشآت نووية في ابوظبي محذرين قادة دويلة الامارات من مغبة استمرار تدخلهم العسكري والعدوان على اليمن.
وفي ظل الردود العسكرية والصاروخية اليمنية على هجمات تحالف العدوان السعودي، هناك سؤال يطرحه البعض حول مصادر القوة العسكرية لليمن الذي دمرت بناه التحتية الرئيسية ويعاني من كارثة انسانية وتم حرمانه من مصادر الدخل.
عندما يتحدث المسؤولون الغربيون ومن يتبعهم عن القدرات الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية فانهم "يربطون" بينها و بين القدرات الصاروخية الايرانية الهائلة ويربطون الامر بالعلاقات الايرانية السعودية المتوترة والأهمية الجيوسياسية لليمن بالنسبة لايران وينسبون القدرات العسكرية لأنصارالله الى ايران .
وقد أكدت حركة أنصارالله والمسؤولون العسكريون اليمنيون ان المقاومة والقدرات الصاروخية والمسيرات اليمنية غير مرتبطة بالدعم الايراني وان هذا الدعم هو معنوي فقط، فعلى سبيل المثال قال رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي في مقابلة مع قناة فرنسا 24 قبل 3 أعوام "اننا نقوم بتطوير صواريخنا الروسية والكورية بأنفسنا ونصنع الصواريخ بأنفسنا وهذه الصواريخ ليست من صنع ايران".
وبمعزل عن التصريحات الرسمية اليمنية فان بامكان أي متابع للشأن اليمني ان يستخلص عبر التدقيق في تاريخ اليمن وحاضره ان قوة ومقاومة اليمنيين امام التحالف السعودي الغربي العربي تنبع من تاريخ وثقافة اليمن والأواصر السياسية الداخلية وهيكلية القدرات الداخلية والخصائص الجيوسياسية لهذا البلد.
ان المجتمع اليمني مسلح بشكل كبير وهذا يرجع الى الثقافة والتاريخ كما ان النظام اليمني السابق الذي قاده علي عبدالله صالح قد بنى جيشا كبيرا له ترسانة كبيرة من صواريخ سكود – بي ، وأثناء الحروب الستة التي شنها علي عبدالله صالح بين عامي 2004 و 2010 على أنصارالله عمدت هذه الحركة الى تنمية قدراتها العسكرية.
وقد ارسلت أميركا اسلحة وعتادا متطورة الى نظام صالح أثناء الحروب الستة كما زودت الدول العربية في الخليج الفارسي نظام صالح بالسلاح المتطور بالاضافة الى الترسانة العسكرية الضخمة من السلاح الروسي الذي كان موجودا في البلاد، وأثناء الحروب الستة استولت أنصار الله على الكثير من هذه الاسلحة المتطورة.
وقام النظام اليمني السابق بشراء صواريخ "موسودان بي ام" المتوسطة المدى من كوريا الشمالية ايضا، وعند بدء العدوان السعودي على اليمن في عام 2015 كانت الصواريخ التالية في حوزة اليمنيين:
- صواريخ أرض أرض مداها 120 كيلومترا
- صواريخ مداها 320 كيلومترا
- 300 صاروخ على الاقل من طراز سكود بي الروسي
- صواريخ "توشكا" الروسية ومداها 120 كيلومترا
وفي الحقيقة فان بعض عتاد الجيش اليمني اليوم هي الترسانة الذي زودت أميركا والاتحاد السوفيتي نظام صالح بها وقد تم تطويرها اليوم . كذلك وبعد سقوط النظام العراقي السابق قام نظام علي عبدالله صالح باستقدام 200 خبير عسكري عراقي والاستفادة منهم في معسكرات ومنشآت خاصة يديرها نجله "احمد" ، وقد انخرط بعض هؤلاء في صفوف كوادر اللواء المدرع الاول في صنعاء ومن مهامه "تطوير الصواريخ الروسية والكورية باستخدام الخبراء العراقيين.
ومع سيطرة أنصارالهي على صنعاء سيطرت قوات هذه الحركة على منشآت التصنيع العسكري التي يعمل فيها الخبراء اليمنيون والجنرالات العراقيين الهاربين واستطاعت انصارالله والجيش اليمني تطوير الصواريخ التي في حوزتها وتوجيه ضربات قاسية للتحالف السعودي الاميركي.
القدرة الصاروخية والطائرات المسيرة
تشير التقارير ان الجيش اليمني واللجان الشعبية يمتلكان الصواريخ التالية:
- صواريخ ثاقب 1 و2 و 3 وقد تم تطويرها على غرار صواريخ آر- 73 قصيرة المدى و آر- 27 تي و آر- 77 متوسطة المدى.
-
- صواريخ فاطر- 1 وهو النموذج المطور لصاروخ سام-6 الروسي والذي اسقط طائرة التجسس الاميركية ام كيو -9 في اكتوبر 2017 .
- صواريخ بدر P1 و بدرF وهي صواريخ قصيرة المدى ومشابهة لصاروخ توتشكا الروسي.
صاروخ قدس ، وهو صاروخ مجنح (كروز) ويتمتع بنظام ملاحة آلي ولديه دقة متناهية.
صاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى ، وقد أزاح اليمنيون الستار عنه في فبراير 2020 ، ويبلغ مدى هذا الصاروخ 1300 كيلومتر وقد استخدم اليمنيون في عملية "الردع الثالث" صواريخ قدس و ذوالفقار بالاضافة لطائرات "صماد" المسيرة.
صواريخ قاهر -1 و ام -2 ، ويعتبر صاروخ قاهر-1 صاروخا باليستيا ذو دقة متناهية وبامكانه ضرب الاهداف على بعد 500 كيلومتر، كما يعتبر صاروخ قاهر ام-2 ايضا صاروخا باليستيا ايضا وهو النموذج المتطور لصاروخ قاهر- 1 ويمكنه حمل رأس حربي زنته 350 كيلوغراما.
صواريخ بركان -1 وبركان-2 وبركان-3 وهي النماذج المطورة لصواريخ سكود الروسةى قصيرة المدى ويبلغ مدى صاروخ بركان -3 بين 1300 و1800 كيلومتر وقد استخدمه اليمنيون في عملية "الدمام" الذي يبعد 1200 كيلومتر عن صنعاء.
صواريخ كروز المجنحة: يبلغ مداها 2500 كيلومتر وهي تطير في ارتفاع منخفض وفيها نظام ملاحة دقيق ومتطور وتحمل رؤوسا حربيا زنتها 450 كيلومتر ويصعب رصدها وتعجز أنظمة الدفاع الصاروخي عن اعتراضها.
الطائرات المسيرة الهجومية والاستطلاعية
استطاعت القوات العسكرية اليمنية تطوير طائراتها المسيرة خلال السنوات الـ 3 الماضية ويستطيع بعضها قطع مسافة 1700 كيلومتر والعودة للقواعد بعد تنفيذ عمليات.
ومع دخول الطائرات المسيرة ساحة المعركة تغيرت معادلة الحرب وألحق اليمنيون خسائر فادحة بالجيش السعودي وحلفائه .
ويمضي على بدء العدوان السعودي على اليمن 6 أعوام ولم يعد السعوديون يسيطرون على ما يجري على الارض وباتوا عاجزين عن الدفاع عن منشآتهم العسكرية والحيوية امام الصواريخ والمسيرات اليمنية، ويعتقد المراقبون ان هذا الفشل هو الذي يدفع بولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" الى اطلاق صرخات وقف الحرب لكي يتخلص من هذه الحرب الاستنزافية ذات التكلفة الهائلة.
المصدر:فارس