ارهابيون تحت الطلب هذا هو حال المجموعات الارهابية المدعومة من تركيا شمال سوريا، ارهابيون يتأرجحون بين احلام تركيا بامتلاك موقع في الخارطة السياسية الجديدة التي تتشكل اثناء الاحداث في أوكرانيا، والصلف الامريكي سياسيا وامنيا، وبينهما خيط رفيع يتماشى مع المشهد الدولي.
في الخبر، قال نائب وزير الخارجية السوري الدكتور بشار الجعفري، إن الغرب ليس لديه مانع أن "يسلح الشيطان" ضد روسيا، غير مستبعد إمكانية نقل مسلحي حركات إرهابية بما في ذلك من تنظيم "داعش" إلى أوكرانيا، مثلما حدث وتمت الاستعانة بهم في مناطق أخرى من العالم لخدمة المصالح الأمريكية والغربية، معتبرا أن إعادة تدوير الإرهابيين هو اختصاص أمريكي.
وفي سياق متصل أبدى إرهابي في جبهة النصرة، المدعو سهيل الحمود المعروف باسم "أبو التاو" استعداده للذهاب إلى أوكرانيا من أجل قتال الروس، وقال أبو التاو في تغريدة على تويتر، إنه يريد الذهاب إلى أوكرانيا لقتال الروس، طالباً المساعدة للوصول إلى هناك، كما استعد رجل أعمال من أصل سوري في أوكرانيا على تجهيز كتيبة عسكرية مسـلحة من أمواله الخاصة، لمواجهة القوات الروسية، جاء ذلك في تسجيل مصور تداوله على نطاق واسع رواد مواقع التواصل الاجتماعي السبت 28 شباط.
وظهر في التسجيل المتداول، رجل الأعمال السوري، "طارق الجاسم" المنحدر من بلدة كفر حلب بريف حلب شمالي سوريا، والمقرب من المجموعات المسلحة السورية في شمال البلاد.
إن ما تقوم به تركيا، ان صحت الاخبار الواردة عن نقل المجموعات المسلحة من ادلب الى أوكرانيا، هي عملية تدوير واعادة انتاج للمجاميع الإرهابية، واستثمارهم كعنصر بشري في جبهات صراع جديدة، خدمة لتعزيز الدور التركي في المناطق الساخنة حول العالم، فبعد أن جلبت المرتزقة من جميع دول العالم، وكان يجري نقلهم لسوريا تحت جنح الظلام، ونقلتهم أمام نظر العالم أجمع بموافقة الأم الأميركية والاتفاق معها على المرحلة المقبلة، دون ادنى التفات لمواقف الشعوب ومصلحتها، أو التريث امام القانون الدولي ومواده، ما يعني أن هذه المنظومة السياسية الدولية الضابطة والحاكمة، والتي تسمى قانون دولي سقطت دون عودة، بالذات مع عدم التزام تركيا بالتزاماتها في اتفاقات سوتشي واستانا وموسكو، والتي تنص على انهاء تواجد المجموعات المسلحة.
ولا تبتعد هذه التحركات التركية، عن التفكير الأمريكي حول ما يجري في المنطقة والعالم، وإعادة صياغة الترتيبات الامنية والعسكرية بما يخدم مصالح الولايات المتحدة الامريكية، فأردوغان الذي جمع الارهابيين ومشتقاتهم في سوريا، يقابله الامريكي الذي دعم وسلح وخطط لهذا الخليط من المرتزقة، ولا يزال هذا الدعم قائما وفاعلا ويستثمر على مستوى الجغرافيا السياسية في العالم، لا يستبعد الان يتم ضمن الحسابات ومعادلات واشنطن وانقرة، تصدير الازمات، مع حفاظ التركي والامريكي على الحبل السري الذي يربطهم بالإرهاب، وهنا تجدر الإشارة هنا الى الإعلان عن ضبط عناصر إرهابية من جبهة النصرة، كانت تستعد لتنفذ عمليات إرهابية في القرم، ويقول مراقبون إن نشاط جبهة النصرة، الذي يحظى بغطاء سياسي ودعم عسكري تركي في حدائق روسيا في القرم، التي تمس روسيا بشكل مباشر وتأتي في ظل الحديث عن نقل الإرهابيين الى اوكرانيا.
الحديث السائد حول الموقف التركي من الازمة الأوكرانية، يشير الى ان هذه الانباء ان صحت، ستدفع الرئيس بوتين على اتخاذ مواقف عملية أكثر ضد الرئيس إردوغان، ليس فقط في أوكرانيا، بل أيضاً في سوريا، حيث حدود تركيا الجنوبية، وفيها الجيش الروسي، وتدور التوقعات حول تحرك روسي سوري مشترك، يحمل معه معادلات جديدة، تحسم الحسابات في ادلب السورية، بعد التسريبات التي تتحدث عن تحالف تركي مع الكيان الإسرائيلي، لمواجهة السيناريوهات الروسية السورية في ادلب، وتحقيق مصالحة تركية مع قسد، وسيحظى هذا التحالف بمساندة من الامارات التي زارها اردوغان في 14 من شهر شباط، وكلها تدور في فلك تحقيق المصالح الامريكية، وقطع أي تحرك روسي سوري مشترك، مدعوم من ايران، ضد الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا.
هذا كله مرتبط بالأيام القادمة، وما تحمله من مفاجآت، ومسار الحرب في أوكرانيا، ومحاولة التركي والامريكي نقل المواجهة مع الإرهابيين الى تلك البلاد، في محاولة لتشتيت الجهد لإنهاء وجودهم في ادلب السورية.
حسام زيدان