تظهر كل من بريطانيا وفرنسا حرصا كبيرا على تزويد المعارضة السورية 'المعتدلة' بالاسلحة ورفع الحظر الاوروبي في هذا الخصوص 'حتى يتمكن المقاومون السوريون من الدفاع عن انفسهم' مثلما قال امس لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة مع راديو فرنسا.
الفرنسيون والبريطانيون يريدون تسليم الجيش السوري الحر صواريخ ارض جو للتصدي للطائرات السورية التي تقصف المدن التي لم تعد تحت سيطرة النظام وتسيطر عليها المعارضة المسلحة.
في المقابل هناك دول اوروبية اخرى (عدد الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي 27 عضوا) تعارض رفع الحظر المفروض على ارسال اسلحة للمعارضة السورية، وجرى اتخاذ قرار بالاجماع في هذا الصدد، ولذلك لا بد من اصدار قرار جديد ينهي هذا الحظر في الاجتماع المقبل للقمة الاوروبية في ايار (مايو) المقبل، ولكن فرنسا وبريطانيا في عجلة من امرهما، وتريدان تقديم موعد هذا الاجتماع الى نهاية شهر آذار (مارس) الحالي والا فانهما لن تلتزما بالحظر.
وزير الخارجية البلجيكي ديدييه وينديرز يعارض رفع الحظر تحت ذريعة 'ان الهدف ليس محاربة الجهاديين في مالي من اجل تسليم اسلحة لنظرائهم في سورية' بينما يرى جان اسلبورن وزير خارجية لوكسمبرغ 'ان الاسلحة ليست هي ما ينقص سورية'.
الرئيس الفرنسي هولاند يقول ان الاسلحة تتدفق على النظام السوري من ايران وروسيا، ولذلك لا بد من تسليح المعارضة في المقابل للدفاع عن نفسها، لكن الروس يرون في هذا التسليح انتهاكا للقانون الدولي مثلما قال سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا.
من الواضح ان سيناريو التدخل العسكري في ليبيا يتكرر ولكن بصورة مختلفة في سورية. فبريطانيا وفرنسا كانتا رأس الحربة في هذا التدخل، ولعبتا الدور الاكبر في اطاحة نظام العقيد معمر القذافي، وربما ارادتا هذه المرة ان تعتمدا على الجيش السوري الحر في هذه المهمة، على ان يقتصر دورهما على تسليحه باسلحة نوعية حديثة ومتابعة تطورات الازمة من المقاعد الخلفية.
عمليات التدريب لقوات خاصة تابعة للمعارضة السورية تسير على قدم وساق في الاردن على ايدي ضباط امريكيين واوروبيين، وهناك انباء تفيد بان مهمة هذه القوات محاربة تنظيم النصرة وباقي الجماعات الجهادية الاخرى في سورية.
الفرنسيون يقولون ان تسليح المعارضة يهدف الى الضغط على نظام الاسد للجلوس الى طاولة المفاوضات للتوصل الى حل سياسي يقود الى حكومة انتقالية وفقا لاتفاق جنيف وبروتوكولاته، لكن هناك تقارير اخبارية في كل من لندن وباريس ان عمليات التسليح المكثفة هذه تهدف الى تعزيز المعارضة السورية المسلحة استعدادا للمعركة الكبرى للاستيلاء على العاصمة دمشق.
شل فاعلية الطيران السوفييتي في افغانستان من خلال صواريخ ستينغر التي زودت بها الولايات المتحدة المجاهدين الافغان، ادى الى انهيار الوجود العسكري وانسحاب القوات السوفييتية مهزومة، ويبدو ان فرنسا وبريطانيا تريدان تكرار السيناريو نفسه في سورية ولهذا تستعجلان رفع الحظر عن ارسال صواريخ حديثة وفاعلة مضادة للطائرات الروسية الصنع ايضا.
تاريخ افغانستان يكرر نفسه، او بعض فصوله في سورية، والاشهر الثلاثة المقبلة قد تكون حاسمة.