بيريز وحرصه على الدم السوري

قيم هذا المقال
(0 صوت)

يلجأ شمعون بيريز رئيس الدولة الاسرائيلية الى تقديم نفسه كزعيم معتدل يتطلع الى السلام، ويستخدم معسول الكلام لكي يقنع مستمعيه خاصة في العالم الغربي.

بيريز الذي زار اكثر من عاصمة عربية ليس معتدلا على الاطلاق وتاريخه حافل بالحروب ويكفي الاشارة الى انه ارتكب مجزرة قانا الثانية اثناء العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان التي راح ضحيتها اكثر من مئة شهيد، معظمهم من النساء والاطفال لجأوا الى مقر للامم المتحدة طلبا للنجاة من صواريخ الطائرات الاسرائيلية المغيرة.

بالامس، واثناء خطابه في البرلمان الاوروبي وقف الرئيس الاسرائيلي محاضرا حول كيفية حقن الدماء في سورية، ووضع حد للمجازر التي ترتكبها قوات النظام وطائراته في مختلف انحاء البلاد.

بيريز دعا الى تدخل قوة تابعة لجامعة الدول العربية لوقف المجزرة التي تجري حاليا في سورية، وافتى بضرورة تشكيل حكومة سورية مؤقتة تضم شخصيات من المعارضة، وقال 'لا يمكننا ان نقف مكتوفي الايدي فيما الرئيس بشار الاسد يقتل شعبه واطفاله'.

لو صدر هذا الكلام عن رئيس سويدي او فنلندي او برازيلي او عربي، فاننا يمكن ان نفهمه ونتفهمه، فحقن دماء الشعب السوري ووقف اعمال القتل التي يتعرض لها مهمة انسانية واخلاقية، لكن ان يصدر عن رئيس دولة تمارس القتل كعقيدة، وتجتاح اراضي جيرانها، وتلجأ الى ارتكاب المجازر لارهاب البسطاء، وتتفنن في ممارسة التطهير العرقي لاقامة كيان غاصب على اراضي الغير فهذه قمة المأساة.

بيريز ليس الشخص الذي يجب ان يعلمنا كيف نتعاطى مع الاوضاع في بلداننا، واذا كان فعلا حريصا على الشعب السوري، فلينسحب من هضبة الجولان التي تحتلها قوات حكومته، وتنهب ثرواتها، وتصدر قانونا بضمها.

في زمن رئاسة بيريز دمرت الطائرات الاسرائيلية مفاعل الكبر السوري قرب دير الزور شمال شرق سورية، واغارت على عين الصاحب قرب دمشق بحجة تدمير قاعدة للجبهة الشعبية القيادة العامة، واغتالت الشهيد عماد مغنية قائد الذراع العسكرية للمقاومة الاسلامية اللبنانية.

وعندما كان بيريز رئيسا للوزراء ارسل طائراته لقصف القرى اللبنانية الآمنة في جنوب لبنان، وارتكبت مجزرة 'قانا 2' في موقع يرفع علم الامم المتحدة الازرق مثلما ذكرنا سابقا، وهي مجزرة وصفها الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك في برنامج تلفزيوني بانها من ابشع المجازر في تاريخ المنطقة.

ما نجادل ونرفضه هو ان يقدم شخص مثل بيريز، يداه ملطختان بالدماء مثل معظم المسؤولين الاسرائيليين، سياسيين كانوا او عسكريين، على انه حمل وديع يحاضر على العالم في السلام ووقف المجازر.

بيريز الذي يتحدث نيابة عن الجامعة العربية، ويعلن تأييده لارسال قوات تابعة لها الى سورية، ربما نجده يقف يوما على منبرها في ميدان التحرير مخاطبا وزراء الخارجية، وربما الزعماء العرب باعتباره واحدا من اهل البيت تماما مثلما خاطب القمة الاقتصادية في المغرب قبل عقد ونصف العقد من الزمن.

قراءة 1734 مرة