بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران حصلت المرأة على مكانة عالية في المجتمع الايراني، لم تكن حصلت عليها طوال التاريخ.
فالمرأة جزء هام من المجتمع ولها دور حاسم في تطور المجتمعات الانسانية أو تخلفها. وقد سعى الاستعمار الى استغلال المرأة، مرة للفساد وتارة لاستعبادها كيد عاملة رخيصة ، والغريب في الأمر ان كافة المستعمرين المستغلين للمرأة كانوا يرفعون شعار تحرير المراة والدفاع عن حقوقها عبر جرّها الى التخلي عن سترها وحجابها، كما دفعوا لها أدنى الأجور حينما رفعوا شعار ادخالها الى النشاطات الاجتماعية ومساواتها مع الرجل، فيما كانت الخطة هي الاستعباد والاستغلال.
ان المجتمعات الغربية هي مثال واضح على التعامل بقساوة مع المرأة، وقد ارتفعت نسبة الانتحار بين النساء في الجمتمعات الغربية قياسا مع الرجال، فبين عامي 2000 و 2016 ارتفعت نسبة الانتحار بين الرجال 21 بالمئة فيما ارتفعت بين النساء 50 بالمئة في الغرب وهذا يدل على العداء للمرأة وليس الدفاع عنها.
في اميركا تعتبر 47 بالمئة من النساء و30 بالمئة ممن هم فوق الـ 60 عاما من العمر معيلين لعوائلهم، ان أزمة "العائلة" تعصف باوروبا الغربية ايضا ففي فرنسا تعتبر 49 بالمئة من النساء وفي لوكسمبورغ 59 بالمئة من النساء، معيلات لعوائلهن.
وتفيد التقارير الرسمية ان في هذه المجتمعات تتعرض واحدة من كل 5 طالبات جامعيات الى اعتداء جنسي طوال الدراسة الجامعية وان اكثر من 90 بالمئة من الضحايا يكتمون ما تعرضوا اليه، وقد تحول العنف الجنسي الى معضلة اجتماعية في الغرب حيث تفيد الاحصائيات الرسمية ان فتاة واحدة من بين 4 فتيات وفتى واحد من بين 6 فتيان يتعرضون قبل بلوغ الـ 18 عاما من العمر الى استغلال جنسي وان 29/9 بالمئة من الاعتداءات الجنسية تحدث لمن هم بين 11 و17 عاما من العمر.
ويسعى الغرب المستعمر الى تطبيق هذا النموذج في باقي البلدان ومنهم العالم الثالث ، وتفيد تجارب المستعمرين الغربيين بانهم اذا استطاعوا جذب المراة في المجتمعات المستهدفة الى جانبهم فانهم سيحققون الكثير من اهدافهم.
سمو مكانة المرأة بعد انتصار الثورة الاسلامية
بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران تم الاهتمام بالشأن الانساني والمكأنة الانسانية للمرأة على العكس مما يريده الغرب للمرأة، فحصلت المرأة على فرص للتقدم والرقي لم تتوفر في تاريخ البلاد وتم الاهتمام بالتعليم وكما افادت احصائيات البنك العالمي فان نسبة الأمية بين النساء في ايران قد تراجعت من 60 بالمئة ابان انتصار الثورة الى اقل من 10 بالمئة في عام 2010 ، وحسب تقرير المجمع العالمي للاقتصاد، حصلت ايران على المرتبة الاولى عالميا في "العدالة في التعليم" بين الفتيات والفتيان.
وتوفرت الفرص اكثر من ذي قبل لدخول الفتيات الى الجامعات ومؤسسات التعليم العالي فارتفعت نسبة الفتيات في الطلاب الجامعيين من 25 بالمئة في السبعينيات الى اكثر من 50 بالمئة في عهد الثورة الاسلامية وعلى العموم فان نسبة الفتيات الايرانيات في الجامعات هي اكبر من الفتيان على الدوام الآن.
لقد وفرت الثورة الاسلامية الاجواء النقية الملائمة لتبوء المرأة مكانة اجتماعية مرموقة حسب قدراتها ومؤهلاتها في نطاق الشرع الاسلامي فبادرت النساء الى تأسيس مؤسسات كثيرة ثقافية وتربوية وخيرية وفي مجال خلق فرص العمل وحتى مجال الأبحاث والدراسات والآن هناك 2700 من هذه المؤسسات التي أسستها النساء وخاصة في القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية.
الرياضة
بعد انتصار الثورة الاسلامية تم العمل على توفير الاماكن المناسبة المخصصة لرياضة النساء حتى في أبعد مناطق البلاد، وتفيد الاحصائيات مثلا ان عدد الصالات الرياضية في القرى ارتفع من 5 صالات قبل انتصار الثورة الى 400 صالة الآن بالاضافة الى ملاعب العشب في العدد من القرى . وعدد الالعاب الرياضية المخصصة للنساء ارتفع من 7 العاب في عام 1979 الى 38 لعبة في عام 2004 والان فان العدد هو اكبر بكثير، كما ارتفع عدد المدربات الرياضيات من 9 مدربات فقط الى 35000 مدربة وعدد حكام المباريات من النساء من 7 أشخاص الى 16000 شخص. وارتفع عدد الصالات الرياضية المخصصة للنساء بمقدار 30 ضعفا لرياضات السباحة والعاب الصالة وغيرها وحصلت الكثير من النساء الايرانيات على ميداليات رياضية في بطولات دولية وعالمية.
الصحة والسلامة
شهد هذا القطاع قفزة تنموية بعد انتصار الثورة الاسلامية وارتفع مؤشر "الأمل في الحياة" بين النساء الايرانيات من 57/6 سنة الى 77/8 بالمئة ، وارتفعت نسبة الطبيبات الاخصائيات من 15 بالمئة الى 40 بالمئة والطبيبات من مستوى فوق التخصص، من 9 بالمئة الى 30 بالمئة ، ونسبة الطبيبات الاخصائيات في مجال طب النساء والانجاب من 16 بالمئة الى 98 بالمئة وتراجعت نسبة وفيات الامهات حين الولادة بنسبة 90 بالمئة.
السياسة والساحة الدولية
ان اهم مؤشرات المشاركة السياسية هو حق التصويت وحق التصدي للمسؤوليات السياسية وقد تقدمت المراة الايرانية كثيرا في هذين المجالين بعد انتصار الثورة الاسلامية وكانت مشاركتها اكبر نسبة من الرجال في الاستفتاءات والمسيرات والمظاهرات والانتخابات، وتسلمت العديد من المناصب التنفيذية وتواجدت في البرلمان والمجالس البلدية والقروية في حين كانت نسبة مشاركة المرأة الايرانية في الحكم قبل انتصار الثورة الاسلامية ضئيلا جدا.
الثقافة والفن
تغير فحوى ومفهوم الفن في عهد الثورة الاسلامية في ايران الى الفن الاخلاقي وانتجت الافلام والمسلسلات الراقية بمشاركة المرأة الفنانة الملتزمة بالشرع الاسلامي وهناك طيف واسع من الفتيات يدرسن الآن مختلف فروع الفنون في الجامعات ويقمن بخلق آلاف الآثار الفنية الراقية.
لقد اشارت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية في تقرير تحت عنوان "كاتبات القصص الايرانيات، نجمات ايران" الى التطور الباهر للكاتبات الايرانيات بعد انتصار الثورة الاسلامية واشارت الى تضاعف عدد الكاتبات الايرانيات بمقدار 13 ضعفا خلال عقد واحد من الزمن وبات عددهن مساويا لعدد الكتاب الايرانيين وقالت بان الثورة الاسلامية كانت نقطة عطف للمراة الايرانية.
وكان كل هذا التقدم والرقي في ظل الحجاب الاسلامي وهذه التجربة الفريدة تثبت بان الحجاب لا يشكل قيدا ومانعا امام التطور والرقي بل عاملا مساعدا لسمو الشأن وباتت الانظار متجهة نحو قدرات المراة وكرامتها الانسانية وليس شكلها الخارجي وهذا يشكل انموذجا لباقي المجتمعات، ولذا نجد اعداء ايران الذين يشنون حربا ناعمة ونفسية على المجتمع الايراني يستهدفون الحجاب من اجل قلب المفاهيم والاذهان.
ان حجاب المرأة خط احمر في نظام الجمهورية السلامية كما ان حفظ كرامتها وشخصيتها ايضا خط أحمر لا يمكن المساس به في هذا النظام الاسلامي.