يری خبراء ومراقبون ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الاسرائيلي يشكل أول انتصاراً للبنان وأول فرض إرادة عربية علی "اسرائيل" منذ 200 عام.
العالم – ما رأيكم
ويقول باحثون في الشؤون الدولية ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الاسرائيلي أول اتفاق في المنطقة يعقد لمصلحة طرفاً غير "اسرائيل".
ويعتقد باحثون في الشؤون الدولية ان حزب الله استطاع ان يرمي الكرة في ملعب الخلافات التي ما اعتدنا يوماً عليها، حيث كانت كل الاتفاقات الصهيونية مع دول الطوق وخاصة مصر والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية والتطبيع كلهم في نفس السياق.
ويضيف باحثون في الشؤون الدولية ان هناك خلافاً عميقاً بين حكومة لابيد وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو فهو يقول ان لابيد خضع لإملاءات السيد حسن نصرالله وهذا أمر يجب النظر بالمعنی الاستراتيجي فالكيان الاسرائيلي بدأ يذعن لحركة المقاومة.
ويؤكد باحثون في الشؤون الدولية انه منذ 200 عام لم يكن للعرب والمسلمين هذه القوة من فرض الارادة وتحصيل الحقوق والعقاب العادل في مواجهة عدو لطال ما تعود ان يملي شروطه علی الدول العربية والدول الاسلامية وحتی علی دول العالم لاسيما الكونغرس الاميركي.
ويوضح باحثون في الشؤون الدولية ان المرحلة الحالية مفصلية واستراتيجية ولاتبتعد كثيراً عن الصراع الاقليمي والصراع الدولي حيث ان الناتو والولايات المتحدة والكيان الصهيوني وادواتهم في حالة تراجع وقوة محور المقاومة والقوی الاخری كالصين وروسيا والجمهورية الاسلامية تنتصر بشكل متدرج بحيث العالم الذي سيصبح متعدد الاقطاب يشهد تنازل اميركي فيما يتعلق بلبنان فهاهي تقول اهلاً وسهلاً بلبنان وليستخرج الغاز وأصبحوا هم يتحدثون مع شركات كتوتال وشركات اخری ويطمئنون لبنان اننا سنحافظ علی حقوقهم ويروي البعض ان الاسرائيلين قالوا للمبعوث الاميركي أموس هوكستين ان هذا، سيكون انتصاراً لحزب الله فأجابهم وان یكن! وهذه أول مرة يعترف الاميركي بانتصار لحزب الله.
ويعتبر خبراء بالشؤون الاسرائيلية ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الاسرائيلي هو انتصار لمعركة الارادات حصل دون الحاجة الی استخدام السلاح.
ويشير خبراء بالشؤون الاسرائيلية الی تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن القوس الصعودي للكيان الاسرائيلي والقوس النزولي، فالقوس الصعودي هو الذي بدأ 48 ثم 56 ثم 76 وصولاً الی 82 لكن ما بعد هذا العام، بدأ القوس النزولي للكيان انطلاقاً من لبنان تمثل في تحريرالـ85 وتحرير الـ2000 وما سبقه من معارك وانتصارات للمقاومة أسست لتحرير وانتصار الـ2000 ثم محطة جديدة في هذا المسار الانحداري وهي حرب الـ2006 وأيضاً معادلات الردع التي ارساها حزب الله مابعد هذا العام وصولاً الی هذه المحطة التي نحن فيها.
ويؤكد خبراء بالشأن الاسرائيلي ان لبنان امام محطة تأسيسية سيكون لها تداعيات ورسائل، تسببت لحدوث ظاهرة في "اسرائيل" وهي ان من يعارض الاتفاق يعارضه بجنون ومن يؤيده يؤيد بقلق.
ويضيف خبراء بالشأن الاسرائيلي ان من يعارض الاتفاق بجنون يدرك المخاطر الاستراتيجية له غير موضوع الغاز، لذلك قال احدهم حتی اذا وافقنا علی مضمون الاتفاق يجب ان لايكون بهذا الشكل والذي يتمثل بتسليط سيف حزب الله علی رقابنا فهذا بحد ذاته انكسار وهزيمة لاسرائيل وسينظر العالم وتحديداً فلسطين له بأنه انتصاراً لحزب الله. المشكلة تكمن في ان كل انتصار لحزب الله ينتج انتفاضات للفلسطينيين فانتصار عام 2000 انتج انتفاضة الاقصی وقبله ايضاً تسبب في انتفاضة الـ87.
ويتابع خبراء بالشأن الاسرائيلي ان سبب قلق مؤيدي هذا الاتفاق ان "اسرائيل" ذهبت لهذا الاتفاق وهي مرغمة ومن يقول ان الذهاب الی الاتفاق نتيجته ستكون رابح رابح ايضاً ما معناه انه يقر بأنتصار لبنان في هذا الاتفاق.
ويؤكد خبراء بالشأن الاسرائيلي ان ما حصل في هذا الاتفاق، لاينحصر في الانتصار للبنان، بل بانتصار لبنان علی يد المقاومة، لأن اعداء لبنان استخدموا كل جهدهم السياسي والاعلامي والاقتصادي ليحولوا المقاومة الی عبئ علی لبنان واذا بها تتحول الی منقذ لبنان، فلم تحقق أهدافهم، بل انقلبت أهدافهم رأساً علی عقب.
ويقول خبراء بالشأن الاسرائيلي ان هذا الاتفاق، يشكل مشكلة كبيرة للعدو الاسرائيلي لأنه انتصاراً جديداً للبنان وهو انتصار لمعركة الارادات ولكن هذه المرة من دون استخدام السلاح.