الوحدة الاسلامية في كلام علماء الشيعة و السنة

قيم هذا المقال
(6 صوت)

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (آل عمران 103)

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الحجرات 10)

 

 

1 - موقف علماء مذاهب أهل السنة حول التعبد بالمذهب الإمامي و الوحدة الاسلامیة

 

الشیخ عبد المجید سلیم رئیس لجنة الفتوی بالأزهر الشریف

لقد أدرکنا فی الأزهر علی أیام طلبنا للعلم ، عهد الانقسام و التعصب للمذاهب و لکن الله أراد أن نحیا حتی نشهد زوال هذا العهد ، و تطهر الأزهر من أوبائه و اوضاره ... فإذا کان الله قد برأ المسلمین من هذه النعرة المذهبیة التي کانت تسیطر علیهم إلی عهد قریب في أمر الفقه الإسلامي، فأنا لنرجوا أن یزیل ما بقي بین طوائف المسلمین من فرقة و نزاع في الأمور التي یقوم علیها برهان قاطع مفید العلم، حتّی یعودوا کما کانوا أمة واحدة، و یسلکون سبیل سلفهم الصالح في التفرغ لما فیه عزتهم و بذلک السعي و الوسع فیما یعلی شانهم، و الله الهادی إلی سواء السبیل و هو حسبنا و نعم الوکیل.

 

الشیخ محمود شلتوت شیخ الأزهر الشریف

إن الإسلام لا یوجب علی أحد من اتباعه اتباع مذهب معین، بل نقول، إنّ لکل مسلم الحقّ في أن یقلد بادئ ذی بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحیحاً ، و المدونة أحکامها في کتبها الخاصة، و لمن قلّد مذهباً من هذه المذاهب أن ینتقل إلی غیره- أی مذهب کان- و لا حرج علیه في شيء من ذلک.

إن المذهب الجعفریة المعروف بمذهب الشیعة الإمامیة الاثنا عشریة مذهب یجوز التعبد به شرعاً کسائر مذاهب أهل السنة، فینبغي للمسملین أن یعرفوا ذلک، و أن یتخلصوا من العصبیة بغیر الحق لمذاهب معینة، فما کان دین الله و ما کانت شریعته بتابعة لمذهب، أو مقصورة علی مذهب، فالکل مجتهدون مقبولون عند الله تعالی، یجوز لمن لیس أهلاً للنظر و الإجتهاد تقدلیدهم و العمل بما یقررونه في فقههم، و لا فرق في ذلک بین العبادات و المعاملات.

 

الشیخ جاد الحق علي جاد الحق شیخ الأزهر الشریف

والأزهر ینکر علی هؤلاء- الذین یجاهدون في غیر عدو- صفتهم، فلیس للمسلم الشیعي أن یطلب إلی المسلم السني ترک مذهبه الشافعي أو الحنفي أو المالکي أو الحنبلي، لیتابعه علی المذهب الشیعي، و لیس للسني - أیضا- ذلک الصنیع، و ما دام الکل من المسلمین فعلیهم أن یکونوا إخوة و أن یعملوا علی نشر الإسلام بین غیر المسلمین، و یکفوا عن توسیع شقة الخلاف و الفرقة بین صفوف الامة و عن اتخاذ المذاهب الإسلامیة الفقهیة مذاهب سیاسیة للدول، فإن المسلمین الأوائل لم یفعلوا ذلک، لأنه یتناقض مع قوله تعالي: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ.

 

الدکتور الشیخ محمد سید طنطاوي شیخ الأزهر الشریف

قال فی جواب هذا السؤال: « هل یجوز أن تعتبر المذاهب التی لیست من الاسلام السنی جزء من الاسلام الحقیقی؟ او بمعنی آخر هل کل من یتبع و یمارس أی واحد من المذاهب الاسلامیة ـ یعنی المذاهب السنیة الأربع ، و المذهب الظاهری، و المذهب الجعفری، و المذهب الزیدی، و المذهب الاباضی ـ یجوز أن یعد مسلماً؟

قال: «الإسلام الحقیقي عرفّه الرسول- صلی الله علیه و سلم- بقوله کما جاء في الصحیحین من الحدیث جبریل علیه السلام: (أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله، و تقیم الصلاة، و تؤتي الزکاة، و تصوم رمضان، و تحج البیت ان استطعت الیه سبیلا)

 

الدکتور الشیخ علي جمعةمفتي جمهوریة مصر العربیة

...و هذه المذاهب الثمانیة هی: المالکیة، و الحنفیة، و الحنابلة، و الشافعیة، و هی التی یطلق علیها مذاهب أهل السنة ، و الجعفریة، و الزیدیة، و الاباضیة، و الظاهریة، و هی التی یطلق علیها المذاهب غیر السنة.

و إذا نظرنا إلی هذه المذاهب فی فقهها و أصول فقهها رأینا أن الخلاف بینها إنما هو فی نطاق المضمون، و لم یقع بینها خلاف فی المقطوع به الذی یکفر منکره، و الحمد لله رب العالمین.

و علی ذلک فإنه من یتبع أي واحد من المذاهب الإسلامیة أو یمارس في حیاته شیئاً منها فهو مسلم صحیح الإسلام، و هذا یتفق مع أمر الله و الرسول صلی الله علیه و سلم لنا بأن نعتصم بحبل الله و أن نکون أمة واحدة و ألّا نختلف فتختلف قلوبنا.

و دعا أخیراً إلی التعبد علی المذهب الشیعی لإعجابه بتطور الفکر الشیعی العقائدی واصفاً إیاه بفقه الواقع و مشیداً بمدی تطور الطائفة الشیعیة.

و فی إطار التقریب بین المذهبین السنی و الشیعی حث د. علی جمعة الجماهیر علی التعبد وفقاً لهذا المذهب مذکراً إیاهم بفتوی الشیخ محمود شلتوت شیخ الأزهر فی نهایة الخمسینات من القرن الماضی، و أنه لا غضاضة فی الأخذ بتقدمهم و تطورهم و اللحاق بهم حضاریاً.

و وصف من یهاجمون المذهب الشیعی و یخرجون بالخلافات، بالعمالة و الخیانة و العمل وفق أجندة خارجیة.

 

الشیخ أحمد الطیب شیخ الأزهر الشریف

قال فی حوار حسب ما جاء فی موقع «قدس انلاین»: «إننا لم نعد عربا بثقافة عربیة ولا مسلمین بثقافة إسلامیة خاصة أن بعض الأفکار التافهة تتخطفنا.

ولفت الشیخ الطیب الى أنه « یُخطط لفتنة الیوم یراد لها ان تنبعث فی بلاد أهل الاسلام فی وقت نحتاج فیه الى وحدة الأمة الاسلامیة لکل دولها.

وأضاف «هذا هو المهم والضروری الذی نحتاجه وبدونه لا نستطیع ان نرفع رؤوسنا فی یوم من الأیام.

ورفض الشیخ الطیب ان یکون هناک فضائیات تحکم بکفر المسلمین الشیعة.

وأضاف: هذا غیر مقبول ولا نجد له مبرراً لا من کتاب ولا سنة ولا اسلام.

وتابع بالقول : نحن نصلی وراء الشیعة فلا یوجد عند الشیعة قرآن آخر کما تطلق الشائعات والا ما ترک المستشرقون هذا الأمر فهذا بالنسبة لهم رصید ثمین،

ورداً على سؤال، رأى الشیخ الازهر انه « لا یوجد خلاف بین السنی والشیعی یخرجه من الاسلام انما هی عملیة استغلال سیاسی لهذه الخلافات»، معلنا انه « سیزور النجف اذا ذهب الى العراق». وقال «الازهر واجبه الأول العمل على وحدة الأمة الاسلامیة وکذلک توحید المسلمین على رؤیة مع اختلاف الاجتهاد»، مبدیا استعداده « لزیارة أی مکان أجمع فیه المسلمین مع بعضهم والنجف بصفة خاصة». ولفت الى أنه قال للوفد العراقی الذی زاره مؤخراً « سآتیکم وأنا أب للسنة والشیعة.

 

الشیخ أحمد کفتارو المفتي العام للجمهوریة العربیة السوریة سابقاً

إن قصر فقه الإسلام علی القرآن أوا السنة فقط هو تقصیر في حق الإسلام و مواکبته لشؤون الإنسان المسلم و جعله ضیق الأفق محدود الهدف قاصراً عن شؤون الحیاة و متطلبات أبنائها، و المقرر أنه حیثما وجدت المصلحة فثم وجه الله، و أن المذاهب الفقهیة إنما وجدت لأجل تفعیل تلک المصلحة في المجتمع و تحقیقها و إن اختلفت وجهات نظرها في الفروع الفقهیة فإنها تبقی تدور في فلک الأصول و الثوابت.

...لذلک لا یجوز القول فی غیر الإطار السابق بحق المذاهب الأخری من غیر المذاهب الأربعة، و أنها من الإسلام، و فقهها محترم مصان.

 

الشیخ أحمد بن حمد الخلیلي المفتي العام لسلطنة عمان

إن الإسلام دین یتمثل في المعتقدات الحقّة التي تنطوي علیها إجمالا الشهادتان، شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله صلی الله علیه و سلم، و یجسدها تطبیق الإسلام في الحیاة العلمیة بإقام الصلاة و إیتاء الزکاة و صوم رمضان و حج بیت الله الحرام، فکل من أتی بالشهادتین و لم ینقضهما بإنکار ما علم من الدین بالضرورة فإنه یعد مسلما...

 

الشیخ الدکتور محمد الحبیب ابن الخوجة الامین العام لمجمع الفقه الإسلامي

المسلمون أمة واحدة یؤمنون بإله واحد، کتابهم المنزل إلیهم القرآن، قبلتهم واحدة، و اصول دینهم خمسة: الشهادة، و الصلاة و الزکاة و الصوم و الحج. و من أخذ بهذه الأصول و التزمها فهو مؤمن مهما کان مذهبه، و لیست المذاهب في واقع الأمر إلّا إجتهاداً في فهم نصوص الکتاب و السنة التی هي مصادر هذا الدین، و إن تمایزت طرقها في ذلک، إو اختلف أئمتها في التفسیر و التأویل، و الاصول و القواعد و الترجیح بین الأقوال في عدد من المسائل.

 

الشیخ سعید عبد الحفیظ الحجاوي المفتي العام للمملکتة الأردنیة الهاشمیة

..اما الجعفریة فانهم یؤمنون بارکان الإیمان، و یحترمون ارکان الإسلام، و یلتقون مع بقیة المذاهب في معظم الفروع، قد تلقی أئمة السنة عن أئمة الشیعة کما تلقی أئمة الشیعه عن أئمة السنة مما یؤکد انهم مسلمة واحدة. و اذا کان هناک من اختلافات یسعی بعض الناس علی تعمیقها فانها تتعلق بأمور تاریخیة، ما احرانا في هذه الایام ان نتجاوزها و نحقق وحدة الأمة، و نقوي من تکاتفها في وجه ما تتعرض له من تحدیات.

 

الشیخ محمد بن اسماعیل المنصور و الشیخ حمود بن عباس ابن عبدالله المؤید

قالا فی جواب هذا السؤال : « هل یجوز أن تعتبر المذاهب التی لیست من الاسلام السنی جزءا من الاسلام الحقیقی ـ و المراد بالاسلام السنی المذاهب الاربعة ـ و الظاهری و الجعفری و الزیدی و الاباضی، فهل یعد المتبع لأحدها مسلماً؟

فقالا : «إن المذاهب المسماة سنیة و هذه المذاهب ایضا کلها تشملها کلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، و تنطوي تحت رایة القرءان الکریم و أحکامه و أحکام ما صح لنا من سنة سید المرسلین علیه و آله الصلاة و التسلیم، انطواء الکون الحادث علی النجوم و الشمس و القمر، و انطواء الزمن علی اللیل و النهار.

 

الدكتور حامد حنفی داود الأستاذ فی جامعة عین الشمس، القاهرة

مضى ثلاثة عشر قرناً من حیاة التاریخ الإسلامی كان أنصاف العلماء خلالها یصدرون أحكامهم على الشیعة مشبوبة بعواطفهم وأهوائهم ، وكان هذا النهج السقیم سبباً فی إحداث هذه الفجوة بین الفرق الإسلامیة ، ومن ثم خسر العلم الشیء الكثیر من معارف أعلام هذه الفرقة.

 

الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود الباحث الشهیر و الأستاذ فی جامعة الاسکندریة ، مصر

إن فی عقیدتی أن الشیعة هم واجهة الإسلام الصحیحة ، ومرآته الصافیة ، ومن أراد أن ینظر إلى الإسلام علیه أن ینظر إلیه من خلال عقائد الشیعة ومن خلال أعمالهم ، والتاریخ خیر شاهد على ما قدَّمه الشیعة من الخدمات الكبیرة فی میادین الدفاع عن العقیدة الإسلامیة .

 

الشیخ أحمد حسن الباقوري وزیر الأوقاف جمهوریة مصر العربیة سابقاً

قضية السنة والشيعة، هي في نظرى قضية إيمان وعلم معاً. فإذا رأينا أن نحل مشكلاتها على ضوء من صدق الايمان وسعة العلم فلن تستعصي علينا عقدة، ولن يقف أمامنا عائق. أما إذا تركنا - للمعرفة القاصرة واليقين الواهي - أمر النظر في هذه القضية، والبت في مصيرها فلن يقع إلا الشر. وهذا الشر الواقع إذا جاز له أن ينتمي إلى نسب، أو يعتمد على سبب فليبحث عن كل نسب في الدنيا، وعن كل سبب في الحياة، إلا نسباً إلى الايمان الصحيح، أو سبباً إلى المعرفة المنزهة

 

مجلس مجمع الفقه الاسلامی الدولی المنبثق عن منظمة المؤتمر الاسلامی المنعقد فی دورته السابعة عشره بعمان ( المملکة الاردنیة الهاشمیة) حزیران (یونیو) ۲۰۰۶م. قرر ما یأتی:

إننا ندعو إلی نبذ الخلاف بین المسلمین و إلی توحید کلمتهم ، و موافقهم، و إلی التأکید علی احترام بعضهم لبعض، و إلی تعزیز التضامن بین شعوبهم و دولهم، و إلی تقویة روابط الأخوة النی تجمعهم علی التحابّ فی الله و ألا یترکو مجالاً للفتنة و للتدخل بینهم. فالله سبحانه و تعالی یقول: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . الحجرات: ۱۰

 

 

2 - موقف علماء مذهب الامامیة تجاه المذاهب الاخری

 

آیةالله العظمی الإمام الخمیني (قدس سره)

نحن و المسلمین من أهل السنة کیان واحد. نحن کیان واحد لأننا مسلمون و إخوة. إذا قال أحد کلاما یفرّقنا، فاعلموا أنه إما جاهل أو هو ممن یعمدون إلی بث الخلاف بین صفوف المسلمین. إن مسألة الشیعة و السنة لیست مطروحة بأي حال. نحن کلنا إخوة.. (صحیفة الإمام، المجلد 6، ص 95)

... نحن کلنا إخوة و کلنا في صف واحد. إلا أن علماءکم قد أفتوا بشيء و أنتم قلّدتم علماءکم، فأصبحتم أنتم حنفیین، کما أن جماعة أخری عملوا بفتوی الشافعي [فأصبحوا شافعیین]، و جماعة أخری عملوا بفتوی سیدنا الصادق فأصبحوا شیعة. هذه [الأمور] لاتسبب الخلاف. لاینبغي لنا أن یکون بیننا خلاف أو تضادّ. کلنا إخوة. علی الإخوة من الشیعة و السنة أن یجتنبوا أي خلاف فیما بینهم. إن الخلاف فیما بیننا لایخدم الیوم إلا مصالح أولئک الذین لایؤمنون بالمذهب الشیعي و لا بالمذهب الحنفي أو غیره من المذاهب. إنهم لایریدون وجودا لهذا و لا لذلک. و یرون أن السبیل هو أن یثیروا الخلاف بیننا و بینکم. علینا أن ننتبه إلی حقیقة أننا کلنا مسلمون، و کلنا أهل القرآن و أهل التوحید، و أن علینا أن نعمل جاهدین و نخدم القرآن و التوحید.». (صحیفة الإمام، المجلد 13، ص 54)

 

قائد الثورة الإسلامیة آیة الله العظمی السید علي الحسیني الخامنئي (مد ظلّه العالی)

الفرق الإسلامیة بأسرها تعتبر جزءً من الأمة الإسلامیة و تتمتع بإمتیازات الإسلامیة. و ایجاد الفرقة فیما بین الطوائف الإسلامیة یعدّ خلافاً لتعالیم القرآن الکریم و سنة النبي الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم، کما و یؤدي إلی إضعاف المسلمین و إعطاء الذریعة بأیدي اعداء الإسلام و لذلک لا یجوز هذا الأمر قط.

و أصدر الإمام الخامنه ای فتوی حرم بموجبها الإساءة لزوج النبی الأکرم السیدة عایشة أو النیل من الرموز الاسلامیة لأهل السنة و الجماعة. فقال فی جواب استفتاء حول هذا الموضوع:

« یحرم النیل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوج النبی بما یخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع علی نساء الأنبیاء و خصوصاً سیدهم الرسول الأعظم..»

إن الخط الأحمر ـ من وجهة نظر نظام الحکم الإسلامي و وجهة نظرنا ـ یتمثل في الإساءة إلی مقدسات بعضنا. أولئک الذین یسیئون إلی مقدسات بعضهم، من السنة و الشیعة، سواء بسبب الجهل أو الغفلة، أو ـ أحیانا ـ بدافع العصبیات العمیاء غیر المبرّرة؛ لایدرکون أنهم بذلک ماذا یفعلون. هؤلاء هم الذین یشکلون خیر وسیلة للعدو، و خیر أداة بیده. هذا هو الخط الأحمر.

أنتم من هذا الجانب کونوا علی وعي و حذر. اعلموا أن إثارة عواطف الإخوة من أهل السنة عمل خاطئ و آثم جدا. اعتبروا هذا کمبدأ. هناک نقطة مختلف علیها. الترکیز علی هذه النقطة، و إضرام نار العصبیات حول هذه النقاط المختلف علیها، هو نفس الشيء الذي تسعی إلیه الیوم الأجهزة الاستخباراتیة الأمریکیة و الإسرائیلیة. هذا هو ما یریده هؤلاء.

 

آیة الله العظمی السید علي السیستاني (دام ظلّه)

فی جواب هذا السؤال: هل یعتبر کل من شهد الشهادتین، و صلی باتجاه القبلة، و اتبع أحد المذاهب الثملنیة و هی : ( الحنفی، الشافعی، المالکی، الحنبلی، الجعفری، الزیدی، الاباضی و الظاهری) مسلماً، یحرم دمه و عرضه و مالة؟

قال: کل من یتشهد الشهادتین و لم یظهر منه ما ینافي ذلک، و لم ینصب العداء لاهل البیت علیهم السلام فهو مسلم

و أجابت لجنة الإستفتاء فی مکتب سماحته نفس السؤال بأن « أهل السنة عند الشیعة مسلمون تجری علیهم جمیع الاحکام الاسلامیة، فیجوز التناکح معهم و یرثون من الشیعة کما یرث الشیعة منهم. و دماؤهم و أموالهم و أعراضهم محترمة ما عدا النواصب و الخوارج، ومن الکذب البیّن أن ینسب إلی الشیعة تکفیر أهل بدر و بیعة الرضوان و المؤمنین من المهاجرین و الأنصار و أئمة المذاهب أو أتباعهم.

 

آیة الله العظمی السید محمد سعید الحکیم(دام ظلّه)

یکفي في إنطباق عنوان الإسلام علی الانسان الاقرار بالشهادتین و الفرائض الضروریة في الدین کالصلاة و غیرها و بذلک تترتب علیه أحکام الإسلام من حرمة المال و الدم و غیرها.»

و أجاب مکتب سماحته أیضاً :« لیس من رأی الشیعة تکفیر الصحابة، بل ولا عامة المسلمین، علی اختلاف طوائفهم، و ذلک یبتنی علی حقیقة الاسلام و تحدید أرکانه عندهم. و یعرف ذلک من أحادیثهم عن أئمتهم علیهم السلام و من فتاوی علمائهم و تصریحاتهم.

 

الشهید السید محمد باقر الحکیم (قدس سره)

قال الشهید السید محمد باقر الحکیم: «و کان هذا النوع من سلوک ظاهرة فریدة في تاریخ هذه الجماعة الصالحة ( یعنی الشیعة) منذ الصدر الأول للاسلام، کما عرفناه في موقف الإمام علي علیه السلام من الخلفاء الراشدین، حیث کان یعتقد ـ علی أقل تقدیر ـ أنه أحق بالخلافة منهم کما صرح بذلک فی خطبته المعروفة بالشقشقیة و غیرها من الموارد. و لکن مع ذلک التزم بهذا الخط السیاسی الذی تحدث عنه فی مثل قوله : لقد علمتم أنی أحق الناس بها من غیری و والله لأسلّمنّ ما سلمَت أمور المسلمین و لم یکن فیها جور إلّا علیّ خاصة، التماساً لأجر ذلک و فضله ، و زهداً فیما تنافستموه من زخرفه و زبرجه» ، مضافاً إلی ذلک نجد الإمام علیاً علیه السلام ینسجم مع حرکة الخلفاء السیاسیة العامة، و یقدم النصح و المشورة و التأیید لهم من أجل المصالح الإسلامیة العامة.

 

آیة الله العظمی الشیخ محمد فاضل اللنکراني (قدس سره)

قال فی السؤال عن المذاهب الاسلامیة من فرق أهل السنة الأربعة و الزیدیة و الظاهریة و الاباضیة و غیرهم من الذین یؤمنون بأصول دین الاسلام الحنیف: «هذه الفرق تعتبر اسلامیة إلّا إذا کانت تنکر إحدی الضروریات للدین الحنیف، أو لا سمح الله تهین أو تسيء إلی الأئمة الاطهار علیهم السلام.

 

آیة الله العظمی الشیخ بشیر النجفی (دام ظله)

کل من یقرّ بالتوحید و یعتقد بنبوة محمد بن عبد الله صلی الله علیه و آله و سلم و أن رسالة خاتمة النبوات و الرسالات الإلهیة و بالمعاد و لا یرفض شیئاً مما علم و ثبت أنه من الإسلام فهو مسلم تشتمله الأحکام الإسلامیة و هو محقون الدم و العرض و المال و یجب علی المسلمین جمیعا الدفاع عنه و عن ماله و عن عرضه و الله العالم.

 

آیة الله العظمی الشیخ لطف الله الصافي الکلبایکاني (دام ظله)

من واجب المسلمین أن یُبرزو للعالم الوجه الحقیقي للإسلام الذي هو دین الرحمة و المحبة. علی الجمیع أن یعملوا ـ في صف واحد ـ لخدمة الإسلام العزیز و هدایة الناس في کل أرجاء المعمورة، و یُفشلوا، في ظل وحدتهم و تضامنهم، مخططات أعداء القرآن الخیانیة، و یعملوا بواجباتهم الإسلامیة.

 

آیة الله العظمی الشیخ ناصر مکارم الشیرازي (دام ظله)

لقد قلنا مرارا أن تحقیق الوحدة بین المسلمین و التقریب بین المذاهب الإسلامیة من أهم الأمور في زماننا المعاصر و في الظروف الراهنة خاصة. لذلک، لایجوز شرعا أي إساءة إلی مقدسات الآخرین. علی المسلمین ـ سواء أکانوا من الشیعة أو من أهل السنة ـ أن یکونوا علی حذر حتی لایقعوا في شرک أعداء الإسلام، من خلال إثارة فتنة مذهبیة. إن العملیات الانتحاریة التي تؤدي إلی ِإراقة دماء الأبریاء، تعدّ من أکبر الکبائر و تشکل مصداقا بارزا للفساد في الأرض، و تسبّب الخلود في نار الجحیم، کما أنها تحوّل وجه الإسلام، الذي هو دین الرحمة و الرأفة، إلی وجه عنیف مرفوض. نسأل الله تعالی أن یهدی جمیع الخاطئین و الضالّین.

 

آیة الله العظمی السید عبدالکریم الموسوي الأردبیلي (دام ظله)

.. کیف یمکن للشخص أن یتبع نبي الرحمة (صلوات الله علیه و آله) و یسمي نفسه مسلما، ثم لایراعي حرمة دماء الآخرین و أعراضهم و أموالهم. أولئک الذین یظنون في أنفسهم أنهم یدافعون عن الإسلام من خلال إراقة الدماء و ممارسة العنف، هم أناس غـُرّر بهم فتحولوا إلی أداة لخدمة أطماع أعداء الأمة الإسلامیة. إن حصول الفرقة و الشقاق بین المسلمین في عالمنا المعاصر، لایُفقدهم المجد و العظمة و الأمن و الاستقرار فحسب، و إنما یحط ّ من منزلة الإسلام في عیون شعوب العالم. و یجب علی أتباع أهل البیت (علیهم السلام) أن یحرصوا ـ أکثر من سائر إخوتهم المسلمین ـ علی هذا الأمر المهم. إننا نفتخر بتسمیتنا بأتباع الأمام علي بن أبيطالب (علیه السلام). و حقیقة التشیع هي السیر في الدرب الذي سلکه هذا الإمام و القائد لأهل الإیمان. حیث کان (علیه السلام) لایجیز الوقیعة في الآخرین و الإساءة إلیهم، و ینهی عن الکلام البذيء. کما أن هذا الرجل الذي کان رمز العدالة، بذل جهودا حثیثة من أجل مصالح الإسلام و المسلمین، و تحمّلَ لوم اللائمین في سبیل إصلاح ذات بین المسلمین و إزالة التناحر و الخلاف و الدعوة إلی الوحدة و الإخاء فیما بینهم. و في هذا العصر المليء بالفتن و الاضطرابات، نأمل من عموم المسلمین ـ و من أتباع مدرسة أهل البیت (علیهم السلام) بوجه خاص ـ أن یرجّحوا مصالح الأمة علی النزاعات الطائفیة، و أن یجعلوا التعالیم الوحیانیة و الإرشادات النبویة علی رأس قائمة أعمالهم. نرجو من الله تعالی أن یعید کید أعداء الإسلام إلی نحورهم.

 

آیت الله العظمی الشیخ جعفر السبحانی (دام ظلة)

...فعلی المسلمین جمیعاً أن یقتدوا بکتاب الله و یوحدوا الصفوف و یجتنبوا عن کلّ ما یفرّقهم و یشتّتهم و خاصة في هذه الأیام التي اتفقت فیها قوی الکفر و الإستکبار علی تفتیتهم و تفریقهم و إراقة دماء بعضهم بید بعض، بغیة تحقیق مآربهم الشیطانیة في الهیمنة علی البلدان الإسلامیة، و نهب خیراتها، و توفیر الأمن للکیان الصهیوني الجاثم علی صدر فلسطین الحبیبة و القدس الشریف.

...وکلّ ذلک یلزمنا أن نحترم مشاعر الآخرین و إعتقاداتهم و لا نقابلهم بشيء ممّا یسبّب التّفرق و یورث العداوة و البغضاء، و علی ذلک کانت سیرة السلف الصالح الذین عاشوا متآلفین و متحابین.

إن تهمة سبّ الصحابة التی ألصقت بالشیعة إنّما هي تهمة باطلة، و هم براء منها، و هم یقتدون في نظرتهم إلی الصحابة و في موقفهم منهم بالإمام الطاهر علی بن الحسین (علیه السلام) الذي کان یدعوا الله سبحانه بقوله: «...اللّهمّ و أصحاب محمّد خاصّةً، الذین أحسنوا الصحابة، و الذین أبلوا البلاء الحسن في نصره، و کانفوه، و أسرعوا إلی وفادته، و سابقوا إلی دعوته..». (الصحیفة السجادیة: الصلاة علی مصدقی الرسل.)

 

آیة الله العظمی السید محمد علي العلوي الجرجاني (دام ظله)

قال الله تعالی: یا أیها الذین آمنوا ادخلوا في السلم کافة، و لاتتبعوا خطوات الشیطان، إنه لکم عدو مبین. لقد کانت رسالة الإسلام، علی مرّ جمیع العصور، قائمة علی أساس المنطق و الحوار و اجتناب أي إساءة أو توجیه التهمة و البهتان. فإن الله تعالی یقول: ادفع بالتي هي أحسن. و یقول: ولاتسبوا الذین یدعون من دون الله فیسبوا الله عدوا بغیر علم. في الظروف الراهنة، التي أصبح فیها أعداء أصل الإسلام و کلمة الله یخططون للنیل من جمیع الرسالات السماویة و إقامة حکم الشیطان في العالم، لایجوز الإصرار علی نقاط الخلاف و تصعید أجواء العداء و من ثـَمّ السیر في اتجاه لایستفید منه إلا الاستکبار العالمي و الصهیونیة الدولیة. و کما أن مختلف الطوائف و الفرق الإسلامیة اعتادت في الماضي أن تتعایش مع بعضها تعایشا سلمیا محترما، مع احتفاظ کل منها بتفکیرها الخاص بها، و أن النقاشات المنطقیة فیما بینها کانت مقتصرة علی جلسات البحث و الحوار؛ علیها أن تبقی الیوم أیضا في تعایش سلمي مع بعضها، و أن یتوحد الجمیع في مواجهة العدو المشترک. أما الذي تقوم به الجماعات التکفیریة متذرعة بذرائع شتی لمعاداة سائر الطوائف و الطائفة الشیعیة بوجه خاص، حیث یقومون بقتل و اغتیال المسلمین في باکستان و أفغانستان و العراق و سوریا و أندونیسیا و غیرها من مناطق العالم، فهذا عمل مدان. إذ أن عملهم هذا إنما یسرّ و یریّح قوی الاستکبار العالمي، لإنهم یتحرکون في خانة هذه القوی، فیتخذون الصهاینة أولیاء لهم و یعملون ضد الشیعة بالتنسیق مع هؤلاء، و ذلک خلافا للنص القرآني الصریح الذي یؤکد: لاتتخذوا الکافرین أولیاء. نرجو من الله أن یجنّب مجتمع المسلمین من الفرقة و الخلاف و العداء.

 

آیة الله مظاهري (دام ظله)

...لایجوز ـ عقلا و شرعا ـ تصعید الخلافات، من قبل أي شخص أو جماعة کان. کما لایجوز إثارة العواطف المذهبیة سیما الإساءة إلی مقدسات و معتقدات المسلمین و بث الفرقة بین صفوف أتباع نبي الإسلام العظیم (صلی الله علیه و آله و سلم). کما أن الأعمال التخریبیة و الانتحاریة التي تقوم به الجماعات التکفیریة المتحجرة، و التي تؤدي إلی قتل المسلمین الأبریاء، هي أعمال لاإنسانیة مشینة تؤلم قلب کل إنسان متحرر. و لاشک أن هذا القبیل من الأعمال ـ کلها ـ هو مما یریده و یرغب فیه أعداء الإسلام و المسلمین...

 

آیة الله السید یوسف المدني التبریزي :

إن الإسلام لایجیز الإساءة إلی أي من الدیانات، و إلی المذاهب الإسلامیة بوجه خاص. و کل عمل یؤدي إلی إثارة الخلاف و الشقاق بین الأمة الإسلامیة و یلحق بالمسلمین خسائر و أضرارا في أموالهم و أرواحهم، فإنه عمل حرام و مخالف للشرع.

إن العملیات الانتحاریة و عملیات القتل و المجازر التي تنفـَّذ ضد المسلمین في مختلف الدول، تؤلم قلب صاحب الشریعة کما تؤلم قلب أي إنسان متحرر. کما أنها لاتتفق بأي حال مع الدین الإسلامي الذي هو دین الرأفة و الرحمة، و في نفس الوقت تشوه وجه الإسلام علی صعید العالم. نرجو من الله تعالی أن یصون و یحفظ المسلمین من شر الظالمین و الفاسدین.

 

و من العلماء القدماء :

 

الشهید الأول محمد بن مکي العاملي

قال: و یستحب حضور جماعة العامة کالخاصة، بل أفضل، فقد روي من صلی معهم في الصف الأول کمن صلی خلف رسول الله صلی الله علیه و آله.

 

و المیرزا القمي

قال: یستحبّ حضور جماعة أهل الخلاف استحباباً مؤکّداً للأخبار الکثیره.

و السید الطباطبائی الیزدی

قال: إذا حج المخالف ثم استبصر لا یجب علیه الإعادة، بشرط أن یکون صحیحأ في مذهبه و إن لم یکن صحیحاً في مذهبنا من غیر فرق بین الفرق، لإطلاق الأخبار.

 

 

3 - معيار الإسلام و الكفر عند فقهاء أهل السنة

 

الشیخ جاد الحق علي جاد الحق شیخ الأزهر الشریف

هذا هو القرآن و هذه هي السنة، کلهما أمر بأن النزاع في أمر من أمور الدین یجب أن یرد إلی الله و رسوله، وإن من یتولی الفصل و بیان الحکم هم العلماء بالکتاب و السنة، فلیس لمسلم أن یحکم بالکفر أو الفسق علی مسلم، و هو لا یعلم ما هو الکفر و لا ما یصیر به المسلم مرتداً کافراً بالإسلام، أو عاصیاً مفارقاً لأوامر الله، إذ الإسلام عقیدة و شریعة، له علماؤه الذین تخصصوا في علومه تنفیذاً لأمرالله و رسوله فالتدین للمسلمین جمیعاً، و لکن الدین و بیان أحکامه و حلاله و حرامه لأهل الاختصاص به و هم العلماء قضاء من الله و رسوله..

 

الدکتور الشیخ محمد سید طنطاويشیخ الأزهر الشریف

قال فی جواب هذا السؤال : ما هی حدود التکفیر فی یومنا هذا؟ و هل یجوز لمسلم أن یکفر الذین یمارسون أی واحد من المذاهب الاسلامیة التقلیدیة أو من یتبع العقیدة الأشعریة؟ و فضلاً عن ذلک هل یجوز أن یکفر الذین یسلکون الطریقة الصوفیة الحقیقیة؟

قال : لایجوز أن ینسب أحد إلی الکفر اولئک المؤمنین الذین ینتسبون إلی أی واحد من المذاهب الاسلامیة التی اتفقت جمیعها علی وجوب إخلاص العبادة لله تعالی و علی وجوب الایمان بملائکته و کتبه و رسله و الیوم الاخر، و علی وجوب اداء العبادات التی کلّفنا الخالق ـ عز و جل ـ بها کالصلاة و الزکاة و الصیام و الحج لمن استطاع الیه سبیلاً، و علی وجوب التحلی بمکارم الاخلاق کالصدق، و أداء الأمانة، و العفاف، و الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر...

و لقد حذر النبی صلی الله علیه و سلم تحذیراً شدیداً من نسبة الکفر إلی المسلم، ففی الصحیحین عن ابن عمر: إذا قال الرجل لأخیه یا کافر فقد باء بها أحدهما، فإن کان کما قال و إلا رجعت علیه.

 

الشیخ أحمد کفتارو المفتي العام للجمهوریة العربیة السوریة سابقاً

...لا یجوز تکفیر أحد من أهل القبلة متی نطق بالشهادتین فإن ذلک یعصم ماله و دمه... قال العلماء : لو نطق الانسان بکلمة لها تسعة و تسعون وجهاً للکفر و وجه واحد للایمان نقبل منه الایمان و نترک ما یکفره.

 

الشیخ سعید عبد الحفیظ الحجاوي المفتي العام للمملکة الأردنیة الهاشمیة

ان التکفیر أمر خطیر لما یترتب علیه من استحلال دم المسلم، و ماله، و هدر کرامته فی الدنیا، و یتعدی ذلک إلی الدار الأخرة بأنه مخلد فی النار، فیجب الاحتراز من التکفیر ما وجد إلیه سبیلاً، فإن استباحة الدماء و الأموال من المصلین إلی القبلة المصرحین بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، و الخطأ فی ترک الف کافر فی الحیاة أهون من الخطأ فی سفک محجمة من دم مسلم.

 

الشیخ عبدالله بن بیه نائب الرئیس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمین

...فإنّی أعتبر الجماعات المشارإلیها في السؤالین (أی الأشعریة و الصوفیة) من المسلمین الذي تحرم دماؤهم و أن ما یقع أحیانا في کتب بعض المراجع لهذه الجماعات من أقوال أو آراء تخالف ما علیه جماهیر الأمة، تبقی هذه الأقوال خاصة بصاحبها. لأن الردة قضیة شخصیة و للنقول التي نقلناها، و لتجنب فتنة ستحرق الأخضر و الیابس، و تصیب القائم والجالس أعاذناالله من الفتن فاننا لا نری تکفیر أیة طائفة بعمومها و إطلاقها.

 

الشیخ عبدالله بن محمد الهرريخادم علم الحدیث النبوي الشریف و الشیخ حسام بن مصطفی قراقیرهرئیس جمعیة المشاریع الخیریة الإسلامیة

إن کل من انتسب للإسلام من المذهب و الفرق الإسلامیة ممن یشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمّداً رسول الله و لم یصدر منه ما یعارض الشریعة الإسلامیة الغراء، و لم ینقض ما أجمع علیه علماء الإسلام مما علم من الدین بالضرورة فهو مسلم، لا یجوز تکفیره، و لا اعتباره خارجا من ملة الإسلام، و دمه و ماله و عرضه حرام.

الدکتور مظفر شاهینرئیس المجلس الأعلی للشؤون الدینیة الترکیة

إن أيّ إنسان قد آمن بوجود الله و وحدانیته و صدق و آمن برسوله النبي الأمي خاتم الأنبیاء و آمن بالیوم الآخر، یعتبر مسلماً مبدئیاً ما لم تکن ظواهر أحواله تقتضي کفره...

لیس هناک أي اختلاف و تفاوت بین المذاهب المذکورة في موضوع قبول و تصدیق المبادئ الأساسیة الإسلامیة. فأما وجود آراء مختلفة حول تفسیر و إیضاح بعض المبادئ و الأحکام للدین وضع یعتبر من جملة الثروة الفکریة للمجتمع الإسلامي فضلاً عن کونه سبباً لعدّ أصحابنا و سالکیها خارجین عن دائرة الإسلام. وعلی هذا، یمکن القول بأن کل شخص یقلد أیّا من المذاهب المذکورة یعتبر مصدقاً بکل الأصول الاعتقادیة و المبادئ الأساسیة الإسلامیة.

 

الشیخ إبراهیم بن محمد الوزیررئیس المرکز الإسلامي للدراسات و البحوث- صنعاء

إن هذه المذاهب المذکورة المذاهب الأربعة: المذهب الشافعي و المالکي، و الحنفي، و الحنبلي، و الزیدی، و الإباضي، و الظاهري، کلها مذاهب إسلامیة معتبرة، و أي مسلم تابع لأي واحد من هذه المذاهب، یجب أن یعتبر و یعدّ مسلماً، و لا یحق لأحد أن یعتبره أو یعدّه خارجاً عن الإسلام.

 

الشیخ محمد بن اسماعیل المنصور و الشیخ حمود بن عباس ابن عبدالله المؤید

لایجوز شرعاً و لا عقلاً أن یکفر مسلم مسلماً مطلقا، و أین نحن من قول الرسول الکریم صلی الله علیه و آله و سلم لأسامة : کیف بلا إله إلا الله ...

 

مجلس مجمع الفقه الاسلامی الدولی المنبثق عن منظمة المؤتمر الاسلامی

المنعقد فی دورته السابعة عشره بعمان ( المملکة الاردنیة الهاشمیة) حزیران (یونیو) ۲۰۰۶م. قرر ما یأتی:

.. إن کل من یتبع أحد المذاهب الأربعة من إهل السنة و الجماعة ( الحنفی، و المالکی، و الشافعی، و الحنبلی) و المذهب الجعفری، و المذهب الزیدی، و المذهب الظاهری، هو مسلم ، و لا یجوز تکفیره. و یحرم دمه و عرضه و ماله.

بيان صادر عن المؤتمر الاسلامي الدولي الذي عقد في عمّان، عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية، تحت عنوان (حقيقة الاسلام ودوره في المجتمع المعاصر)‌، في المدة 27-29 جمادي الاولي 1426 5-/4-6 تموز (يوليو) 2005 م.

اننا ، نحن الموقعين أدناه، نعرب عن توافقنا علي ما يرد تالياً، وإقرارنا به :

1. إن كل من يتبع احد المذاهب الاربعة من اهل السنة والجماعة (الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي) والمذهب الجعفري، والمذهب الزيدي، والمذهب الاباضي، والمذهب الظاهري، فهو مسلم ولا يجوز تكفيره. ويحرم دمه وعرضه وماله. وأيضاً، ووفقاً لما جاء في فتوی فضيلة شيخ الازهر، لا يجوز تكفير أصحاب العقيدة الاشعرية، ومن يمارس التصوف الحقيقي. وكذلك لا يجوز تكفير اصحاب الفكر السلفي الصحيح.

كما لا يجوز تكفير أي فئة أخری من المسلمين تؤمن بالله سبحانه وتعالی وبرسوله (ص) وأركان الايمان، وتحترم أركان الاسلام، ولا تنكر معلوماً من الدين بالضروره.

2. ان ما يجمع بين المذاهب اكثر بكثر مما بينها من الاختلاف. فاصحاب المذاهب الثمانيه متفقون علی المبادیء الاساسية للاسلام. فكلهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالی، واحداً أحداً، وبأن القرآن الكريم كلام الله المنزل، وبسيدنا محمد عليه الصلاه والسلام نبيا ورسولا للبشريه كافة. وكلهم متفقون علی أركان الاسلام الخمسة : الشهادتين، والصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وعلی اركان الايمان : الايمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. واختلاف العلماء من اتباع المذاهب هو اختلاف في الفروع وليس في الاصول، وهو رحمة. وقديما قيل ان اختلاف العلماء في الرأي امر جيد.

3. إن الاعتراف بالمذاهب في الاسلام يعني الالتزام بمنهجية معينة في الفتاوی : فلا يجوز لاحد ان يتصدي للافتاء دون مؤهلات شخصية معينه يحددها كل مذهب، ولا يجوز الافتاء دون التقيد بمنهجية المذاهب، ولا يجوز لأحد ان يدعي الاجتهاد ويستحدث مذهباً جديداً أو يقدم فتاوی مرفوضة تخرج المسلمين عن قواعد الشريعه وثوابتها وما استقر من مذاهبها.

4. إن لب موضوع رساله عمان التي صدرت في ليلة القدر المباركه من عام 1425 للهجرة وقرئت في مسجد الهاشمين، هو الالتزام بالمذاهب وبمنهجيتها ؛ فالاعتراف بالمذاهب والتاكيد علی الحوار والالتقاء بينها هو الذي يضمن الاعتدال والوسطية، والتسامح والرحمه، ومحاوره الآخرين.

5. إننا ندعو إلی نبذ الخلاف بين المسلمين وإلی توحيد كلمتهم، ومواقفهم، وإلی التأكيد علی احترام بعضهم لبعض، وإلی تعزيز التضامن بين شعوبهم ودولهم، وإلی تقوية روابط الاخوة التي تجمعهم علی التحاب في الله وألا يتركوا مجالا للفتنة وللتدخل بينهم. فالله سبحانه يقول : (إنّما المؤمنون إخوه فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) (الحجرات : 10)

والحمد لله وحده. وقد ذُيلت الفتوی بتواقيع 199 عالماً من جميع بقاع العالم الاسلامي

 

الحوار بين أتباع المذاهب الاسلاميه

إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمه التعاون الإسلامي المنعقد في دورته الحاديه والعشرين بمدينه الرياض (المملكه العربيه السعوديه) من 15 إلی 19 محرم 1435 هـ، الموافق 18 -22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 م ،

بعد اطلاعه علی البحوث الوارده الي المجمع بخصوص موضوع الحوار بين أتباع المذاهب الاسلاميه، وبعد استماعه إلی الأبحاث المعده في الموضوع والمناقشات التي دارت حوله، قرر ما يأتي :

1. التأكيد علی قرارات المجمع السابقه، وخصوصا القرار رقم 98 (1/11) بشأن (الوحده الاسلاميه)، والقرار رقم 152 (1/17) بشأن (الإسلام والأمه الواحده، والمذاهب العقديه والفقهية ولتربويه).

2. الحوار بين أتباع المذاهب الاسلاميه هو : تبادل الآراء حول موضوع معين بين أطراف بعيدا عن التعصب للوصول إلی مفاهيم مشتركه أو متقاربه أو متعايشه.

3. الحوار ضروره اجتماعيه لاستمرار الحياه واستقامتها، وهو بين أتباع المله الواحده أكثر ضروره وإلحاحا في عالم تكثر فيه التكتلات والأحلاف.

4. للحوار آداب ينبغي التحلي بها وأهمها : الإخلاص، احترام المخالف، ونبذ التعصب، والبعد عن قصد الظهور والغلبه، واختيار أفضل أساليب الإقناع، والجدال بالحسني.

5. للحوار أصول تضبط مساره وتضمن نجاحه، وأهمها :

أ‌. الاتفاق علی مرجعيه واضحه وهي أصول الاستدلال المتفق عليها بين علماء الأمه، والتأكيد علی الالتزام بها.

ب‌. تحديد محل الوفاق ومحل الخلاف، وجعل المتفق عليه أساسا لبحث المختلف فيه، ضمانا لبقاء التعايش، واحترام كل من الأطراف رأي الآخر، ما لم يكن مصادما لصريح الكتاب والسنه وما أجمع عليه علماء الأمه.

ت‌. محل الحوار هي المسائل الاجتهاديه الظنيه، وأما المسائل القطعيه فليست محلا للحوار إلا من جهه التواصي عليها وكيفيه تطبيقها.

6. اعتماد الخطه التي أعدتها أمانه مجمع الفقه الاسلامي الدولي، تنفيذاً لما ورد في البرنامج العشري، حول هذا المووضع والذي صدر بقرار من مؤتمر القمه الاستثنائي الثالث الذي عقد في مكه المكرمه بدعوه من خادم الحرم الشريفين يومي 5 و 6 ذوالقعده 1326 هـ ، الموافق 7 و 8 ديسمبر 2005م . وقد اعتمد هذه الخطه التي رفعت لمنظمه التعاون الاسلامي واعتمدها أئمه المذاهب الذين دعوا لذلك بتاريخ 28 يوليو 2008 م ، بدعوه من أمين عام المنظمه، وتوزيعها علی الجهات المعنيه الواردة في الخطة.

ويوصي المجمع بما يلي :

1. التأكيد علی‌ وجوب احترام أمهات المؤمنين والصحابه وآل البيت من جميع أتباع المذاهب الإسلامية، وعدم الإساءة لهم وانتقاصهم بطعن أو تجريح.

2. تحريم تكفير أي فئه من المسلمين تؤمن بالله ورسوله صلي الله عليه وسلم، وتؤمن بأركان الإسلام وأركان الإيمان، ولا تنكر معلوما من الدين بالضروره.

3. حرمه دماء المسلمين باختلاف طوائفهم، وتحريم الاقتتال بينهم مطلقا.

4. منع الدعوه المنظمه للمذهب المخالف بين المذاهب الأخری لما يؤدي اليه من الفتنه وتفريق الصف وبث الفرقه وإثاره الضغائن والأحقاد.

5. تعميم التوصيات السابقه علی الدول الأعضاء من أجل تضمينها في مناهج التعليم، ووسائل الإعلام، وتبنيها في المواقف السياسيه المختلفه.

6. عقد المجمع ندوات وملتقيات تهدف الی‌ تعميق الحوار بين أتباع المذاهب الاسلاميه، وإزاله العوائق التي تمنع ذلك، والتأكيد علی الثوابت والقيم المشتركة، ونشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال. ولله التوفيق

 

4 - معيار الإسلام و الكفر عند فقهاء الامامیة

 

المحقق الحلي

قال المحقق الحلي في مبحث تغسیل المیت: «..و کلّ مظهر لشهادتین، و إن لم یکن معتقداً للحق، یجوز تغسیله، عدا الخوارج و الغلاة.

و قال في کتاب الحدود، في مسائل المرتد: «...التاسعة کلمة الإسلام: أن یقول: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمّداً رسول الله. و إن قال مع ذلک: و أبرأ من کل دین غیر الإسلام کان تأکیداً، و یکفی الإقتصار علی الأول.

و قال في فصل الصلاة علی المیت: «الأول: من یصلّی علیه، و هو کلّ من کان مظهراً للشهادتین، أو طفلاً له ست سنین ممن له حکم الإسلام و یتساوی في ذلک الذکر و الأنثی.

و قال في عدد النجاسات: العاشر: الکافر و ضابطه کلّ من خرج عن الإسلام، أو من انتحله و جهد ما یعلم من الدین ضرورة، کالخوارج و الغلاة.

 

یحیی بن سعید الحلي

قال یحیی بن سعید الحلي: و المسلمون یتوارثون و إن اختلفوا في آراء». و قال: و یصح وقف المسلم علی المسلمین و هم من شهد الشهادتین، و من کان بحکمهم من أطفالهم.

 

الشیخ الطوسي

قال الشیخ الطوسي: «الذباحة لا یجوز أن یتولاها غیر المسلمین، و من المسلمین لا یتولاها إلا أهل الحق، فإن تولاها غیر أهل الحق و یکون ممن لا یعرف بعداوة آل محمد (عليهم السلام)، لم يكن بأس بأكل ذبيحته، و إن کان ممن ینصب لهم العداوة و الشنئان لم یجز أکل ذبیحته.» و هذا الکلام یعطي إباحة أکل ذبیحة المخالف إذا لم یکن ناصبیاً.

 

الشیخ الحر العاملي

قال الشیخ الحر العاملي: «روي: أنّ من أقرّ بالشهادتین عصم دمه و ماله إلّا بحقّ و جازت مناکحته و موارثته.

 

آیة الله العظمی وحید الخراساني (دام ظله)

کل من شهد بوحدانیة الله تعالی و رسالة خاتم الأنبیاء (صلی الله علیه و آله و سلم) فهو مسلم، و یحرم دمه و عرضه و ماله، کدم و عرض و مال المسلم الذي یتبع المذهب الجعفري. و إنه من واجبکم الشرعي أن تتعاملوا بالحسنی مع کل من یدلي بالشهادتین، و إن کان هذا الشخص من جانبه یعتبرکم کفارا. و إذا عاملکم هؤلاء بما ینافي الحق، فإنکم یجب ألا تحیدوا عن الصراط المستقیم و طریق الحق و العدل. إذا مرض أحد منهم فإذهبوا لتعودوه، و إذا أدرکته الوفاة فاحضروا في جنازته، و إذا کانت عنده حاجة إلیکم، فاقضوا حاجته. و استسلموا لحکم الله تعالی حیث قال: ولایجرمنکم شنآن قوم ألاتعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوی. و اعملوا بما أمرکم الله تعالی حیث قال: ولاتقولوا لمن ألقی إلیکم السلام لست مؤمنا.

 

آیة الله العظمی الشیخ لطف الله الصافي الکلبایکاني (دام ظله)

" کل من شهد بوحدانیة الله تعالی و رسالة خاتم الأنبیاء محمد بن عبدالله ـ صلی الله علیه و آله و سلم ـ فهو مسلم، و یحرم دمه و عرضه و ماله. و لایجوز لأحد أن یسيء إلی مقدساته الدینیة. و إن العملیات الانتحاریة و إراقة دماء المسلمین تـُعدّ من کبائر الذنوب."

 

آیت الله العظمی الشیخ جعفر السبحانی (دام ظلة)

إن ظاهرة التکفیر ظاهرة سیئة، فالمسلمون کلهم یعبدون الله وحده و یعتقدون برسالة الرسول الخاتم و یوم القیامة، و کفی ذلک ممّا لا یوافق مذهب إمام من أئمة المسلمین. و ها هو الإمام الاشعري حینما حضره الموت جمع تلامیذه و قال أشهدوا علی أنّني لا أکفّر أحداً من أهل القبلة بذنب، لأنّي رأیتهم کلّهم یشیرون إلی معبود واحد و الإسلام یشملهم ویعمّهم.

 

-------------------------------

مصادر الأقوال:

۱- مجلة رسالة الإسلام الصادرة عن دار التقریب بین المذاهب الاسلامیة فی القاهرة التی طبعت أخیراً فی ایران فی ۱۵ مجلداً.

۲- التعددیة المذهبیة فی الإسلام و آراء العلماء فیها، السید جلال الدین میر آقائی

۳- دور أهل البیت (ع) فی بناء الکتلة الصالحة، السید محمد باقر الحکیم

۴- نهج البلاغة، خطب و کلمات الامام علی بن ابی طالب ع

۵- الصحیفة السجادیة، أدعیة الامام علی بن الحسین السجاد ع

۶- صحیفه امام خمینی (قدس سره)

۷- شرایع الإسلام ، المحقق الحلی

۸- غنائم الأیام فی مسائل الحلال و الحرام، المیرزا القمی

۹- عروة الوثقی، السید محمد کاظم الطباطبائی.

10- مواقع اینترنت للمراجع العظام

قراءة 8822 مرة