أولوية العدالة في مرحلة الظهور

قيم هذا المقال
(0 صوت)
أولوية العدالة في مرحلة الظهور

قد يبدو للوهلة الأولى أن تطهير الأرض من الظلم والمعاصي والقضاء على الطواغيت والظلمة أمراً غير ممكن، وكأن أهل الأرض قد ألفوا الظلم والمعاصي، وأن المظلومين لا نصير ولا صوت لهم. وليس من السهل نصرة الحق. وكأن العالم قد اعتاد على الوجود المشؤوم للظلم حتى أن البشرية لا تذكر لنا مرحلة تاريخية كانت الأرض فيها خالية من الظلم.

من جهة أخرى فإن حكمة الله تعالى قد اقتضت أن تجري حياة الإنسان على أساس الفطرة الموهوبة له من الله تعالى والتي ينتج عنها إرادة العدالة ورفض الظلم.

وأما الظلم فيتحول نحو الفناء مع ظهور الإمام المهدي (عج) ويترك مكانه للعدل، وتحل العدالة الاجتماعية ارجاء المعمورة حيث تكون مرحلة الظهور مرحلة اثمار جهد وسعي الأنبياء والأولياء فيتذوق الناس طعم العدالة العذب.

لقد توجه الإمام (عج) بعد ولادته بالدعاء قائلاً: "... اللهم انجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي، وأملأ  الأرض لي عدلاً وقسطاً"[1].

لم يتم التأكيد في الأحاديث التي تتناول ظهور الإمام (عج) على مسائل التوحيد ومواجهة الشرك والكفر الاعتقادي كما تم التأكيد على ايجاد العدالة واجرائها، والسبب في ذلك حاجة المجتمع البشري الكبير للعدالة.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "إذا قام القائم (عج) حكم بالعدل وارتفع الجور في أيامه وآمنت به السبيل وأخرجت الأرض بركاتها وَرُدَّ كل حق إلى أهله"[2].

يقول الإمام الحسين (عليه السلام): "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزَّ وجلَّ ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً كذلك سمعت رسول الله يقول"[3].
 
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "أما والله ليُدْخلن [القائم] عليهم عدالة جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر"[4].

ويقول الإمام الرضا (عليه السلام): "فإذا خرج وضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحدٌ أحداً"[5].

حسين الهي نجاد - مبلغان

[1] اكمال الدين واتمام النعمة، ج2، ص428؛ بحار الأنوار، ج51، ص13.
[2] بحار الأنوار، ج52، ص338؛ الارشاد، ص334.
[3] اكمال الدين واتمام النعمة، ج1، ص318.
[4] الغيبة للنعماني، ص159؛ اثبات الهداة، ج3، ص544؛ بحار الأنوار، ج52، ص362.
[5] كمال الدين، ص372؛ بحار الأنوار، ج52، ص321.

قراءة 2961 مرة