الإمام الهادي (عليه السلام) في مواجهة التيارات المنحرفة

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الإمام الهادي (عليه السلام) في مواجهة التيارات المنحرفة

مواجهة الغلاة
كان يعيش في زمن الإمام الهادي (عليه السلام) مجموعة من الغلاة الذين كانوا يتصفون بالافراط حول الأئمة المعصومين (عليهم السلام) حيث كانوا يرفعونهم إلى مستوى الألوهية مما سبب ضلال بعض الأشخاص. وهنا عمل الإمام (عليه السلام) على مواجهة هذه الحالة فوضع حداً فاصلاً بين الافراط والتفريط، وحذر اتباع أهل البيت (عليهم السلام) من الانحراف والوقوع في فخ الأفكار المنحرفة. ومن أبرز الشخصيات التي عرفت بانحرافها الفكري والتي واجهها الإمام (عليه السلام): علي بن حسكة القمي، قاسم اليقطيني، حسن بن محمد القمي، محمد بن نصير وفارس بن حاتم القزويني. أما الأساليب التي اتبعها الإمام (عليه السلام) في مواجهتهم:

ألف ـ الأقوال والرسائل
يقول أحد أصحاب الإمام (عليه السلام): كتب بعض أصحابنا إلى أبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك يا سيدي إن علي بن حسكة يدعي أنه من أوليائك وإنك أنت الأول القديم، وإنه بابك ونبيك أمرته أن يدعو إلى ذلك...

قال: فكتب (عليه السلام): كذب ابن حسكة عليه لعنة الله وبحسبك أني لا أعرفه في موالي ماله لعنه الله، فوالله ما بعث الله محمداً والأنبياء من قبله إلا بالحنيفية والصلاة والزكاة والحج والصيام والولاية، وما دعا محمد (صلى الله عليه وآله) إلا إلى الله وحده لا شريك له. وكذلك نحن الأوصياء من ولده عبيد الله لا نشرك به شيئاً إن أطعناه وإن عصيناه عذبنا، مالنا على الله من حجة بل الحجة لله علينا وعلى جميع خلقه، أبرأ إلى الله ممن يقول ذلك ...[1].

ب ـ الاجراءات العملية
كان فارس بن حاتم القزويني بداية من أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام) المقربين ثم خرج بعد ذلك عن طريق الدين والإمامة واظهار عقائد منحرفة ساهمت في انحراف الناس عن الحق. كان يُعرف بين الناس بأنه ممثل الإمام (عليه السلام)، لذلك كان يجمع الأموال والحقوق منهم ثم يصرفها بما يخالف مصالح الدين. أما أسباب سقوطه فهو حُبّ الدنيا والمال والمناصب. وكان فارس مفرطاً في دعوة الناس إلى الباطل وتفريق الشيعة حتى أن الإمام (عليه السلام) أصدر حكم ارتداده. يقول الإمام (عليه السلام) في حكمه: "هذا فارس ـ لعنه الله ـ يعمل في قبلي فتاناً داعياً إلى البدعة، ودمه هدر لكل من قتله، فمن هذا الذي يريحني منه يقتله وأنا ضامن له على الله الجنة[2]. بعد مدة أمر الإمام (عليه السلام) أحد أصحابه الشجعان ويدعى الجنيد باجراء الحكم فقام باعدام فارس[3].
  
الإمام الهادي (عليه السلام) والواقفية
الواقفية مجموعة منحرفة أخذت على عاتقها مواجهة الأئمة المعصومين. كان أفراد هذه المجموعة يعتقدون بأن الإمام الكاظم (عليه السلام) حي، وهو الإمام الأخير والمهدي الموعود. أما الإمام الهادي (عليه السلام) فكان قاطعاً في مواجهة الواقفية. كتب أحد أصحاب الإمام (عليه السلام) إليه يسأله عن الواقفية وإن كان يجوز لعنهم أثناء القنوت في الصلاة، فكتب الإمام (عليه السلام) إليه: "نعم، أقنت عليهم في صلاتك (4)
 
عبد الكريم باك نيا

[1] المصدر نفسه، ج25، ص 317؛ رجال الكشي، ص518.
[2] معجم رجال الحديث، ج14، ص259.
[3] المصدر نفسه، 260؛ بحار الأنوار، ج50، ص205.
[4] بحار الأنوار، ج82، ص203؛ رجال الكشي، ص391.

قراءة 1673 مرة