المبعث أکبر عید للبشریة
نبارک لکم جمیعًا أیّها الحضّار الأعزّاء، الإخوة والأخوات، وضیوفنا الأعزّاء سفراء البلدان الإسلامیّة، الحاضرین فی هذا المجلس، وکذلک أبناء شعب إیران الّذی أثبت تمسّکه برسالة بعثة النبیّ ونجاحه فی الامتحانات الکبرى والعسیرة على هذا الطّریق، أبارک لکم جمیعًا ذکرى بعثة نبیّ الإسلام المکرّم الذی هو فی الواقع أکبر عید للبشریّة.
کذلک أبارک هذا الیوم العظیم لجمیع الشّعوب المسلمة، وللعالم الإسلامیّ، ولکلّ مسلمٍ یعیش فی أیّ بقعةٍ من العالم، وکذلک لجمیع أحرار هذا العالم. أولئک الذین یستشعرون بعمق رسالة الحریّة والعدالة والإنسانیّة وکرامة الإنسان ویفرحون لها.
البعثة میثاق الفطرة واستثارة العقول
إخوانی وأخواتی الأعزّاء! فی ما یتعلق ببعثة النبیّ یجب تناول مجموعة من الکلمات والمقولات. ما هو ضروریٌّ الیوم، بالنسبة لنا کشعبٍ وعالم إسلامیّ، ویجب الالتفات إلیه هو نقطتان أو ثلاثة أساسیّة: الأولى، هی تلک النقطة التی أشار إلیها أمیر المؤمنین(ع) فی خطبةٍ له فی نهج البلاغة وهی أنّ سبب بعثة النبیّ والأنبیاء العظام الإلهیّین هو: "لیستأدوهم میثاق فطرته ویذکّروهم منسیّ نعمته ... ویثیروا لهم دفائن العقول". فأشار إلى ضرورة إرجاع البشر إلى الفطرة الإنسانیّة، وأصل الخلقة المتلازمة مع الشّرف والکرامة؛ ویذکّرونهم تلک النّعم الإلهیّة التی نُسیت، ویبعثون ما دُفن من العقول من جدید. " ویثیروا لهم دفائن العقول".
حل المشاکل بالعقل والفکر
إنّ البشر وببرکة العقل یمکنهم أن یدرکوا رسالة الأنبیاء؛ فلا یخشون المشاکل والصّعاب على طریق الأنبیاء النّورانیّ ویتمکّنون من عبورها. تستطیع البشریّة ببرکة العقل والفکر أن تستفید من مفاهیم القرآن بصورةٍ صحیحة. فلو أنّ المجتمع الإسلامیّ التزم بهذا البرنامج والتّعالیم فأعمل قوّة الفکر والعقل وجعل هذا الأمر رائجًا وعامًّا، فإنّ مشکلات البشریّة الأساسیّة سوف تُحلّ، کما ستُحلّ المشاکل الأساسیة للمجتمع الإسلامیّ.
انقاذ المسلمین بفهم القرآن
انظروا الیوم، ترون کیف یجری ذلک النّهج الظّالم باسم الإسلام فی إحدى مناطق العالم ضدّ الأبریاء. فمن أجل الإسلام تُرتکب المجازر بحقّ المسلمین. فی أحد مناطق أفریقیا، وفی دولة أخرى یتمّ قتل الإنسان لأنّه مسلمٌ ویتمّ الاعتداء علیه وظلمه. وفی بقعةٍ أخرى، یجری خطف بنات النّاس باسم الإسلام. وکلّ ذلک لأجل أنّ هؤلاء لم یدرکوا حقیقة رسالة الإسلام للمسلمین. نحن المسلمون یجب أن نفهم القرآن والإسلام جیّدًا ونصل إلى رسالات وتعالیم نبیّ الإسلام بمیزان عقلنا وبمعونة وهدایة الفکر البشریّ والإسلامیّ. عندما نغفل عن رسالة الإسلام حیث یقول القرآن الکریم: ﴿یا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾[الفرقان، 30]، عندما نهجر القرآن، ولا ننظر بصورةٍ صحیحةٍ إلى مفاهیمه، ولا ندرک مجموع المفاهیم القرآنیة التی تشکّل منظومةً کاملةً لحیاة الإنسان، سنزلّ ولن تتمکّن قوّتنا العقلیّة من الإدراک الصّحیح للمفاهیم القرآنیّة.
المَبعَث النبویّ الشریف فی کلام الإمام الخامِنئی
نشرت في
آراء و مقالات دينية