في الرّابع من شعبان المعظّم أشرق الكونُ بمولد قمر بني هاشم

قيم هذا المقال
(0 صوت)
في الرّابع من شعبان المعظّم أشرق الكونُ بمولد قمر بني هاشم

في مثل هذا اليوم الرابع من شهر شعبان المكرّم تمرّ ذكرى ولادة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) الملقّب بقمر بني هاشم، الذي بمولده أشرَقَ الكونُ وبزغ نورُه من أفق المجد العلويّ، مرتضعاً ثدي البسالة ومتربّياً في حجر الخلافة، وضربت فيه الإمامة بعرقٍ نابض فترعرع ومزج روح الشهامة والإباء والنزوع عن الدنيا.
تاريخ ولادته (عليه السلام): لا يخفى أنّ ولادة أبي الفضل العبّاس(عليه السّلام) -على المشهور وذلك حسب بعض الكتب التاريخيّة- كانت في المدينة المنوّرة، وبتاريخ اليوم الرابع من شهر شعبان المعظّم سنة ستّ وعشرين هجريّة (على مهاجرها آلاف التحية والسّلام).
وعلى هذا فإنّ قمر بني هاشم أبا الفضل العبّاس(عليه السّلام) تلا في ولادته ولادة أخيه الإمام الحسين من حيث اليوم والشهر بيوم واحد وفي نفس الشهر، ومن حيث السنين والأعوام بثلاثٍ وعشرين سنة.
بشـرى الولادة: أبو الفضل العبّاس(عليه السلام) كان أوّل مولودٍ زكيّ للسيّدة أمّ البنين، وقد ازدهرت يثرب وأشرقت الدنيا بولادته، وسرت موجاتٌ من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة العلويّة، فقد وُلد قمرُهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره، وأضاف إلى الهاشميّين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عاطراً.
وحينما بُشِّر الإمامُ أمير المؤمنين(عليه السلام) بهذا المولود المبارك سارع إلى الدار فتناوله، وأوسعه تقبيلاً، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعيّة، فأذّن في أُذنه اليُمنى وأقام في اليسرى، لقد كان أوّل صوتٍ اخترق سمعه هو صوتُ أبيه رائد الإيمان والتقوى في الأرض، وأنشودة ذلك الصوت «الله أكبر...» «لا إله إلّا الله».
وفي اليوم السابع من ولادة أبي الفضل(عليه السلام)، قام الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) بحلق شعره، والتصدّق بوزنه ذهباً أو فضّة على المساكين وعقّ عنه بكبش، كما فعل ذلك مع أخوَيْه الحسن والحسين(عليهما السلام) عملاً بالسنّة النبويّة الإِسلاميّة.
تسميته: سمّى الإِمامُ أميرُ المؤمنين(عليه السلام) وليدَه المبارك بـ(العبّاس)، وقد استشفّ من وراء الغيب أنّه سيكون بطلاً من أبطال الإِسلام، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل، ومنطلق البسماتِ في وجه الخير، وكان كما تنبّأ فقد كان عبوساً في ميادين الحروب التي أثارتها القوى المعادية لأهل البيت(عليهم السلام)، فقد دمّر كتائبها وجندل أبطالها، وخيّم الموت على جميع قطعات الجيش في يوم كربلاء.
ملامحه: أمّا ملامحه فقد كان صورةً بارعة من صور الجمال، وقد لُقّب بقمر بني هاشم لروعة بهائه، وجمال طلعته، وكان متكامل الجسم قد بدت عليه آثارُ البطولة والشجاعة، ووصفه الرواةُ بأنّه كان وسيماً جميلاً، يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان في الأرض.

قراءة 1961 مرة