ثلاث قصائد في ميلاد الاقمار الشعبانية

قيم هذا المقال
(0 صوت)
ثلاث قصائد في ميلاد الاقمار الشعبانية

ثلاث قصائد للكاتب الاعلامي حميد حلمي البغدادي، الاولى في ذكرى ميلاد سيد الشهداء والثانية الثانية في ذكرى ميلاد الامام زين العابدين والثالثة بمناسبة ذكرى ميلاد أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (سلام الله عليهم اجمعين)

القصيدة الاولى تحت عنوان (خلُدَ الحسينُ مدى الزمان مجاهدا).. في ذكرى ميلاد سيد الشهداء الإمام الغيور سيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب (سلام الله عليهما).

خلُدَ الحسينُ مدى الزمان مجاهدا

سجدَتْ لِنورِ أبي الفِداءِ الأنجُمُ
والشمسُ صلّتْ والبُدُورُ تُسلِّمُ
فلقد تضوّعَ بيتُ أحمدَ زاهراً
بشذا الحسينِ مُطهَّراً يتبَّسمُ

(١)

واستبشرَ الهادي البشيرُ محمدُ
والمرتضى الكرارُ ذِكْرٌ يَحمَدُ
والطُهرَةُ الزهراءُ شكراً تسجُدُ
بوليدِ حيدرَ ثائراً يتبرعَمُ

(٢)

وتعطَّرَ البيتُ الشريفُ بثَغْرهِ
سبطاً سيفتخرُ الزمانُ بذكرهِ
أعظمْ بذُخرِ المُصطفى وبِصبرهِ
يومَ الشدائدِ حينما يتحزّمُ

(٣)

وُلِد الحبيبُ أخو الحبيبِ الأوّلِ
وأخو الإباءِ المستنيرِ الأنبلِ
وأخو المخدّرةِ التي لم تنكُلِ
في يومِ عاشوراء خَطْباً يُلهِمُ

(٤)

وُلدَ الإمامُ المستفيضُ درايةً
وأبو الكرامِ المُستحِثُّ صلابةً
فخرُ الحسينِ بأن يدومَ علامةً
في كلِّ ملحمةٍ بها نتقدّمُ

(٥)

خلُدَ الحسينُ مدى الزمانِ مجاهدا
حُرّاً يقاومُ مستبدّا جاحدا
ومدادُ نهضتهِ تَسطَّرَ خالدا
ومقامُهُ في كربلاءُ يبلْسِمُ

القصيدة الثانية تحت عنوان (سعُدتْ بزينِ العابدينَ قلُوبُنا) في ذكرى ميلاد الامام علي بن الحسين زين العابدين (سلام الله عليهما) خاص بيوم 5 شعبان المعظم.

سعُدتْ بزينِ العابدينَ قلُوبُنا


بُهِجَ الهزارُ وغرَّدَ الشّحرُورُ
فلقَدْ تشَعْشَعَ كوكبٌٌ وسُرُورُ

بزغَ الذي يرثُ الإمامةَ ثورةً
من بعدِ عاشوراءَ وهو أسيرُ

حِرزٌ يصونُ بَني النبوَّةِ كوثراً
ميلادُ زينِ العابدينَ بشيرُ

سِبطٌ هو العلمُ الغزيرُ هدايةً
برِحابِ طيبةَ وهو بعدُ صغيرُ

يُفتي بعلم الأطهرينَ إمامةً
في المسجد النبويِّ ثَمَّ يُنِيرُ

عَشِقَتْهُ أفئِدةُ التُّقاةِ بيثربٍ
وَجْهاً تلألأَ دُرُّهُ المنثُورُ

في يومِ مَولِدهِ استدامَ محمدٌ
ذرِّيةً هُمْ للأنامِ بُدُورُ

طلبَ النبيُّ من العبادِ مَودَّةً
لهُمُ فهمْ أجرٌ يُرادُ يسيرُ

وضياءُ زينِ العابدينَ مفازةٌ
للمؤمنينَ وهم بِلاهُ خَسِيرُ

وَجْهٌ تَعظَّمَ بالعِبادَةِ ساجِداً
فهو ابنُ مَن وفَّى وكان يُجيرُ

وهو الهُمَامُ ولو أُغيثَ بصِحّةٍ
لمضى الى الهيجاءِ وهو هَصُورُ

ووَقى الحسينَ المستغيثَ بنفسِهِ
في يومِ عاشُورٍ فِداهُ يصيرُ

إقدامُ زينِ العابدينَ مسلَّمٌ
سِبطاً تخلّدَ صبرُهُ الموفُورُ

فأبُو التصابُرِ كانَ ثَمَّ ذخيرةً
في كربلاء فلم يَصِلْهُ مُبيرُ

قد ذاقَ ألوانَ البلايا مِحنةً
ومظالِماً مِنها الجبالُ تَمورُ

لكنّه قَهَرَ الطغاةَ بخُطبةٍ
خَلُدَتْ بها الذكرى وذَلَّ نكِيرُ

ما أعظمَ السجّادَ صوتاً صارِخاً
بالجاهلينَ : ألا فنحنُ النُّورُ

إنّا وأيمُ اللهِ آلُ محمدٍ
ولتشهدِ الأكوانُ أنّا السُّورُ

سُورُ العَقِيدةِ ليس يَطلُبُ هَدْمَنا
إلا ظلومٌ مارقٌ وكفُورُ

هاتِيكَ صرختُهُ استطالتْ نهضةً
في كلِّ أرضٍ سادَها مغرورُ

وصحيفةٍ بالأدعياتِ مَليئةٌ
بتراثِ أحمدَ ليس فيها زُورُ

فازَ الذينَ تشرّبُوا برَحِيقِهِ
خلُقَاً كريماً فالإمامةُ نورُ

هذا عطاءُ محمدٍ لأَمانِنا
وعطاءُ آلِ البيتِ وهو كثيرُ

سعُدتْ بزينِ العابدينَ قلُوبُنا
ولَيَومُ مولدهِ هدىً وحُبُورُ

أرواحُنا تسمو بآلِ محمدٍ
أبداً وذِكْرُ عُلاهُمُ تطهيرُ

القصيدة الثالثة تحت عنوان (يا سيدي العباس يا قَمَرَ التُقى) بمناسبة ذكرى ميلاد قمر بني هاشم وحامل راية أخيه الإمام الحسين (سلام الله عليهما) في واقعة عاشوراء الخالدة سنة 61 هجرية ، سيدنا الشهيد أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (سلام الله عليهما).

يا سيدي العباس يا قَمَرَ التُقى

يا ذائداً قد أبهَرَ الأفلاكا
عبَّاسُ ما بَرِحَ الخُلُودُ لِواكا

يا شِبْلَ حيدرةَ الفداءِ تحيةً
لكَ مِنْ قُلُوبٍ كرَّمَتْ ذِكراكا

ميلادُكَ الميمونُ هلَّ مُبارَكاً
للعاشقينَ مدى الزمانِ عُلاكا

فالسُؤْدَدُ الوضَّاءُ ينثُرُ عِطرَهُ
والمَكرُمَاتُ غدَتْ عبيرَ ثَراكا

سَقْياً أبا الفضلِ النجيبَ لِمولدٍ
نُذِرَتْ بهِ كِرْمَى الحُسينِ يَداكا

فلقد صرَخْتَ وأنتَ طفلٌ ناصراً
لبيَّكَ يا ابنَ أبي أجَبْتُ نِداكا

فأنا ابنُ ماجدةِ الأُصولِ ووالدي
حامي الرِّسالةِ قائداً ضَحَّاكا

لم يَعْيَ صارمُهُ وِقاءَ نُبوَّةٍ
وأنا ابنُ حيدرَ في الطُّفُوفِ وِقاكا

ولقد عَشِقْتُ مَلاحِماً لَمحمدٍ
وأبي عليٍّ ذاكرَيْنِ فِداكا

فسأَلْتُ ربّي بالحُسينِ تَقرُّباً
رَبَّاهُ أبْلِغْني بهِ مَرضَاكا

بُشرى أبا الحسنينِ ميلادٌ أتى
بالمُقمِرِ العباسِ شبلاً جاكا

بالجُودِ ملحمةُ العطاءِ جميعُها
بالتضحياتِ متابعٌ مَمْشاكا

هو ما أرَدْتَ أبا تُرابِ مُعَبِّئاً
لغدِ الحُسينِ مُعاضِداً دَكّاكا

لا يعتريهِ الشكُّ يومَ ظليمةٍ
جارتَ على سِبطِ النَبيِّ مَلاكا

طُهِّرْتَ نَفْساً يا ربيبَ إمامةٍ
أبداً أتاحَتْ نهضةً وحِراكا

دامَتْ بآلِ البيتِ نهجَ مآثِرٍ
يَحيا ويرفُضُ

أكبَرْتُ أُمَّاً أنجَبَتْكَ مُضحياً
دُونَ الكرامِ وقد حَكَيتْ أباكا

أعظمْتُ تضحيةً بَذَلْتْ خلالَها
بِفَمِ الظَّما يُمناكَ مَعْ يُسْراكا

يا سيدي العباسَ يا قَمَرَ التُّقى
يا أُسوةَ المُستَلهِمينَ خُطاكا

يا مانحَ العُظماءِ إكسيرَ العُلا
بفِدىً تخلَّدَ في السَّماءِ سِماكا

وتمثَّلَ الأبطالُ عَزمَكَ واهباً
جيشَ الطغاةِ بكربلاءَ هَلاكا

مِنّا السلامُ عليكَ يا بنَ المُرتضى
يا خيرَ مَنْ عشِقَ الكُماةُ وَفاكا

____

بقلم الکاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي

المصدر:العالم

قراءة 1087 مرة