إشراقات من حياة السیدة فاطمة المعصومة عليها السلام

قيم هذا المقال
(0 صوت)
إشراقات من حياة السیدة فاطمة المعصومة عليها السلام

نسبها

السيدة فاطمة بنت موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي ابن أبي طالب ع، سليلة الشجرة النبوية والدوحة الهاشمية، وثمرة من ثمار الشجرة العلوية، وبنت فاطمة وخديجة، والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة صلوات الله عليهم أجمعين،. وتنتسب السيدة إلى الإمام الحسن ع عن طريق جدتها اُمّ الإمام محمّد الباقر(عليه السلام) فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى ع .

نشأتـها

أشرق نورها في مدينة جدها رسول الله في الأول من ذي القعدة عام 173 هجرية، وترعرعت في بيت الإمامة ومهبط الملائكة ومنزل الوحي، عند أبيها الإمام موسى كاظم الغيظ، وأخيها علي الرضا الإمام الرؤوف، فكانت مثالا للصبر والرأفة، والعطاء والبركة، وهي أخت الإمام الرضا من أم واحدة، وإسم أمهما نجمة  أو  تكتم.

وقد مرَّ على العلويين أقسى المحن وأشد الظلم، من خلفاء الجور، فكانوا مشردين ومبعدين عن ديارهم، وخصوصا ما أصاب الإمام الكاظم من السجن، وأولاده من التشريد، فكان ذلك سببا لعدم زواج الكثير من بنات الرسالة، لذا لم   تتزوج السيدة حتى  فارقت الدنيا،  والتحقت  بالرفيق الأعلى .

هجرتها

اُبعد الإمام الرضا ع في سنة 200 هجرية من المدينة المنورة الی مدينة مرو بأمر المأمون العباسي، وبعد مدة من الزمن تجهزت قافلتان إلى خراسان للالتحاق بالإمام ،إحداهما سلكت طريق مدينة شيراز وكانت تحمل أخوة الإمام الرضا ع ، والأخرى سلكت طريق مدينة قم حاملة السيّدة فاطمة المعصومة ع، وعندما وصلت القافلة إلى مدينة ساوة مرضت السيدة ع فسألت عن المسافة بين ساوة وقم ، ثم أمرت خادمها فذهب بها إلى بلدة قم.

نزولها في قم

لما وصل خبر وصول السيدة إلى آل سعد خرجوا إليها مستقبلين طالبين منها النزول في بلدة قم، فخرج من بينهم موسى بن خزرج زعيم الاشعريين، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها ليتشرف بخدمتها وقادها إلى قم وأنزلها في داره، في محلة تسمى اليوم (ميدان مير) في 23 ربيع الأول سنة 201 هجرية، وما زال أهل بلدة قم حتى عصرنا الحاضر يخلدون ذكرى قدومها الى قم ، ويجتمعون بمسيرات لزيارتها.

 وفـاتها

بقت السيّدة فاطمة المعصومة ع في هذه الدار سبعة عشر يوما ثم مضت إلى رحمة الله ورضوانه ومجاورة أجدادها الطاهرين في 10 ربيع الثاني سنة 201 هجرية ، وروي في تاريخ قم أنه لما توفيت فاطمة ع وغسلوها وكفنوها، ذهبوا بها إلى أرض لموسى بن خزرج تسمى بابلان، ووضعوها على سرداب حفروه لها، فاختلف آل سعد بينهم في من يدخل السرداب ويدفنها فيه، فاتفقوا على خادم لهم شيخ كبير صالح، فلما بعثوا إليه رأوا راكبين سريعين متلثمين يأتيان من جانب الرملة، فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها ودخلا السرداب وأخذا الجنازة فدفناها،  ثم خرجا   وركبا   وذهبا   ولم   يعلم أحد  من هما.

محرابها 

بقعة مباركة يقصدها المؤمنون للعبادة والدعاء وطلب البركة، وهي المحراب الذي كانت فاطمة ع تصلي إليه وتتعبد فيه في دار موسى بن الخزرج، وقد أُوقفت هذه البقعة بعد وفاة السيّدة فاطمة المعصومة، وعُرفت ببيت النور، وبُني موضع الدار مسجد  ومدرسة لطلاب العلوم  الدينية سميت  المدرسة بالستيّة .

قبـــرها

بعدما دفنت السيدة ع ، بنى موسى بن خزرج على قبرها سقفا من البواري، ثم بَنت السيدة زينب بنت الإمام الجواد في سنة 256 أول قبة علی قبر عمتها عرفت بالقبة الزينبية ع، وبعد فترة من الزمن دُفنت بعض السيدات بجوارها فبُنيت قبتان بجنبها، وكانت هذه القبب الثلاث مخروطية الشكل، وفي سنة 447 أبدلت القبب الثلاث بقبة واحدة مدورة، عالية مزينة بالنقوش الملونة والطابوق والكاشي المزين من دون إيوان وحجرات, وتـضم تـحتها قبور جميع العلويين لاسيما قبر السيدة معصومة ع، وفي سنة 925 هجري جُدّد بناء القبة، وزُيّن السطح الخارجي لها بالفسيفساء، وبُنيّ إيوان عالٍ مع منارتين في الصحن العتيق،  وزُينت القبة المطهرة  بالصفائح  الذهبية في  سنة 1218.

قراءة 267 مرة