من هم المسلمون الأحباش؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)

من هم المسلمون الأحباش؟

من هم المسلمون الأحباش؟

أولاً- التأسيس وأبرز الشخصيّات:

إنّ الأحباش هي فرقة إسلاميّة ظهرت في منتصف القرن العشرين على يد الشيخ عبد الله الهرري الحبشي(نسبة إلى مسكنه في هرر في الحبشة المعروفة اليوم ب"أثيوبيا")العبدري نسباً, ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية.

ودرس في باديتها اللغة العربية والفقه الشافعي على الشيخ سعيد بن عبد الرحمن النوري والشيخ محمد يونس جامع الفنون ثم ارتحل إلى منطقة جُمة وبها درس على الشيخ الشريف على الطريقة التيجانية, ثم ارتحل إلى منطقة داويء من مناطق أرمو ودرس صحيح البخاري وعلوم القرآن الكريم على الحاج أحمد الكبير. ثم ارتحل إلى قرية قريبة من داويء فالتقى بالشيخ مفتي السراج ـ تلميذ الشيخ يوسف النبهاني صاحب كتاب شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ودرس على يديه الحديث. ومن هنا توغل في الصوفية وبايع على الطريقة الرفاعية. ثم أتى إلى سوريا ثم إلى لبنان من بلاد الحبشة في أفريقيا عام ١٩٦٩م.

 

الهجرة الى لبنان وتأسيس الفرقة

منذ أن أتى الحبشي إلى لبنان بدأ بنشر عقائده بين الناس وخاصة في بيروت الغربيّة,بالإضافة إلى القيام ببناء المساجد ومساعدة الناس عبر عددٍ كبير من المشاريع الخيريّة كالمدارس و الحافلات المجانيّة وكان أبرز إنجازاته تأسيس جمعيّة المشاريع الخيريّة الإسلاميّة التي استطاعت بفضل نشاطاتها وإمكانيّاتها الماديّة ومساعداتها الإجتماعيّة أن تستقطب عدداً لا بأس به من المؤيّدين,كما أنّ الحبشي نجح في تخريج عددٍ من المشايخ الحاملين لأفكاره ومعتقداته وأبرزهم الشيخ نزار الحلبي وهو أوّل من ترأس جمعية المشاريع الخيريّة الإسلاميّة وقد كان للشيخ المذكور نشاطاً إجتماعيّاً وتبليغيّاً واسعاً إبّان الحرب اللبنانيّة حيث قام باحتلال عدد من المساجد والقيام ببعث الدعاة إلى بيوت الناس والترويج للمذهب عبر توزيع الكتب المجانيّة,أمّا الشخصيّةالبارزة الثانية فهي الشيخ حسام الدين قراقيرة وهو النائب السابق للشيخ نزار الحلبي في رئاسة جمعيّة المشاريع,والرئيس الحالي لها.

لقد انخرط الأحباش في الحياة السياسيّة اللبنانيّة منذ أن عادت هذه الحياة بعد الحرب اللبنانيّة في عام ١٩٩٠م,فقد استطاعوا إيصال بعض النوّاب إلى البرلمان اللبناني كالنائب عدنان الطرابلسي,كما أنّ لديهم بعض الشخصيّات السياسيّة ك"طه ناجي"و"كمال الحوت"و"عماد الدين حيدر"و"عبد الله البارودي".

 

ثانياً:المنهج الفكري والعقائدي للأحباش.

يعتبر الأحباش أنفسهم من أهل السنّة والجماعة وقد استقوا عقيدتهم من الكتاب والسنّة وما قرّره أصحاب المذاهب الأربعة أي محمّدبن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل ومالك بن أنس وأبو حنيفة النعمان,فهم شافعيّة من حيث الأحكام العمليّة,أشعريّة من حيث العقيدة,ويعتقدون بأنّ اختلاف أئمّة المذاهب الأربعة رحمة بالأمّة,كما أنّهم يعتبرون الطرق الصوفيّة طرق حقّ وأنّها قد نهلت مبادئها من الشريعة الغرّاء.

إنّ الأحباش ومنذ تأسيسهم على علاقة صداميّة مع الدعوة الوهابية والأخوان المسلمين المتأثّرين بفكر سيّد قطب,فالأحباش ينتقدون المنهج التكفيري الذي تتبنّاه الدعوة الوهّابيّة وبعض أتباع سيّد قطب,كما أنّهم متأثّرين كثيراً بالطرق الصوفيّة ويجيزون بل يشجّعون زيارة قبور الأولياء الصالحين والتبرّك بها بالإضافة إلى الإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف,وقراءة القرآن الكريم على قبور المسلمين,والصلاة على النبي جهراً بعد الآذان والتوسّل بالأنبياء والأولياء الصالحين,وهذه الأفكار والأفعال هي الموصوفة بالشركيّة لدى أتباع الدعوة الوهّابيّة,لذلك نشأصراع عقائدي وإعلامي كبير بين الأحباش والوهابيين فالأحباش يكفّرون إبن تيميّة و محمد بن عبد الوهّاب ,والوهابيون يعتبرون الأحباش فرقة ضالّةمضلّة .

فالحبشي يعتبر أنّ من أوّل الواجبات على المكلّف أن يعتقد بكفر إبن تيميّة ويحذَر كثيرا من كتبه ويعتبرها كتب ضلال يجب اجتنابها,كما أنّه يكفّر الذهبي,ويعتبر أنّ إبن عبد الوهّاب مجرم وقاتل وكافر,وكذلك محمد ناصر الدين الألباني (أحد مشايخ الوهابية)من الكفار. أمّا من جهة الوهابيين فنرى الشيخ" عبد العزيز بن باز" صدر فتوى بتكفير الأحباش و ضلالتهم ونص الفتوى كالتالي:" إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون).

بالإضافة إلى الصراع الوهّابي الحبشي هناك صراع آخر وهو بين الأحباش والجماعة الإسلاميّة في لبنان التي تعتبر الفرع اللبناني للأخوان المسلمين الذين يؤيّدون أفكار سيّد قطب, فالحبشي يعتبر سيّد قطب من الخوارج وكذلك الشيخ فيصل مولوي وهو أمين عام الجماعة الإسلاميّة في لبنان,كما أن جماعة الحبشي يصفونه بالملحد.

 

أبرز المعتقدات:

• يعتبر الحبشي بأنّ كلمات القرآن الكريم من كلام جبريل وليست من كلام الله,فالمعنى من الله تعالى والكلمات وصياغتها لجبريل.

• إنّ الاحباش في مسألة الإيمان يتبنون رأي المرجئة فيعتبرون الانسان مؤمناً ولو لم يعمل بمقتضى هذا الإيمان,أي لم يصلي ويلتزم باالتكاليف الشرعيّة,يقول الحبشي:" ومن لم يحكّم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب من المحرمات، ولكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله، فهذا مسلم مؤمن. ويقال له أيضاً مؤمن مذنب"

• الأحباش يخالفون الوهابية لجهة الحث على التوسل بالأولياء الصالحين و طلب الحوائج منهم وزيارة قبورهم.

• للحبشي موقف من الصحابة الذين خرجوا على الإمام علي(ع) فيعتبر الخارجين عليه قد ماتوا ميتة جاهلية لأنّهم خرجوا على إمام زمانهم.

• يدعو الشيخ الحبشي إلى الطرق الصوفية كالنقشبندية والرفاعية,ويجل كثيراً إبن عربي,ويعتبره شيخ الإسلام.

• يقلل الأحباش من أهمية التحاكم للقوانين الوضعية,لأنها مناقضة لحكم الله تعالى.

• يجيز الحبشي الاختلاط والنظر والمصافحة للمرأة الاجنبية,وللمرأة الحق بأن تخرج متبرجة ومتعطرة ولو بدون رضا زوجها,كما يجوز بيع الصبي الحر وشراءه ,ولا تجب الزكاة في العملة الورقيّة بل هي واجبة في الذهب والفضة فقط, كما تجوز الصلاة مع التلبّس بالنجاسة.

• للأحباش قبلة خاصة منحرفة عن قبلة المسلمين٩٠ درجة لأنهم يعتقدون أنّ الأرض نصف كروية على شكل نصف البرتقالة.

 

ثالثاً: الانتشار ومواقع النفوذ:

إن أهم مركز لانتشار الأحباش هو لبنان حيث لديهم مراكز ومؤسسات كثيرة وعدد لا بأس به من المدارس, كما ينتشرون في عددٍ من البلدان الأوروبيّة كالسويد والدانمارك بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

قراءة 4597 مرة
المزيد في هذه الفئة: « الوهابية الجهمية »