في ذكرى مولد آية الله العظمى المرجع الديني والقائد الكبير الإمام روح الله الموسوي الخميني يحتار الكاتب والباحث في أيّ جانب يتطرّقون إليه في شخصيته العظيمة، فما من جانب من جوانبها إلا وتتأصّل فيه الفكر والعظمة والابتكار، كما أنّ كل جانب منها يحتاج إلى خوض بحوث معمّقة لاكتنافها وتوضيح معالمها.
1- مرحلة الطفولة:
ولد الإمام الخميني عام (1320 هـ 21/9/1902م) بمدينة (خُمين) وهي تبعد 349 كلم جنوب غربي (طهران) في بيت عُرف بالعلم والفضل والتقوى.. ولم تمضِ على ولادته ستة أشهر حتى استُشهد والده آية الله السيد مصطفى الموسوي على أيدي قطّاع الطرق، المدعومين من قِبل الحكومة آنذاك، وكان استشهاده في الحادي عشر من ذي القعدة عام (1320 هـ). وهكذا، تجرّع الإمام الخميني منذ صباه مرارة اليتم، وتعرّف على مفهوم الشهادة.
أمضى الإمام فترة طفولته وصباه تحت رعاية والدته المؤمنة السيدة (هاجر)، التي تنتسب لأسرة اشتُهرت بالعلم والتقوى، وكفالة عمّته الفاضلة (صاحبة خانم)، التي عُرفت بشجاعتها وقول الحق، وفي الخامسة عشرة من عمره الشريف افتقد وجود هاتين العزيزتين.
الأسرة والأبناء:
اقترن عام (1929م) بكريمة المرحوم آية الله الحاج الميرزا محمد الثقفي الطهراني، وكانت ثمرة هذا الاقتران ثمانية أبناء هم:
1- الشهيد آية الله السيد مصطفى.
2- ابن اسمه علي توفي في سن الرابعة.
3- السيدة صديقة عقيلة المرحوم آية الله إشراقي.
4- السيدة فريدة عقيلة السيد الأعرابي.
5- السيدة فهيمة (زهراء) عقيلة الدكتور السيد البروجردي.
6- بنت اسمها سعيدة توفيت ولها من العمر سبعة شهور.
7- المرحوم حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني.
8- بنت اسمها لطيفة توفيت وهي طفلة.
ومع أنّ سماحته كان يعتمد طوال حياته السياسية وجهاده على الله، ويتوكل عليه فحسب، ويستمد العون منه وحده، ويواصل خطواته بوحي من ثقته بإيمانه، إلاّ أنّ الدور الفعّال والمؤثر لولده الأكبر السيد مصطفى - إلى جواره - طوال مراحل النهضة الإسلامية، لم يكن خافياً على أحد. ونظراً لهذا الدور الذي كان يضطلع به السيد مصطفى في تنظيم طاقات الثورة، وجمع الأخبار والمعلومات اللازمة، وإيصال نداءات قائد الثورة السرّية إلى المراجع العظام والعلماء وزعماء الفصائل السياسية، وإيجاد قنوات الاتصال والتواصل مع العناصر الثورية، ألقت عناصر نظام سلطة الشاه القبض عليه وأُودع السجن، ثم تم نفيه بعد إطلاق سراحه، كوالده الكبير إلى تركيا، ومن ثم إلى العراق. ولا شكّ أنّ الذي مهّد الطريق لاستشهاده عام (1978) لم يكن غير دوره الفاعل في النهضة الإسلامية ومواصلتها.
ومن تلك اللحظة التي استُشهد فيها، ألقت المشيئة الإلهية المسؤولية التي كانت ملقاة حتى ذلك التاريخ على عاتق السيد مصطفى الخميني، على كاهل شاب لا يقلّ عن أخيه حنكة وتدبيراً، ألا وهو السيد أحمد الخميني.
ولا يخفى إنّ طريقة حياة الإمام ، وبساطة عيشه، ولكونها نابعة من معتقداته الدينية، بقيت ثابتةً لم تتغير في مختلف مراحل حياته، وطوال مسيرة جهاده السياسي الحافلة بالأحداث.
لقد دُهِش الصحفيون الأجانب ومراسلو وكالات الأنباء العالمية، الذين سُمح لهم بعد رحيل الإمام بزيارة محل إقامة سماحته، دُهِشوا لمشاهدتهم البيت المتواضع، ووسائل المعيشة البسيطة. وإنّ ما رأَوه لا يمكن مقارنته بأيّ وجه مع نمط حياة رؤساء البلدان والزعماء السياسيين والدينيين في عصرنا الراهن.. إنّ أسلوب حياته وبساطة معيشته يعيدان إلى الأذهان الصورة التي كانت عليها حياة الأنبياء عليهم السلام والأولياء والصالحين ومن أراد أن يطلع على سيرته الكاملة فليراجع الكتب المدّونة في ذلك بما فيها مجموعة قبسات من سيرة الإمام الخميني(ره) إعداد غلام علي الرجائي، ومن أراد أن يطلع باختصار فليراجع كتاب الإمام الخميني سيرة ومسيرة من إعداد مكتب الإمام الخامنئي في سورية.
مؤلفات حول الثورة الإسلامية والإمام الخميني:
1- قبسات من سيرة الإمام الخميني لغلام علي رجائي، طبعة الدار الإسلامية، بيروت.
2- رجل من أهل قم للشيخ حسن فؤاد حمادة، طبعة دار الهادي، بيروت.
3- حديث اليقظة للأستاذ حميد أنصاري، طبعة دار الولاء، بيروت.
4- الإمام الخميني والثورة الإسلامية في إيران المحامي أحمد حسين يعقوب، طبعة الغدير للدراسات والنشر، بيروت.