يقول البعض وجود احتمال من أن المقصود بعبد الله بن سبأ هو عبد الله بن وهب.
لكن هناك رأي آخر من أن المقصود به هو عمار لأسباب، لأن لفظة عبد الله تطلق على أي شخص وهو من صنعاء وان أمه سوداء، لذلك كان يسمى بابن السوداء ولم يكن غيره يسمى بذلك، ولأنه كان يدعو الى وصية الإمام علي (ع) وان كبار الصحابة كانوا مؤيدين عمار بن ياسر في ذلك مثل أبا ذر وسلمان المحمدي والمقداد. لكن حاولوا ان يموهوا الحقيقة فكانوا يعبرون عنه بابن السوداء لان ذكر عمار مع الإمام علي (ع) يرجح كفة الإمام لان النبي (ص) قال لعمار (تقتلك الفئة الباغية).
ومن ذكر هذا الرأي بأن عمار هو ابن سبأ الدكتور علي الوردي .
فما صحة هذا القول وما هو الرد عليه إن كان غير صحيح؟
الجواب:
ان أحتمال كون عبد الله بن سبأ هو الخارجي عبد الله بن وهب الراسبي أحتمال يمكن أن يعتد به وقد ذكره عدة محققين مشيرين إلى أوجه التشابه بينهما .
وأما كونه هو الصحابي عمار بن ياسر فهو بعيد واما البعد فيأتي من:
1- كون عمار صحابي معروف ولد في مكة وان كان أصله من سبأ من اليمن، وعبد الله بن سبأ يهودي أسلم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يعرف له نسب جاء من صفاء.
2- كان لعمار مكانة مميزة لا يمكن لأحد تجاهلها خاصة مع الأحاديث التي قبلت بشأنه منها (تقتله الفئة الباغية) وقد استشهد في صفين، والقصة معروفه، وإما ابن سبأ فقد نسب إليه النفي من قبل الإمام إلى المدائن أو الإحراق بالنار.
3- نسبت لابن سبأ رحلات وتنقلات لم تذكر لعمار بن ياسر.
4- نسبت لابن سبأ أقوال يعارض بها علي(عليه السلام) ولم يكن عمار ليقبل ذلك.
5- نسبت لابن سبأ فرقة ولم يرد في التأريخ ولا في الفرق أن ذكر وجود أتباع لعمار، نعم كان محترماً مسموع الكلمة ولكن هذا غير تزعم فرقة.
6- الإخلاف الواضح إلى حد التناقض بينهما في رواياتنا فإن روايات الكشي تعتبر بأن ابن سبأ كذاب ملعون بينما عمار في المرتبة العالية من السمو والرفعة عند الشيعة وفي رواياتهم.
7- لا توجد أي رواية يمكن أن تطابق بين الشخصين أو فعليهما حتى تقول بأن التمويه كان الإسم فقط.