كيف يكون الإنسان عادلاً؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
كيف يكون الإنسان عادلاً؟

 
اعلم أنّ للعدل هذا صورٌ عديدة أفادها العلماء تتلخّص فيما يلي:

1) عدل الإنسان مع الله تعالى..
وذلك بالإيمان به، وتوحيده وعدم الشرك به، والإخلاص له، وتصديقه، وإطاعته، وتصديق أنبيائه، وأوصياء أنبيائه الحجج على خلقه([1]).

2) عدل الإنسان مع والديه..
بأن يطيعهم ويحسن إليهم، ولا يقول لهم أفٍّ ولا ينهرهما، ولا يكلّفهما أن يسألاه شيئاً ممّا يحتاجان إليه، ولا يسمّيهما باسمهما، ولا يمشي أمامهما، ولا يجلس قبلهما، ولا يستسبّ لهما، ويصوم ويصلّي ويحجّ عنهما، ويقضي دينهما، ويستغفر لهما، ويبرّهما حيّين وميّتين([2]).

3) عدل الإنسان مع ولده..
وذلك بأن يُحسن اسمه وتربيته، ويرىٰ نفسه مسؤولاً عن حُسن أدبه، والدلالة على ربّه، والمعونة له على الطاعة، ويعمل معه عمل من يعلم أنّه مُثاب على الإحسان إليه، ومعاقب على الإساءة إليه([3]).

4) عدل الإنسان مع زوجته..
بأن يعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها له سَكَناً واُنساً ونعمةً، فيكرمها، ويُرفق بها، ويُنفق عليها، ويطعمها، ويكسوها، ويعاشرها بالمعروف([4]).

5) عدل الإنسان مع نفسه..
ويكون ذلك بتهيئة الفوز والنجاة لنفسه، وسوقها إلى الكمالات، وهدايتها إلى الطاعات، وصونها عن الذنوب والمعاصي، وتزكيتها بالعمل الإلهي.

وطريق ذلك الفوز والنجاة الالتزام بالاُمور التالية:
الأوّل: معرفة اُصول الدِّين وفروعه، والعلم بالتكاليف: الحلال والحرام([5]).
الثاني: العمل بالواجبات وترك المحرّمات ليحصل على التقوى([6]).
الثالث: الاتّصاف بصفات المؤمنين المبشّرين في كتاب الله تعالى في سورة المؤمنين بالفلاح([7]).

فإذا عمل الإنسان مع نفسه بهذه المفاصل كان عادلاً مع نفسه، هادياً لها إلى سعادته، متحليّاً بحلية الصالحين وزينة المتّقين، وممّن بشّره الله تعالى بالفوز والفلاح بقوله عزّ اسمه في القرآن الكريم([8]):
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَـٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
 
6) عدل الإنسان مع المجتمع والآخرين..
ويكون ذلك برعاية حقوقهم، وكفّ الأذىٰ عنهم، وحسن الأخلاق معهم، ومداراتهم، والعطف عليهم، وسائر الحقوق الاُخرى التي تلاحظها في رسالة الحقوق الجامعة لسيّد الساجدين الإمام عليّ بن الحسين (عليهما السلام)([9]).

7) عدل الحكّام في أحكامهم..
وذلك برعاية الحدود التي عيّنها الله تعالى، ورسوله، وخلفاؤه.. ممّا قرّره الشارع المقدّس في الحكومة والقضاء.
 
أخلاق أهل البيت (عليهم السلام)، سماحة السيد علي الحسيني الصدر

([1])لاحظ حديث الحقوق من البحار / ج 74 / ص 3.
([2])لاحظ سفينة البحار / ج 8 / ص 585.
([3])لاحظ حديث الحقوق من البحار / ج 74 / ص 15.
([4])لاحظ أمالي الشيخ الصدوق / المجلس 95 / ص 370.
([5])ينابيع الحكمة / ج 4 / ص 191.
([6])بحار الأنوار / ج 69 / ص 277 / ح 12.
([7])كنز الدقائق / ج 9 / ص 157.
([8])سورة المؤمنون / الآيات 1 ـ 11.
([9]) بحار الأنوار / ج 74 / 2 ـ 21.

 

قراءة 914 مرة