هل الأديان السماوية متعدّدة؟ وهل اليهودية والنصرانية أديان أم شرائع؟
إنّ القول بأنّ الأديان السماوية ثلاثة أو أربعة جوابٌ خطأ! هذا ما أفادني به أحد الإخوة المتخصصين في العقيدة وجزاه الله خيرًا.
اليهودية والنّصرانية شرائع وليست أديان، وهذه معلومة رائعة عن ديننا الإسلامي أغلبنا يجهلها فتعرّفوا عليها وعرّفوا الآخرين بها.
لا يوجد شيء اسمه الأديان السماوية الثلاثة قال الله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)(1)! إذًا ما هي اليهودية والنّصرانية؟!
فلنعرف أوّلًا انّ اسم كُتبهم التوراة والإنجيل وهي شرايع وكتب سماوية وليست ديانات والدين واحد فقط وهو الإسلام قال تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)(2) فالشرائع تختلف حيث انّ كلّ شريعةٍ تختلف عن الأخرى في الحلال والحرام ولكن الدين واحد، فكلّ الأنبياء والرسل دينهم واحد وهو الإسلام.
أمّا الإدّعاء بأنّ اليهودية والنّصرانية ديانة فاليهود والنّصارى هم الذين سمّوا أنفسهم بذلك ولم يُسمّهم الله سبحانه وتعالى نصارى أو يهودًا قال تعالى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى)(3) (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا)(4) فهم الّذين قالوا على أنفسهم، ولكن كلّ الأنبياء والرسل -على نبيّنا وآله وعليم السلام- قالوا: إنّا مسلمون. وحتّى فرعون اللعين قال حين (أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(5) فلماذا لم يقل وأنا من اليهود او النّصارى؟!
وهذه بعض الآيات التي تدلّ على أنّ الدين واحد وهو الإسلام وليس ثلاث ديانات: قال نبي الله نوح عليه السلام: (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(6) وقال نبي الله إبراهيم عليه السلام: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(7) وقال نبي الله يوسف عليه السلام: (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)(8) وقال نبي الله موسى عليه السلام: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)(9) وقال نبي الله عيسى عليه السلام: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)(10).
ثمّ تأتي الآية الجامعة لكلّ الأنبياء -على نبيّنا وآله وعليم السلام- وهو يُقرّون بأنّهم مسلمون: (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(11)
وجاء خاتم النبيين والمرسلين سيدنا ومولانا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم يحمل الشريعة الإسلامية الّتي تدعوا لدين الإسلام أيضًا ولكن بمنهجٍ مُكمّل لكلّ الشرائع.
فكلّ من آمن بالله وحده لا شريك الله وبكلّ نبيّ بُعث فهو مسلم، فالنُصحّح عقيدتنا تجاه هذه المسألة وبالله التوفيق.
مصادر الآيات: (1) آل عمران 19. (2) المائدة 48. (3) المائدة 14. (4) البقرة 135. (5) يونس 90. (6) يونس 72. (7) البقرة 132. (8) يوسف 101. (9) يونس 84. (10) آل عمران 52. (11) البقرة 136.