أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان طاقما برئاسة مستشار الأمن القومي، يوسي كوهين، سيتوجه الى واشنطن خلال الايام المقبلة لاجراء مشاورات مع الادارة الاميركية حول الاتفاق الدائم بشان برنامج ايران النووي، الذي سعت تل أبيب، على ما يبدو، إلى الرد عليه بالموافقة على بناء نحو 800 وحدة استيطانية جديدة، على ما أفادت به حركة «السلام الآن».
في هذه الأثناء، أعلن سلاح الجو الإسرائيلي أمس بدء أكبر مناورة جوية في تاريخه بمشاركة أكثر من 60 مقاتلة أميركية وإيطالية ويونانية وإسرائيلية. وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي، فإن هدف المناورة التي أطلق عليها «العلم الأزرق» هو التدرّب على «مواجهة بوتيرة مرتفعة ضد دولة تمتلك جيشا قويا».
وفي خطوة لافتة، حضر السفير الأميركي إلى تل أبيب، دان شبيرو، المناورة وعلق عليها بالقول إنها تمثل نموذجا للتعاون الأمني بين الدول، مشيرا إلى أنه «من المهم أن تكون لدينا القدرة على العمل معا إذا استدعت الحاجة ذلك». وردا على سؤال عن احتمال العمل العسكري ضد طهران، قال شابيرو «كل الخيارات على الطاولة، والهدف المهم هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وسوف نقوم بكل ما هو مطلوب في سبيل ذلك».
وقال نتنياهو، خلال اجتماع لكتلة «الليكود بيتنا» البرلمانية أمس، إن ارسال الطاقم جرى بالتنسيق مع الرئيس باراك أوباما، خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما الليلة الماضية. وشدد على أن «الاتفاق النهائي مع طهران يجب أن يحقق نتيجة واحدة هي تفكيك القدرات النووية الإيرانية»، مكررا القول إنه ملتزم منع ايران من الحصول على قدرات نووية عسكرية، وإذ أشار إلى أن الضغوط التي مارستها اسرائيل ادت الى تحسين نتائج المفاوضات التي جرت بين الدول العظمى وايران، جدد نتنياهو موقفه من الاتفاق الموقع بوصفه اتفاقا سيئا لأنه يرفع الضغوط عن ايران دون جني مكاسب حقيقية. وقال «إن الحكومة الإيرانية والإيرانيون يضحكون على طول الطريق إلى البنك».
وكان الرئيس الأميركي قد أجرى اتصالا هاتفيا بنتنياهو غداة توقيع اتفاق جنيف، وصفته تقارير إعلامية إسرائيلية بالمتوتر. وبحسب بيان أصدره البيت الأبيض، فإن أوباما اقترح على رئيس الوزراء الإسرائيلي بدء مشاورات ثنائية حول الاتفاق الدائم الذي من المفترض أن يبدأ التفاوض بشأنه بين السداسية الدولية وإيران. وقال البيان إن أوباما شدد التزامه أمن إسرائيل، وأشار إلى أن «الدول العظمى الست سوف تستغل أشهر التجميد الستة في برنامج إيران النووي من أجل التوصل إلى حل مستقر وشامل وداعم للسلام» للمشروع النووي الإيراني. وبحسب البيان، فإن الزعيمين شددا على هدفهما المشترك وهو «منع إيران من حيازة سلاح نووي».
ومن المتوقع أن تتحول إسرائيل إلى محجة لعدد من المسؤولين الغربيين خلال الأيام المقبلة. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وأميركيين سيزورون تل أبيب على نحو منفرد لبحث اتفاق جنيف النووي مع نظرائهم الإسرائيليين على أن يحضر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مطلع الأسبوع المقبل للغاية نفسها. ونقلت صحيفة «معاريف» أمس عن مقربين من نتنياهو توقعهم أن يظهر الأخير لامبالاة تجاه كيري خلال زيارته، في موازاة خشية تنتاب الإدارة الأميركية من قيام نتنياهو بإدارة ظهره لكيري في ما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين. من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى وجود انتقادات شديدة وجهها مسؤولون إسرائيليون لسلوك نتنياهو على قاعدة أنه «لم يجر أي حوار حقيقي ومعمق مع الأميركيين ولم يتدخل بما يكفي في المفاوضات، وكان موقفه طوال الوقت هو الاعتراض على أي اتفاق مرحلي».
ونقلت «معاريف» عن مسؤول أميركي مطلع قوله إنه «ما من شخص في الإدارة الأميركية يعتقد أن سعي إيران للسلاح النووي هو تهديد لإسرائيل، بل هو رغبة لدى إيران لنيل المكانة والاحترام الدولي وتوسيع تأثيرها في محيطها الإقليمي».