تزامناً مع وصول وفدي طرفي النزاع في جنوب السودان إلى أديس أبابا من أجل التباحث في كيفية حل الأزمة القائمة، أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي بجنوب السودان الفريق أول جيمس هوث ماي في مؤتمر صحافي في جوبا أمس، أن قواته في طريقها حالياً لاستعادة مدينتي بور عاصمة ولاية جونغلي، شرقاً، وبانتيو عاصمة ولاية الوحدة، غرباً. وقال «قواتنا تتجه حالياً نحو مدينة بور التي أعاد المتمردون سيطرتهم عليها في اليومين الماضيين»، مضيفاً: «قريباً سنكون هناك، فقواتنا على مشارف المدينة الآن، ونحن لم نتفق بعد على وقف إطلاق النار، كما أن قواتنا قد استردت منطقة ميوم بولاية الوحدة من المتمردين، وهي تتقدم الآن نحو مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة لاستعادتها»، كما نفى ماي صحة الشائعات التي راجت أخيراً عن اعتقاله في جوبا، قائلاً إنه لا يزال يباشر مهماته، وإنه التقى رئيس الجمهورية، سيلفاكير ميارديت أمس. وأشار إلى أنهم ألّفوا لجنتين، «الأولى معنية بالتحقيق مع أفراد القوات النظامية الذين تورطوا في قتل مدنيين في الأحداث الأخيرة بجوبا»، مشيراً إلى أنهم ألقوا القبض على أعداد كبيرة منهم. وأضاف: «أما اللجنة الثانية، فهي مختصة بالتحقيق حول طبيعة وملابسات الاشتباكات التي وقعت داخل قيادة الحرس الجمهوري بالقيادة الجنوبية للجيش الشعبي في الخامس عشر من كانون الأول الماضي»، ولم يوضح أي تفاصيل أخرى عن اللجنتين. وأشار ماي إلى عودة الأوضاع إلى طبيعتها في مدينة جوبا، مشيراً إلى أن «هناك بعض المجرمين الذين أرادوا استغلال هذه الأوضاع لنهب المواطنين وترويعهم». وزاد بقوله: «لقد ألقينا القبض على أعداد منهم». وكان رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، قد أصدر مرسوماً جمهورياً، أول من أمس، أعلن فيه ولايتي جونغلي والوحدة منطقة طوارئ.
من جهة أخرى، وصل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس، وفد حكومة جنوب السودان في المفاوضات المرتقبة مع مجموعة نائب الرئيس الجنوب سوداني المنشق رياك مشار. ويترأس وفد حكومة جوبا، وزير الخارجية السابق نيال دينق. وبحسب مراسل الأناضول في أديس أبابا، فإن الوساطة الأفريقية تجري الان مشاورات مع وفد حكومة جنوب السودان، تمهيداً للاجتماع الذي عقد مساء أمس، بين ممثلي الأطراف المتحاربة في جنوب السودان. وكانت مصادر دبلوماسية أفريقية مطلعة قد نقلت عن مشار قوله إن «المفاوضات ستكون حول ضرورة إطلاق سراح القادة الذين اعتُقلوا منتصف كانون الأول الماضي، ومناقشة الاتهامات بحدوث محاولة انقلابية في جوبا، وضرورة التحقق حول المجزرة التي حدثت في عاصمة جنوب السودان، إضافة إلى مناقشة القضايا المتعلقة بالديمقراطية وقضايا الحكم».
إلى ذلك، لفت مشار إلى أن «رئيس جنوب السودان سلفا كير استغل اجتماعا لكبار المسؤولين لاعتقال خصومه»، مؤكدًا أنه «لم يكن هناك اي انقلاب عسكري في جنوب السودان».
وأشار مشار في حديث تلفزيوني، إلى أن «قوات سلفا كير مسؤولة عن المجازر التي وقعت في جوبا»، موضحاً أن «سلفاكير هو المعتدي علينا ونحن في حالة الدفاع ولدينا القدرة على مواجهته»، مشدداً على أن «سلفا كير سبب الانقسام في جنوب السودان ونريد ابعاده عن السلطة».