الناصرة ـ 'القدس العربي' من زهير اندراوس: ما زال الفتور يُخيم على العلاقات الاردنية الاسرائيلية، وفي هذا السياق، تناول موقع صحيفة 'يديعوت احرونوت' على الانترنت امس الجمعة في عنوانه الرئيسي قضية طرد محاضر اسرائيلي من احدى الجامعات الاردنية يوم الخميس، مشيرة الى ان السلام بين اسرائيل والمملكة الاردنية الهاشمية قد يكون موجودًا على الورق فقط. واشار ايضا الى ان من زار جامعة عمان يوم الخميس قد يعتقد ان اسرائيل والاردن عدوتان لدودتان، حيث تجمع حشد كبير من الطلاب احتجاجا على محاضرة د. غدعون انهولت، من جامعة بن غوريون في مدينة بئر السبع، في موضوع الصحة النفسية في كلية الطب، ومنعوه من تقديم المحاضرة، ما اضطر المنظمون الى تهريبه عبر بوابة خلفية.
بالاضافة الى ذلك، لفت الموقع الاخباري الى ان المتظاهرين طالبوا بالغاء المحاضرة، ودعوا الى طرد السفير الاسرائيلي من الاردن، ووقف عملية التطبيع في العلاقات، والغاء اتفاقية السلام التي تم التوقيع عليها في العام 1994 يسن الدولة العبرية والمملكة الهاشمية. علاوة على ذلك، نقل الموقع عن د. انهولت وصفه لعملية تهريبه من الجامعة، حيث قال ان الطلاب بداوا بتوزيع نشرات تندد بمشاركة المحتلين الاسرائيليين في مؤتمر في الاردن، وطالبوا بوضع حد لذلك، وتابع قائلا ان الاجواء اصبحت مشحونة، وفي نهاية المطاف اضطر الحراس الى تهريبه من بوابة خلفية.
وبحسبه فقد شعر بالخطر عندما علم ان تقديرات قوات الامن تشير الى مشاركة اكثر من الف طالب المظاهرة، وعندها تم تهريبه الى خارج الجامعة عائدا الى الفندق، ومن هناك قفل عائدا الى اسرائيل عن طريق جسر الملك حسين. وبحسب اقوال المحاضر الاسرائيلي، فقد وصل الى العاصمة الاردنية، عمان، يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع، وذلك بهدف المشاركة في مؤتمر يتركز حول الخوف والاضطهاد في الشرق الاوسط، وانه كان ينوي عرض افكاره امام مجموعة من الباحثين المهمين، والاجتماع بباحثين عرب اخرين، وفحص امكانيات التعاون. في السياق ذاته، اشار الموقع الى ان الجامعة الاردنية اكدت على انها لم تكن تعلم بمشاركة اسرائيليين في المؤتمر.
وبحسب د. انهولت فقد تم تنظيمه من قبل مجموعة امريكية، وانه على ما يبدو لم تكن ادارة الجامعة على اطلاع على هوية المشاركين، على حد تعبيره.
وزاد قائلا انه سيُواصل مشواره العلمي على الرغم ةمن الواقعة، لافتًا الى انه من غير المعقول السماح لمجموعة من الاصوليين السيطرة على الاجندة العامة في المملكة الاردنية، على حد قوله.
جدير بالذكر، انه من جانبه قام رئيس الجامعة بالوكالة الدكتور بشير الزعبي بلقاء الطلبة، مؤكدا لهم انه سيتم الغاء اي مشاركة للمحاضر الاسرائيلي، لكنه بالوقت نفسه طالبهم بانهاء الاعتصام تفاديا لتعطيل اعمال المؤتمر.
على صلة، سجلت العلاقات الاردنية الاسرائيلية ترديا اضافيا وصل الى حد القطيعة الكاملة بين الطرفين، حيث ذكرت مصادر سياسية رسمية في تل ابيب، ان السفير الاردني في الدولة العبرية غادر تل ابيب قبل تسعة اشهر ومنذ ذلك الحين لم يعد اليها، وان من يدير الامور هو قائم مقام مؤقت مكانه، وزادت المصادر عينها ان السفير الدكتور علي العايد غادر اسرائيل في شهر تموز (يوليو) الماضي، وعُين وزيرا في الحكومة الجديدة، ولكن الاردن لم يقم بتعيين سفير مكانه.
وقالت صحيفة 'يديعوت احرونوت'، نقلا عن المصادر عينها، ان تل ابيب طالبت الاردن مرارا وتكرارا بتعيين سفير جديد، الا ان عمان رفضت المطلب الاسرائيلي، وقالت المصادر ايضا ان عدم تعيين السفير الاردني يؤدي الى ترد اضافي في العلاقات المتردية اصلا بين الدولتين، وان السفير الاسرائيلي في عمان داني نافو، اجتمع الى وزير الخارجية الاردني مؤخرا واطلعه على خطورة الوضع، الا ان ذلك لم يُقنع الاردنيون.
وبحسب تقديرات المسؤولين في تل ابيب فان الاصرار الاردني على عدم تعيين سفير في تل ابيب مرده الجمود في العملية السلمية بين الاسرائيليين وبين السلطة الفلسطينية، اضافة للبناء الاسرائيلي المستمر في القدس المحتلة وفي الضفة الغربية، والى اعمال الحفريات الاسرائيلية بالقرب من المسجد الاقصى، كما ان صناع القرار في عمان، اضافت المصادر ذاتها، قلقون جدا من تصريحات النائب اليميني المتطرف، ارييه الداد، الذي صرح في مناسبات عديدة في الفترة الاخيرة بان الاردن هي الدولة الفلسطينية الحقيقية.
علاوة على ذلك، زادت المصادر فان القطيعة التامة تُميز العلاقات بين الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كما ان التعاون بين الحكومتين وصل الى الدرك الاسفل، وعمليا، بحسب المصادر، لا يوجد تعاون بالمرة. مضافا الى ذلك، اوضحت المصادر الاسرائيلية، ان الوزراء الاردنيين يرفضون الاجتماع الى نظرائهم الاسرائيليين، على الرغم من المحاولات المتكررة من جانب تل ابيب لعقد اجتماعات ثنائية، كما ان لقاءات على مستوى منخفض انعدمت بالمرة.