الإمام الخامنئي يستقبل الآلآف من أهالي نجف آباد

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الإمام الخامنئي يستقبل الآلآف من أهالي نجف آباد

استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 24/02/2016 م حشود أهالي مدينة نجف آباد (وسط البلاد)، و ألقى فيهم كلمة مهمة بيّن فيها بدقة معنى كلمتي «المعتدل» و «المتطرف»، و دعاد جميع أبناء الشعب و خصوصاً المسؤولين و السياسيين إلى التحلي باليقظة و الوعي حيال أحابيل الأعداء الرامية إلى خلق ثنائية قطبية كاذبة و إشاعتها في الأجواء الانتخابية، معتبراً الانتخابات ساحة لوقفة وطنية كاملة و تجلياً للوفاء و الصمود الوطنيين و حماية عزة البلاد و استقلالها، مؤكداً: كل المحبين لعزة إيران الإسلامية يجب أن يشاركوا في انتخابات يوم الجمعة، و سيرى العالم في يوم السابع من إسفند [26 شباط 2016 م] كيف أن الشعب الإيراني سيحضر بكل شوق عند صناديق الاقتراع.
و حيّى آية الله العظمى السيد الخامنئي أيام استشهاد فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) و أشار إلى انتخابي مجلس الشورى الإسلامي و مجلس خبراء القيادة في يوم الجمعة القادم [26/02/2016 م] قائلاً: أهمية أصل الانتخابات في البلاد لا تعود فقط إلى التصويت بل الانتخابات بمعنى الوقفة الصامدة المقاومة و استعراض عضلات الشعب الإيراني مقابل العدو بعد صنوف ما قام به من ضغوط و حظر ظالم و إعلام خبيث.
و أوضح سماحته أن المشاركة الواسعة للشعب في الانتخابات تبعث على هيبة الثورة الإسلامية و تجديد عظمتها في العالم، مردفاً: الانتخابات فضلاً عن استعراضها للقدرة و العزيمة و المقاومة الوطنية، تعرض وفاء و شجاعة و بسالة شعب كبير في ساحة مواجهة الأهداف المغرضة.
و بعد تبيينه لأهمية مشاركة جميع أبناء الشعب ممن يحق لهم الاقتراع في الانتخابات، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أحابيل العدو في مختلف المراحل الانتخابية طوال الأعوام السبعة و الثلاثين الماضية، قائلاً: من المحاور الدعائية للخصوم «إنكار الانتخابات في إيران و تكذيبها» و «السعي لتقليل مشاركة الشعب في الانتخابات» و «الإيحاء بعدم جدوى المشاركة في الانتخابات بسبب وضوح نتائجها مسبقاً» و هي دعايات ترمي إلى زعزعة مشاركة الشعب في الانتخابات طوال الأعوام الماضية، بل إن الساسة الأمريكان اتخذوا في بعض الفترات مواقف صريحة.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الأمريكان توصلوا الآن بحكم التجربة إلى أن اتخاذ موقف صريح يؤتي نتائج عكسية، مضيفاً: بناء على هذا اتخذ الأمريكان في هذه الانتخابات جانب الصمت، لكن عملاءهم و أذنابهم يعملون بأساليب مختلفة على تطبيق حيلة جديدة.
و قال سماحته شارحاً هذه الحيلة الجديدة: اتجه خصوم الشعب الإيراني في هذه الانتخابات إلى خلق استقطاب ثنائي كاذب ليوحون بوجود انقسام داخل الشعب.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن طبيعة الانتخابات مثل أي سباق آخر هي الحماس و الحيوية و النشاط و التفوق و عدم التفوق، ملفتاً: هذا التفوق أو عدم التفوق في الانتخابات لا يعني استقطاب ثنائي في الشعب و وجود انقسام في المجتمع أو عداء أبناء الشعب و عنادهم بعضهم مع بعض، و الإيحاء بوجود هذا الاستقطاب الثنائي في إيران كذب.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الاستقطاب الثنائي الحقيقي في إيران هو بين «الأوفياء للثورة الإسلامية و مبادئ الإمام الخميني (رض)» و بين «جبهة الاستكبار و مؤيديها»، مضيفاً: طبعاً قاطبة الشعب الإيراني هو في هذا الاستقطاب الثنائي ثوري و محب للثورة و وفي للإمام الخميني (رض) و أفكاره و مبادئه.
و قال سماحته: المصدر الأصلي للاستقطاب الثنائي الكاذب هو من خارج البلاد، لكنه يتكرر للأسف في الداخل أيضاً بعض الأحيان.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية الاستقطاب الثنائي «المجلس الحكومي» و «المجلس المعادي للحكومة» من الاستقطابات الثنائية الكاذبة في الأجواء الانتخابية مردفاً: المخططون لهذا الاستقطاب الثنائي يحاولون الإيحاء بأن جزءاً من شعب إيران يناصرون المجلس الحكومي و جزءاً آخر يعارضون المجلس الحكومي، و الحال أن شعب إيران لا يريد المجلس الحكومي و لا المجلس المعادي للحكومة.
و أكد الإمام السيد علي الخامنئي: الشعب الإيراني يريد مجلساً متديناً، ملتزماً، شجاعاً، لا ينخدع، مقاوماً مقابل جشع الاستكبار و أطماعه، و مدافعاً عن العزة و الاستقلال الوطنيين، و محباً حقيقياً لتقدم البلاد، و مؤمناً بالحركة العلمية للمواهب الشابة، و معتقداً بالاقتصاد المتدفق داخلياً، و عارفاً بآلام الشعب، و مصمماً على حل المشكلات، و لا يخشى أمريكا، و يعمل بواجباته القانونية.
و أضاف قائلاً: جميع أبناء الشعب يريدون مثل هذا المجلس و ليس مجلساً مؤيداً لفلان أو فلان.
ثم ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى مخططات أمريكا لما بعد برجام (الاتفاق النووي) ملفتاً: كان للأمريكان مخططهم لإيران و مخططهم للمنطقة لما بعد برجام، و لا يزالون يتابعون مخططاتهم هذه لأنهم يعلمون جيداً أي بلد يقف بقوة مقابل أهدافهم القذرة في المنطقة.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أسلوب الأمريكان في إيران هو استخدام المندسين قائلاً: منذ أن طرح موضوع النفوذ و الاندساس و ضرورة التحلي بالوعي مقابل المندسين، اضطرب البعض في الداخل أن لماذا يجري الحديث دائماً عن النفوذ و التغلغل، لكن هذا الاضطراب في غير محله و لا داعي له.
و أكد سماحته قائلاً: موضوع النفوذ و المندسين موضوع واقعي، لكن الشخص المندس في بعض الأحيان لا يدري هو نفسه في أيّ طريق يسير.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى كلام الإمام الخميني الواعي صاحب التجارب بأن كلام العدو يسمع أحياناً من شخص محترم مقبول بعدة وسائط، مضيفاً: هذا الشخص المحترم لم يستلم مالاً و لم يتعهد بشيء، لكنه و من دون أن يعلم يكرر كلام العدو و في الواقع يمهد الأرضية بشكل من الأشكال لتغلغل العدو.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى نماذج من المتغلغلين الذين لا يشعرون هم أنفسهم أحياناً بذلك، قائلاً: في الأعوام الماضية و في القاعة العلنية لمجلس الشورى كرّر أحد النواب كلام العدو متهماً النظام الإسلامي بالكذب.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى نموذج آخر قائلاً: في الفترة التي كان فيه الوفد المفاوض الإيراني في الملف النووي يتفاوض مفاوضات صعبة، و في الواقع يكافح و يحارب الطرف المقابل، و كان رئيس الجمهورية المحترم الحالي رئيساً للوفد المفاوض، طرح البعض مشروعاً فورياً للغاية فيه تأييد لكلام الطرف المقابل في المفاوضات، و قد عتب رئيس الجمهورية الحالي في ذلك الحين على طرح ذلك المشروع، و قال إنه في صالح الأعداء.
و دعا قائد الثورة الإسلامية جميع الشعب و خصوصاً المسؤولين و السياسيين إلى التحلي بالوعي و الحيطة مقابل نفوذ الأعداء، منبّهاً: ما تقتضيه المراقبة و الحيطة هو أنه لو مدح العدو الجماعة الفلانية أو الشخص الفلاني بهدف خلق انشقاق و انقسام بين الناس، فيجب أن يكون هناك على الفور إبداء إنزعاج و اتخاذ موقف مقابل فعل العدو هذا.
و ذكّر آية الله العظمى السيد الخامنئي بقول الإمام الخميني الراحل (رض) بأنه لو مدحكم العدو فعليكم التشكيك في تصرفاتكم و أفعالكم، مضيفاً: هذا الكلام هو «دستور الثورة و أمرها»، لذلك ينبغي في مقابل مدح الأعداء اتخاذ موقف سريع و عدم الوقوع في غفلة.
و أكد سماحته قائلاً: ما تقتضيه إدارة بلد بهذا الحجم الكبير و إدارة شؤون شعب بهذه العظمة و الوعي هو اليقطة و الأعين المفتّحة و العزيمة الراسخة مقابل الأعداء.
كما أوصى قائد الثورة الإسلامية المسؤولين و السياسيين بتحاشي تكرار أدبيات العدو السياسية و خصوصاً تعبير «المعتدل» و «المتطرف»، مردفاً: منذ بداية الثورة الإسلامية استخدم الخصوم هذا التعبير، و كان قصدهم من المتطرفين الذين هم أكثر التزاماً و تصميماً تجاه الثورة الإسلامية و أفكار الإمام الخميني و مبادئه، و كان مرادهم من المعتدلين الذين هم أكثر استسلاماً مقابل الأجانب.
و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: على الذين يستخدمون هذا التعابير في الداخل أن يدرسوا المعارف الإسلامية بدقة، إذ ليس في الإسلام مثل هذا التقسيم، و الاعتدال و الوسطية في الإسلام تعني «الطريق المستقيم»، و بالتالي فما هو على الضدّ من الطريق الوسط المعتدل ليس التطرف و التشدد بل المنحرفون عن الصراط المستقيم.
و تابع سماحته: في المسار المستقيم قد يسير البعض بصورة أسرع و أشد و قد يسير آخرون بشكل أبطأ، و لا إشكال في هذا.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: في الأدبيات السياسية الأجنبية يسمّون داعش متشددين، و الحال أن داعش منحرفون عن الإسلام و القرآن و الصراط المستقيم.
و قال سماحته ملخصاً هذا الجانب من كلامه: الذين يستخدمون تعبير المتشددين خارج الحدود يقصدون التيار الوفي للثورة و الحزب اللهيين، لذلك ينبغي في الداخل التدقيق و المراقبة و اجتناب تكرار هذه التعابير لتحاشي تحقيق هدف العدو.
و أشار الإمام الخامنئي إلى اعتراف الأمريكيين بأنه لا يوجد في إيران أي معتدل، مؤكداً: قاطبة الشعب الإيراني يناصر الثورة و يصرّ على الثورة، و طبعاً قد تحدث بعض الأحيان أخطاء و زلات، و لكن لا يوجد بين الشعب من يناصر التبعية للأجنبي.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أهمية كيفية الانتخاب، و قال مخاطباً الشعب: نتيجة أي انتخاب تقومون به عند التصويت سواء كان انتخاباً حسناً أو سيئاً سيعود عليكم، لذلك حاولوا أن يكون الانتخاب صحيحاً.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي رضا أو عدم رضا الله تعالى نتيجة أخرى من نتائج كيفية الانتخاب، مردفاً: لتنصبّ المحاولات على الانتخاب بدقة و بصيرة و معرفة صحيحة.
و أكد قائلاً: من أجل انتخاب نواب مجلس الشورى الإسلامي و مجلس خبراء القيادة تأكدوا حتماً من تدينهم و التزامهم و وفائهم للثورة و صمودهم في طريق الثورة و عدم خشيتهم حيال العدو و عزيمتهم و شجاعتهم، و صوتوا بعد ذلك.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: و إذا كنتم لا تعرفون بعض الأشخاص فلا تقولوا لا نصوت لأننا لا نعرفهم، بل تشاوروا مع من تثقون بدينهم و التزامهم و بصيرتهم.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الطريق و الهدف و الواجب و التكليف في هذه المسيرة أمور واضحة، مضيفاً: إذا تمت هذه العملية الكبيرة بشكل صحيح فإن الله تعالى سوف يمن بعونه و نصرته يقيناً، و ستكون نتائج الانتخابات لصالح البلاد مهما كانت.
و تابع سماحته قائلاً: اعتقد اعتقاداً راسخاً أنه رغم كل مساعي الخصوم و المسيئين، فإن الله قدّر النصر النهائي للشعب الإيراني، و بفضل من الله لن يستطيع العدو توجيه ضربة و ضرر لهذه الثورة و للنظام الإسلامي.
و ثمّن قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه إيمان أهالي مدينة نجف آباد و صدقهم و وفائهم و صمودهم في مسار الثورة الإسلامية قائلاً: لقد أثبت أهالي نجف آباد حماسهم و وعيهم و إدراكهم العالي خلال فترة النهضة الإسلامية من خلال دعمهم للكفاح و النضال، و بعد انتصار الثورة الإسلامية أيضاً عرضوا خلال الفترات المختلفة، و خصوصاً فترة الدفاع المقدس، جشاعتهم و غيرتهم و مقاومتهم و كفاءتهم.
قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين حسناتي إمام جمعة نجف آباد فأشار إلى شجاعات و ملاحم أهالي مدينة نجف آباد المنجبة للشهداء خلال فترة انتصار الثورة الإسلامية و الدفاع المقدس، و تقديمهم أكثر من 2500 شهيداً، و أضاف قائلاً: أهالي نجف آباد الأوفياء يشددون على العهد و الميثاق الذي عقدوه مع الإسلام و القرآن و الإمام الخميني (رض) و قائد الثورة الإسلامية الحكيم، و سيبقون على هذا العهد إلى آخر قطرة من دمائهم.

قراءة 1683 مرة