الشيخ الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس يقول للميادين إن إصرار الإحتلال على بقاء البوابات الإلكترونية يؤدي إلى تغيير الواقع التاريخي للمسجد الأقصى. فيما مجلس جامعة الدول العربية يعقد دورة غير عادية لبحث الأوضاع في ضوء القرارات والإجراءات الإسرائيلية التصعيدية.
قال الشيخ الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس، في مقابلة خاصة مع قناة الميادين "إن إصرار الاحتلال على بقاء البوابات الإلكترونية يؤدي إلى تصعيد وتعقيد الوضع"، معتبراً أن هذه البوابات غير عملية ولا تعطي سوي "الإزعاج للمصلين ومنعهم الذهاب إلى المسجد المبارك".
وأكد الشيخ صبري "أننا لا نتخلى عن الأقصى لكن نصلي أمام بواباته لنعلن أننا متمسكون بالأقصى، رافضون لهذه البوابات الإكترونية التي أدت إلى تغير الوضع التاريخي القائم، الذي زعم نتنياهو بأنه سيحافظ عليه، هذا يعني أن الإحتلال طامع بالاقصى ويريد فرض واقع جديد".
وفي تعليق على ما جرى قال "هناك سلبيات وإيجابيات نوازن ما بينها بالموضوع، لو دخلنا ضمن البوابات الإلكترونية وثبتنا الوضع الجديد الذي يريده الإحتلال لكان في مثابة تسليم بإدارة المسجد الأقصى لليهود وهذا وما يريدونه وما صرح به وزير الأمن الداخلي عدة مرات".
ورداً على سؤال لماذا لم يحصل تحرك عملي كبير، الشيخ صبري قائلاً: "للإحتلال مخططات يريد تنفيذها مرحلة بمرحلة، وإننا على إجتماع دائم يومي لنقيّم كل خطوة، وخاطبنا الأردن أن يتحرك لأن في كلام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي تحدياً مباشراً للأردن وعدم إعتراف بقرارته معتبرين دور الأردن باطلاً متوقفاً وهذا إستفزاز مباشر"، مشيراً إلى "أن لكل حادث حديث وليس فقط مع الأردن بل مع جامعة الدول العربية ومع منظمة التعاون الاسلامي لتتكامل الأدوار ويكمل بعضنا بعضاً للتعاون على العدوان الاسرائيلي".
وعن تخلي الدول العربية عن القدس قال صبري"هذا واضح أننا تركنا لوحدنا في الميدان وأن الدول العربية منشغلة بوضعها الداخلي وهذا يخدم الإحتلال في طريقة مباشرة وغير مباشرة ما بينقلب علينا سلباً لأننا فقدنا الضهير والنصير".
ودعا خطيب المسجد الأقصى الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة بالصلاة في شوارع القدس وأمام أبواب المسجد الأقصى "لأنه التأثير المباشر على الإحتلال ليتراجع عن قراره، وبالتزامن نسير في الخط الدبلوماسي السياسي".
بيان حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين
في غضون ذلك أصدر حزب الله اللبناني بياناً اليوم بارك فيه "العملية الجهادية" التي نفذها ثلاثة من أبناء الشعب الفلسطيني في القدس الجمعة التي أدّت إلى قتل عدد من الجنود الإسرائيليين.
وقال بيان حزب الله إن "هذا الهجوم الجريء هو نتيجة تجذر روح المقاومة في نفوس الفلسطينيين في أرض فلسطين الكاملة، ودليل على الموقع الذي يحتله المسجد الأقصى المبارك في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، حيث منه تنطلق شارة الحرب على الاحتلال، وعلى أرضه يقدّم المقاومون أرواحهم رخيصة من أجل تحرير الأرض والعرض واستعادة الكرامة والاستقلال".
وأضاف البيان بأن "ما قام به محمد ومحمد ومحمد، أبناء عائلة الجبارين، هو عمل جبّار بكل المقاييس، وهو نبراس يقتدي به كل أصحاب الروح الأبيّة الرافضة للذل والاحتلال، وهو درس ينبغي أن يتعلمه كل الأحرار في أمتنا لمواجهة كل المستكبرين والمحتلين والظالمين".
وشدّد البيان على أن "حزب الله يُعبّر عن الفخر الكبير بهذه النقلة النوعية في مواجهة الاحتلال وجهاً لوجه".
كما أدان الحزب بشدة "كل الإجراءات القمعية التي مارسها العدو بحق المسجد الأقصى وأهله، والتي تتصاعد يوماً بعد يوم، كما يستغرب بشدة بعض أصوات الإدانة السياسية والإعلامية لهذه العملية البطولية، ويدعو أصحابها لتحديد موقعهم في معركة الصراع الدائم مع الاحتلال وأسياده وإفرازاته في وقت واحد".
وكان مراسل الميادين قد أكد الأسبوع الماضي في 14 تموز/يوليو استشهاد ثلاثة فلسطينيين في عملية إطلاق نار عند باب الأسباط في المسجد الأقصى، أسفرت عن مقتل شرطيين من شرطة الاحتلال الإسرائيليي. وأشار إلى أنّ شهداء الأقصى هم من بلدة أم الفحم التي تقع شمال غرب جنين.
من جهتها أصدرت كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين بياناً مشتركاً أكدتا فيه "اعتبار المسجد الأقصى خطٌاً أحمر والمساس به أمر لا يُمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال".
وأضاف البيان "ندعو إلى وقف الإجراءات الصهيونية ورفع يد الحكومة المتطرفة عن المسجد الأقصى المبارك، وعودة السيادة عليه لدائرة الأوقاف الإسلامية كما كانت، ووقف اقتحامات المستوطنين لساحاته الشريفة والكف عن ملاحقة المصلين والمرابطين هناك ونحذر من عواقب ذلك على العدو ذاته".
وشدّد البيان على أن "ما جرى من عدوان خلال الأيام الماضية لن يمر مرور الكرام، وإننا نحذر الاحتلال من أن استمرار عدوانه وعدم كف يده سيؤدي إلى تصعيد كبير يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعياته".
كما دعا البيان جماهير "شعبنا إلى التأهب وإعلان النفير العام للدفاع عن المسجد الأقصى، وتصعيد انتفاضة القدس، ولتخرج المظاهرات الحاشدة في كل أرجاء الوطن والشتات معبرة عن رفضها للعدوان الصهيوني، ومجددة لعهد النصرة للمسجد الأقصى وفداءه بالروح والنفس".
وحض البيان على نصرة المسجد الأقصى المبارك وعدم الإنشغال عنه،"فنصرة الأقصى واجب من آكد الواجبات وأولى الأولويات، إن على الأمة أن تقوم بدورها وأن تضغط على حكوماتها لوقف التطبيع والعمل على مقاطعة الكيان الصهيوني ومحاصرته وقطع كل علاقة معه بإعتبار أن أي علاقة معه حرام".
في غضون ذلك، عقد مجلس جامعة الدول العربية دورة غير عادية اليوم الاثنين على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الجزائر ومشاركة الأمين العام للجامعة العربية، لبحث الأوضاع في ضوء القرارات والإجراءات الإسرائيلية التصعيدية في القدس والمسجد الأقصى.
وأوضح مندوب فلسطين في الجامعة العربية السفير جمال الشوبكي "أن الاجتماع تقرر عقده بشكل عاجل بناء على طلب من دولة فلسطين لبحث إغلاق المسجد الأقصى المبارك والاجراءات الاسرائيلية التصعيدية من خلال وضع بوابات الكترونية على مداخل الأقصى|.
وأكد الشوبكي أن إسرائيل تشن حرباً شرسة ضد الشعب الفلسطيني وأن حكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو "تقوم بالتضييق على المقدسيين وفرض سياسة الأمر الواقع من أجل تقسيم المسجد الأقصى زمنياً ومكانياً على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل".
ولفت إلى أنه عرض خلال الاجتماع "تقريراً مفصلاً حول هذه الإجراءات الإسرائيلية بحق دور العبادة في القدس خاصة ما يتعرض له الأقصى من انتهاكات وممارسات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، مبيناً أن الاجتماع سيصدر قراراً يعبّر عن الموقف العربي الرافض لتلك الإجراءات الإسرائيلية.
إلى ذلك، ندد مجلس النواب التونسي بشدة باعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى وتركيبها بوابات إلكترونية للدخول إليه.
شهاب للميادين: كل الخيارات مفتوحة
وقال مدير المكتب الإعلامي في جركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب إنّ كل الخيارات مفتوحة لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.
وفي حديث لقناة الميادين، أشار شهاب إلى أنّ العدوان الإسرائيلي على المسجد مستمرّ في يومه الرابع، لافتاً إلى أنّ سلطات الاحتلال تعطي الفرص لمزيد من اقتحامات المستوطنين للأقصى.
وتابع شهاب "واهمٌ من يظن أننا سنغضّ الطرف عما يجري في الأقصى"، محمّلاً إسرائيل مسؤولية حدوث تصعيد شمال.
ورأى شهاب أنّ المطلوب اليوم من الجماهير العرب هو أن تتحرّك في الشوارع دعماً للمسجد الأقصى.